القمة العربية لغة الشارع ولغة الحكومات

القمة العربية.. لغة الشارع ولغة الحكومات

القمة العربية.. لغة الشارع ولغة الحكومات

 العرب اليوم -

القمة العربية لغة الشارع ولغة الحكومات

بقلم - عماد الدين حسين

بما أن غالبية الدول العربية استبعدت منذ وقت طويل اتخاذ إجراءات عملية ضد التطرف والعدوانية الإسرائيلية، إلا ما ندر، وبما أن الجامعة العربية هى محصلة لمواقف الدول ولا تملك  ميزانية او جيشا لتنفيذ توصياتها ــ فإنه لم يبق للعرب إلا المواقف والكلمات، وهى تظل مهمة جدا حتى لو كان البعض يراها غير كافية.

  كنا نتندر فى الماضى، على كثرة عبارات الشجب والإدانة والاستنكار فى القمم والاجتماعات العربية، ولم نكن نظن أننا سنصل إلى وقت لا نجد فيه حتى عبارات الشجب.

 وبهذا المعيار فقد لفت نظرى الكلمة المهمة التى ألقاها السفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية فى افتتاح القمة رقم ٣٣ فى المنامة عاصمة البحرين يوم الخميس الماضى، إضافة إلى ردوده على أسئلة الصحفيين فى المؤتمر الصحفى، الذى حضرته بدعوة كريمة من البحرين.

ما قاله أبوالغيط فى كلمته يعبر عمليا عن موقف غالبية العرب، لكن كيف يتحول الى واقع على الأرض؟

وقد اخترت من كلمة أبوالغيط التعبيرات والفقرات الآتية، وأراها شديدة الأهمية:

قال أبوالغيط: «العدوان الإسرائيلى بكل ما ينطوى عليه من وحشية وتجرد من الضمير يمثل حدثا فارقا، والشعوب العربية لن تنسى ذلك العنف الأعمى الذى أظهره الاحتلال وهو يستهدف النساء والأطفال ويطارد المهجرين والمشردين من ملاذ إلى آخر بالقنابل والرصاص، وقد صار العالم كله مدركا لحقيقة باتت ساطعة وهى أن الاحتلال والسلام لا يجتمعان».

«الاحتلال لا يمكنه الاستدامة إلا بممارسة التطهير العرقى وبالإمعان فى فرض واقعه الغاشم بقوة السلاح».

وطريق السلام يقتضى منهجا مختلفا بتخلى الاحتلال عن أوهام الاحتفاظ بالأرض والسيطرة على البشر والإنهاء الفورى للاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ٦٧، لكن ما رأيناه عبر الشهور الماضية يشير إلى أن الأوهام لاتزال تحكم التفكير، وأن تصورات القوة والهيمنة العرقية لاتزال تسيطر على السياسات.

أبوالغيط أشار بوضوح إلى التواطؤ والدعم الغربى للعدوان وقال: «للأسف قدمت بعض الدول الغربية غطاء سياسيا بالذات مع بداية العدوان كى تمارس إسرائيل هذا الإجرام، واليوم يقف حتى أقرب أصدقائها عاجزا عن لجمها.

ورغم هذا العدوان الظالم فإن أبوالغيط كان واثقا من انتصار الفلسطينيين فى النهاية وقال نصا: «النكبة التاريخية لم تمحُ الفلسطينيين من الوجود ولم تخرجهم من الجغرافيا ولم تشطبهم من التاريخ وأبناء أبنائهم هم من يمارسون هذا الصمود الأسطورى اليوم على الأرض فى غزة وجميع ربوع فلسطين. التهجير القسرى مرفوض عربيا ودوليا وأخلاقيا وإنسانيا .. ولن يمر».

أبوالغيط كان واضحا وهو يخاطب الاحتلال بقوله: «ما ترتكبونه فى غزة لن يعيد إليكم الأمن، ولا مستقبل آمن فى المنطقة إلا بمسار موثوق لا رجعة عنه لإقامة الدولة الفلسطينية.

فى ختام حديثه عن العدوان الإسرائيلى طالب أبوالغيط المجتمع الدولى وبالأخص أصدقاء إسرائيل بإقامة مؤتمر دولى للسلام يجسد رؤية الدولتين التى تحظى بالإجماع العالمى.

خلال المؤتمر الصحفى عقب نهاية القمة، قال أبوالغيط وبجواره وزير الخارجية البحرينى عبداللطيف الزيانى إن نصف مساحة البيان الختامى للقمة كانت عن القضية الفلسطينية، وكان هناك ٢١ وزير خارجية من بين ٢٢ وزيرا، وهو أمر لم يحدث من قبل وأن القمة انتهت دون خلافات أو احتكاكات.

من النقاط المهمة التى أثارها أبوالغيط فى المؤتمر الصحفى أيضا قوله: «إن أيام العدوان على غزة كشفت عن سقوط إدعاءات أخلاق السياسة» وتساءل: «لو كانت هذه الدماء أوروبية ما كانوا سمحوا بكل هذا أن يحدث، وما حدث هو سقوط لكل من يدافع عن التصرفات الإسرائيلية، البعض منا كان يصدقهم للأسف الشديد ثم انكشفوا حينما صمتوا عن سقوط ٣٥ ألف شهيد و٧٥ ألف جريح.

ولم يبق هناك إلا طرف واحد يدافع عن إسرائيل، ثم إن هناك وضعا كاشفا جديدا فى العلاقات والسياسة الدولية يتعلق بوضعية إسرائيل فى العالم نظرا لمسئوليتها عن الوضع الذى يستهدف العالم حاليا.

انتهى اقتباسى بتصرف من كلمة أبو الغيط. والسؤال لماذا هذا التباعد بين عواطف الشعوب العربية الساخنة وسياسات غالبية الحكومات العربية الباردة؟ وكيف وصلنا إلى وضع لم يعد بعضنا قادرا فيه حتى على وصف ما تفعله إسرائيل بأنه عدوان؟!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القمة العربية لغة الشارع ولغة الحكومات القمة العربية لغة الشارع ولغة الحكومات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab