كلام فى الكورة ومتى نفيق من الأوهام

كلام فى الكورة.. ومتى نفيق من الأوهام؟!

كلام فى الكورة.. ومتى نفيق من الأوهام؟!

 العرب اليوم -

كلام فى الكورة ومتى نفيق من الأوهام

بقلم - عماد الدين حسين

متى نفيق ونستيقظ على أننا لم نعد قوة كروية وحيدة فى إفريقيا والعالم العربى، ومتى نعترف أن هناك نظاما كرويا جديدا تشكل ويتشكل وأن قوى جديدة باتت تتصدر المشهد؟!
لست ناقدا رياضيا متخصصا لكن أكتب كمشجع كروى يتابع أحيانا مباريات الزمالك والمنتخب وما تيسر من مباريات فى الدوريات الأوروبية الكبرى مثل الإنجليزى والإسبانى وأحيانا الإيطالى والفرنسى والألمانى والدورى السعودى.
ما أكتبه ليس فى فنيات الكرة، ولكن عن التصورات والأفكار والأوهام التى لا تزال تعشعش فى تلابيب عقولنا، وكأنها كتب سماوية منزلة من السماء.
أكتب وأنا أرى حزن وغضب كثير من المصريين على المستوى المحزن للمنتخب القومى لكرة القدم وخروجه المهين من دور الـ١٦ فى تصفيات أمم إفريقيا المقامة حاليا فى ساحل العاج، وعجزنا عن الفوز فى المباريات الثلاثة الأولى وصعودنا لدور الـ١٦ بمعجزة، وهدية موزمبيقية بتعادلها مع غانا فى آخر دقيقة، ثم انهزمنا أمام الكونغو بضربات الجزاء.
وأؤكد أن أداء المنتخب كان سيئا، وكذلك المدرب روى فيتوريا، وأداء اتحاد الكرة أكثر سوءا.
ما سبق تحدث فيه خبراء ونقاد الكرة بصورة مفصلة وفنية. واليوم أتحدث عن التصورات والأوهام التى تسيطر على عقول معظمنا من دون أى أساس من الواقع إلا الحنين لما كان.
نعم مصر قوة رياضية إفريقية كبيرة وفازت ببطولة إفريقيا لكرة القدم سبع مرات ابتداء من عام ١٩٥٧ وحتى ٢٠١٠، ونعم أيضا أن الأندية خصوصا الأهلى هو الأكثر تتويجا ببطولات إفريقيا فى كل نسخها سواء كانت أبطال الدورى أو الكأس أو السوبر الإفريقى، بل إن الأهلى له سجل حافل ومتميز فى بطولة العالم للأندية.
لكن اليوم أنا أتحدث عن المنتخب الذى هو حاصل جمع النشاط الكروى العام والشامل. معظمنا يتصور أننا يجب أن نفوز بكل البطولات الإفريقية سواء على مستوى الأندية أو المنتخب باعتبار أننا القوة الكروية الأقدم. وننسى أن هناك دولا كثيرة بدأت تلعب وتتألق وتبدع وتفوز، ننسى أننا منذ منتخب حسن شحاتة المتميز والذى فاز ببطولة إفريقيا أعوام ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ و٢٠١٠، لم يعد موجودا. ننسى أيضا أن الكرة شأن أى نشاط آخر تعطى لمن يعطيها ولمن يتدرب ويتعب ويخطط وينفق على أسس فنية وعلمية صحيحة.
نندهش كثيرا حينما نرى منتخبا متميزا مثل الرأس الأخضر يتألق ويهزم منتخبات عتيقة وقديمة، وننسى أنه يقدم كرة متميزة منذ سنوات. نندهش أيضا حينما نرى منتخب موزمبيق يتألق أمامنا وكاد يهزمنا، ونندهش أكثر حينما ننهزم من الكونغو وننسى أنها كانت أفضل منا معظم فترات المباراة، وغالبية لاعبينا لم تكن قادرة حتى على الجرى خصوصا فى الشوطين الإضافيين. والنتيجة كانت عادلة، ولو فزنا فى هذه المباراة كنا سننهزم فى المباراة التى تليها. ننسى أننا فى نهائى البطولة الماضية لم نكن نستحق الفوز أيضا أمام السنغال لأنها كانت الأفضل، والأمر نفسه فى المباراة النهائية المؤهلة للمشاركة فى نهائيات كأس العالم أمام السنغال أيضا. نعم كنا قوة كروية، ولدينا أندية متميزة إلى حد ما إفريقيا، لكن فى القارة وفى المنطقة العربية صارت هناك منتخبات قوية جدا لأنها تخطط بصورة سليمة ولديها موارد كبيرة، ولديها محترفون أكثر منا فى الخارج.
هذه الأوهام الكروية خطيرة، لأنها تعتقد أننا يجب أن نفوز على أى منتخب إفريقى لمجرد أن التاريخ ينحاز لنا.
نعم التاريخ مهم لكنه ليس كل شىء. وبالتالى علينا أن ننزل من الأبراج العاجية، وننظر إلى الواقع كما هو ونحاول أن نغيره إلى الأفضل، بدلا من لعن الزمن والظروف و«الانصاص التى قامت والقوالب التى نامت!!!!».
بالمناسبة الموضوع لا يتعلق فقط بكرة القدم والرياضة عموما، ولكن الأخطر أنه يمتد إلى مجالات كثيرة فى حياتنا وبحيث نتصور أننا يجب أن نعيش مستويات حياة الأمم المتقدمة، من دون أن نبذل الجهد الذى بذلوه حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، ننسى فى هذا الشأن أن النجاح والتفوق والتقدم فى الرياضة أو الاقتصاد أو العلم يحتاج إلى أسس وموارد وجهد وتخطيط سليم ومتراكم وإنتاج متميز وصادرات وقوة شاملة، حتى تكون مؤثرا فى إقليميك وعالمك.
النقطة المهمة والمحورية سواء كان الأمر يتعلق بالرياضة أو بالاقتصاد أو أى مجال فى الحياة هو أن ندرك الواقع وحقيقة إمكانياتنا مقارنة بالآخرين، ومحاولة أن نتغير إلى الأفضل على أسس سليمة وليس بناء على الأوهام أو التاريخ فقط.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام فى الكورة ومتى نفيق من الأوهام كلام فى الكورة ومتى نفيق من الأوهام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة
 العرب اليوم - 11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
 العرب اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab