العرب وفلسطين تعظيم المشترك وتقليل المختلف

العرب وفلسطين.. تعظيم المشترك وتقليل المختلف

العرب وفلسطين.. تعظيم المشترك وتقليل المختلف

 العرب اليوم -

العرب وفلسطين تعظيم المشترك وتقليل المختلف

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك موقف عربى موحد لمواجهة العدوان الإسرائيلى المستمر، ولديه حلول وسيناريوهات لمواجهة الخطط الإسرائيلية والغربية التى يراد فرضها على فلسطين والمنطقة لمرحلة ما بعد ٧ أكتوبر ٢٠٢٣؟!
للأسف الإجابة هى لا؟!
هل معنى هذه الإجابة أن ندخل نحن العرب فى حروب كلامية وإعلامية، كما يحلم ويخطط العدو، أم نبحث عن طريقة جديدة؟
الإجابة هى ضرورة ألا نزيد الانقسام.
يعلم المتابعون بدقة للموقف العربى من الصراع مع إسرائيل أنه لم يعد هناك موقف موحد منذ سنوات، بل إن بعض المتشائمين يقولون إن هذا الموقف الموحد لم يكن موجودا أبدا، إلا فى لحظات قليلة، كما حدث أثناء حرب أكتوبر المجيدة فى ١٩٧٣. أو حينما كان هناك «إعلان دمشق» بين مصر والسعودية وسوريا، وتمكن من بلورة موقف عربى إلى حد ما بين هذه البلدان الثلاثة حينما كانت سوريا حاضرة ومؤثرة قبل أن تضربها الحرب الأهلية الطاحنة منذ مارس ٢٠١١، وما تزال تؤثر فيها حتى الآن، بل جعلتها مستباحة للطيران الإسرائيلى، وجعلت على أرضها جيوشا أجنبية من كل حدب وصوب.
كان هناك توافق عربى إلى حد ما بشأن مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التى تحولت إلى «المبادرة العربية» حينما تبنتها الجامعة العربية فى قمة بيروت عام ٢٠٠٢، وتقوم على مبدأ «الأرض مقابل السلام» لكن إسرائيل رفضتها.
فى كل البيانات الصادرة عن القمم العربية التأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتطبيق القرارات الدولية خصوصا ٢٤٤ أو ٣٨٣
وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وتعويضهم، لكن لم نر أية محاولة عربية جماعية جادة لترجمة ذلك على الأرض، بل إن المفارقة أنه فى اللحظة التى قررت فيها إسرائيل إسقاط فكرة إقامة دولة فلسطينية، فإن بعض الدول العربية أقامت علاقات دبلوماسية معها.
وبالتالى علينا أن نفرق بوضوح بين ما يتم إعلانه من توصيات ومطالب فى القمم واللقاءات والاجتماعات العربية وبين ما يحدث على أرض الواقع. حتى لا يصاب بعض المواطنين العرب بالصدمة حينما يقارنون بين الأقوال والأفعال.
السؤال: هل معنى الكلام السابق أن ندخل فى مواجهات وحروب وصراعات إعلامية عربية أم نبحث عن طرق مختلفة وعملية لتعظيم ما هو مشترك وتجنيب ما هو مختلف عليه فى القضايا خصوصا الصراع العربى الإسرائيلى؟
قبل أيام التقيت مصدرا دبلوماسيا عربيا مرموقا وسألته عن نفس الفكرة، فقال لى كلاما ناضجا وموزونا ومفيدا، وخلاصته أننا جربنا نحن العرب المعارك الكلامية كثيرا، والتى وصلت إلى التنابز بالألقاب والسب بالأم والأب وسابع جد، وأن هذه الطريقة لم يستفد منها إلا أعداؤنا وخصوصا إسرائيل.
هو يضيف أنه ليس سرا وجود خلافات تصل إلى أن تكون حادة بين العديد من البلدان العربية بشأن التعامل مع إسرائيل عموما، ومع عدوانها الوحشى الأخير على قطاع غزة خصوصا. هناك دول تريد قطع العلاقات العربية مع إسرائيل وإعلان الحرب عليها فورا، ودول أخرى ترى أن هذا الأسلوب لم يعد مجديا، وبينهما دول ثالثة ترى ضرورة الدمج بين وجود علاقات، والتلويح بقطعها أو تجميدها، وبالتالى استخدامها كأداة ضغط على تل أبيب ومن يدعمها خصوصا أمريكا.
يضيف المسئول أن أفضل طريقة أن يعظم العرب من التنسيق فى القضايا والأفكار والتوجهات المتفق عليها، وأن يجدوا طريقة حضارية ومحترمة للتعامل مع القضايا والتوجهات المختلف عليها. وليكن لهم قدوة حسنة فى بعض خلافات الدول الكبرى خصوصا فى أوروبا. فالجميع يعلم أن هناك خلافات جوهرية بين ألمانيا وفرنسا، وبين الدولتين وبريطانيا وبين العديد من دول القارة الأوروبية، ورغم ذلك لم تنقطع العلاقات بينهم، بل هناك اتحاد أوروبى يجمعهم معا وتشهد جلسات البرلمان الأوروبى إدارة هذه الخلافات بصورة صحية وعملية.
لو أن الحروب الكلامية بين الدول العربية تصحح الأوضاع وتعيد الحقوق لكنا طالبنا بتعميمها وزيادتها، لكنها للأسف لا تستفيد منها إلا إسرائيل ولا يدفع ثمنها إلا المواطنون العرب خصوصا البسطاء.
وبالتالى فلنبحث عن طرق أكثر تحضرا لإدارة خلافاتنا العربية، كما تفعل غالبية الدول المتحضرة، بحيث نقلل من تلك الخلافات، ونزيد مما هو متفق عليه.

 

arabstoday

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 06:52 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أوروبا تواجه قرارات طاقة صعبة في نهاية عام 2024

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

هل هي حرب بلا نهاية؟

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب إسرائيل الجديدة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب وفلسطين تعظيم المشترك وتقليل المختلف العرب وفلسطين تعظيم المشترك وتقليل المختلف



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab