كيف نفهم القرارات الاقتصادية الأخيرة

كيف نفهم القرارات الاقتصادية الأخيرة؟

كيف نفهم القرارات الاقتصادية الأخيرة؟

 العرب اليوم -

كيف نفهم القرارات الاقتصادية الأخيرة

بقلم - عماد الدين حسين

صباح يوم الأربعاء الماضى اتخذت الحكومة المصرية سلسلة من الإجراءات الاقتصادية المهمة وربما غير المسبوقة.
هى قررت تحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية. وقررت فى اليوم نفسه رفع أسعار الفائدة بنسبة ٦٪.
وفى اليوم نفسه أعلنت الحكومة أنها وقعت اتفاقا مبدئيا مع خبراء صندوق النقد الدولى ما يمكنها زيادة حجم القرض إلى ٨ مليارات دولار يضاف إليها ١٫٢ مليار من صندوق الاستدامة وأكثر من عشرة مليارات دولار ستأتى تمويلات بشروط ميسرة من البنك الدولى والاتحاد الأوروبى وبعض البنوك والصناديق الكبرى.
ويضاف إلى ما سبق الصفقة التاريخية وغير المسبوقة التى وقعتها مصر أخيرا مع الإمارات فى رأس الحكمة بالساحل الشمالى وأتاحت لمصر الحصول على ٣٥ مليار دولارا منها ١١ مليارا يتم خصمها من الديون الخارجية المصرية كانت عبارة عن وديعة للإمارات فى البنك المركزى المصرى.
الخبراء يتوقعون أن يصل إجمالى هذه التدفقات الدولارية إلى أكثر من ٥٠ مليار دولار.
الحكومة المصرية لم تتخذ قرار تحرير صرف ورفع سعر الفائدة إلا بعد أن تأكدت من وجود أكبر قدر ممكن من الدولارات فى يدها، وبالتالى كان منطقيا من وجهة نظرها أن تترك سعر صرف الجنيه يخضع للعرض والطلب، حتى لو كان مدارا وليس كاملا ــ وهكذا فإنه فى اللحظة الأولى للتحرير فإن سعر الدولار قفز من ٣١ جنيها فى البنوك الرسمية إلى ٥٠ جنيها، قبل أن يبدأ فى الانخفاض التدريجى ليهبط تحت حاجة الخمسين جنيها.
لم يكن ممكنا أن تتخذ الحكومة المصرية هذا الإجراء الذى تطالب به مؤسسات التمويل الدولية خصوصا صندوق النقد الدولى وكذلك كبار رجال الأعمال والمستثمرين إلا حينما تتوافر لها هذه الحصيلة الدولارية، حتى تستطيع الدفاع عن الجنيه المصرى ودعمه فى سوق شديدة الصعوبة، ولا تتركه وحيدا يواجه مطالب وضغوطا وهجمات من أطراف كثيرة بعضها شرعى وبعضها مريب.
الطبيعى أنه حينما يذهب أى مستورد إلى البنوك المصرية ليحصل على الدولارات من أجل تمويل وارداته، يجد الدولار متوافرا بالسعر الرسمى المعلن. لكن السؤال هل البنوك ستوفر الدولار حتى لمستوردى السلع غير الضرورية؟
وإذا لم توفرها فمن أين سيحصل أصحابها على الدولار، وهل يتوجهون للسوق الموازية مرة أخرى؟
هذا سؤال سنحاول الإجابة عنه لاحقا، لكن المهم أن رئيس الوزراء وبتعليمات من رئيس الجمهورية بدأ يشرف بنفسه على الإفراج عن السلع الأساسية المحجوزة فى الموانئ بسبب عدم توافر العملات الصعبة. وقال مدبولى إن الدولة أفرجت عن سلع بنحو ٦٤٥ مليون دولار خلال ستة أيام فقط من مارس الحالى وهو أمر لم يكن متاحا بهذه الصورة من قبل.
إذا تمكنت الحكومة والبنك المركزى من تدبير ما يحتاجه كبار المستوردين للسلع ومستلزمات الإنتاج الرئيسية، فسوف تقضى على معظم السوق السوداء فى وقت لن يكون طويلا. وفى هذه الحال فإن التاجر الذى يستورد سلعة على أساس أن سعر الدولار أقل من خمسين جنيها فسوف يبيع هذه السلع بسعر معقول، وليس على أساس أن الدولار سعره ستون أو سبعون جنيها.
انتظام هذه الآلية سيجعل كل أو معظم من يخزن الدولار معه تحت البلاطة أو تحت أى شىء سوف يسعى للتخلص منه فورا وبالتالى يعود الدولار مجرد عملة تداول وليس سلعة أو بضاعة يتاجر فيها كل من هب ودب.
وإذا اكتملت هذه العملية وانتظمت واستمرت لأسابيع معدودة فإن غالبية المصريين الذين يعملون فى الخارج سيعودون لإرسال تحويلاتهم عبر البنوك الرسمية المصرية وليس عبر الطرق الالتفافية التى كثرت فى الشهور الماضية منذ أن كان سعر الدولار غير الرسمى يفوق سعره الرسمى بأكثر من الضعف.
استعادة الثقة مسألة فى منتهى الأهمية. وأظن أن الخطوة الأساسية قد تمت وهى توافر حصيلة غير مسبوقة من النقد الأجنبى فى أيدى البنك المركزى.
صحيح أن الاحتياجات كثيرة خصوصا لاستيراد السلع الأساسية ومستلزمات الإنتاج والافراج عن السلع الموجودة فى الموانئ وسداد مستحقات الشركاء الأجانب فى شركات البترول والغاز، وسداد ما هو مستحق من أقساط وفوائد الديون، ولكن رغم كل ذلك، فإن هذه الفرصة الاستثنائية لابد من استغلالها بأفضل صورة ممكنة حتى نقضى على جذور ومسببات الأزمة الاقتصادية وليس أعراضها فقط.
والسؤال: متى تنخفض الأسعار بحيث يلمسها المواطن العادى؟!

 

arabstoday

GMT 06:31 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الثلج بمعنى الدفء

GMT 06:29 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

فرنسا وسوريا... السذاجة والحذاقة

GMT 06:27 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

التكنوقراطي أحمد الشرع

GMT 06:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

جدل الأولويات السورية ودروس الانتقال السياسي

GMT 06:23 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

ليبيا: لا نهاية للنفق

GMT 06:21 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

الصناعة النفطية السورية

GMT 06:19 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

دمشق وعبء «المبعوثين الأمميين»

GMT 06:14 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

حرية المعلومات هى الحل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف نفهم القرارات الاقتصادية الأخيرة كيف نفهم القرارات الاقتصادية الأخيرة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس

GMT 19:51 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 2.7 درجة يضرب الضفة الغربية فى فلسطين

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab