الهدف الإسرائيلى القادم تقسيم سوريا

الهدف الإسرائيلى القادم.. تقسيم سوريا

الهدف الإسرائيلى القادم.. تقسيم سوريا

 العرب اليوم -

الهدف الإسرائيلى القادم تقسيم سوريا

بقلم : عماد الدين حسين

«التفكير فى دولة سوريا واحدة مع سيطرة فعالة وسيادة على كل مساحتها أمر غير واقعى، والمنطق هو السعى لحكم ذاتى للأقليات فى سوريا وربما حكم فيدرالى».

‎الكلمات السابقة قالها جدعون ساعر، وزير خارجية إسرائيل، يوم الإثنين الماضى بعد ساعات من سقوط حكم الرئيس السورى بشار الأسد وهروبه إلى روسيا، بعد سيطرة الفصائل والميليشيات المعارضة والمتطرفة على معظم المدن الكبرى وبدء دخولها دمشق.

‎كلمات ساعر هى أخطر تصريحات لمسئول إسرائيلى وتكشف بوضوح ومن دون مواربة عن جوهر التفكير الإسرائيلى ليس فقط بشأن سوريا، ولكن لعموم المنطقة.

‎السؤال: ما معنى وما مدى خطورة التصريحات الإسرائيلية؟

‎المعنى واضح والخطورة ماثلة أن إسرائيل بكل ما تملكه من قوة، وبكل ما لديها من دعم أمريكى سافر سوف تسعى بكل الطرق إلى تطبيق ما تؤمن به على أرض الواقع.

‎المعنى أيضا أن هذا التفكير ليس وليد اللحظة، كما يظن بعض السذج، بل هو خطط موضوعة فى الأدراج الصهيونية منذ عقود وربما حتى ما هو أبعد من زرع إسرائيل فى المنطة عنوة عام 1948.

‎الأمر نفسه يشبه ما فعلته وتفعله إسرائيل فى الضفة وغزة، الخطة موضوعة وجاهزة، وحينما نفذت المقاومة الفلسطينية عملية «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر 2023، فإن نتنياهو وقادة جيشه أخرجوا الخطة المركونة فى الأدراج، وبدأوا فورا فى تنفيذها، ولم ينتبه معظمنا إلى ما قاله نتنياهو فى هذا اليوم وهو: «سوف تشاهدون غزة مختلفة تماما عما تعرفونها، ولن تعرفوا غزة السابقة أبدا» وللأسف الشديد فإن هذا ما حدث تقريبا، وما تزال إسرائيل حتى هذه اللحظة تنفذ إبادة جماعية شاملة فى غزة، ليس فقط بحق سكانها، ولكن بحق المبانى والمؤسسات والأشجار والشوارع، بهدف خلق واقع جغرافى جديد لا يجعل المنطقة خصوصا شمال القطاع صالحة للحياة، لسكانها الأصليين بل كمنطقة عازلة.

‎حتى جنوب لبنان الذى كان معظمنا لا يعتقد أن هناك أطماعا إسرائيلية توراتية فيها، سمعنا وقرأنا لمؤرخين إسرائيليين يزعمون أن هناك حقوقا توراتية فى بعض مناطق جنوب لبنان مثل صور.

‎ أعود إلى النظرة الإسرائيلية إلى سوريا وما الذى سيحاولون فعله هناك.

‎النقطة الجوهرية أنه حينما قامت إسرائيل بتدمير معظم قدرات الجيش السورى بعد سقوط بشار مباشرة، خصوصا المقاتلات والمروحيات والسفن والصواريخ، بل وحتى الأبحاث العلمية، فإنها كانت تمهد الطريق والمسرح لخلق واقع يقود إلى التقسيم الفعلى وليس المجازى. فهى حينما تتعمد تدمير هذه القدرات فإنها لم تكن تفعل ذلك فقط خوفا من وقوع هذه الأسلحة فى أيدى قوى وجماعات متطرفة كما زعمت، لأن هذه الأسلحة حتى وهى فى أيدى جيش الأسد لم يتم استخدامها ضد إسرائيل منذ فض الاشتباك عام 1974. إسرائيل كانت أساسا تريد إضعاف الدولة السورية سواء كانت تحت سيطرة الأسد أو هيئة تحرير الشام أو حتى داعش، هى تريد إضعاف الدولة السورية على المدى لسنوات وعقود طويلة، وبالتالى لا تتمكن أى سلطة من توحيد البلاد.

‎ثم تكون الخطوة التالية وهى تغذية الصراعات الطائفية والدينية والعرقية والمناطقية لتبدأ الخلافات ثم الصراعات ثم الحروب، كما حدث فى العراق ولبنان والصومال وليبيا والسودان واليمن.

‎علينا أن نربط هذا التفكير بما قاله نتنياهو على خط الهدنة فى الجولان بعد سقوط الأسد بأن بلاده ستسعى إلى حماية الأقليات فى سوريا، خصوصا المسيحيين والدروز والأكراد. إسرائيل ليس جمعية لحماية الأقليات، فهى تظلم بعض اليهود الفلاشا، وتضطهد العرب والبدو، لكنها فى الأساس تريد تشجيع أى انقسامات، لتضمن غرق سوريا فى مستنقع الصراعات والحروب إلى أطول وقت ممكن.

‎من كان يظن منا أن إسرائيل تسعى لتقسيم سوريا؟! معظمنا لم يفكر فى ذلك، بل انشغل بمشروعات تقسيم سابقة فى لبنان والعراق والآن فى السودان وليبيا. لكن تقسيم سوريا إذا تم لا قدر الله سيكون ضربة فى قلب الوطن العربى.

‎السؤال إلى الذين صدعوا رءوسنا بأن أمريكا والغرب وإسرائيل لا يريدون تقسيم المنطقة خوفا من الفوضى وهجرات أبناءها إلى أوروبا والغرب: هل اكتشفتم خطأ تحليلكم، وهل آمنتم أن فكرة وجود إسرائيل نفسها ككيان غاصب لا يمكن أن تستمر وتقوى من دون إضعاف كل المنطقة سواء كانت معتدلة أو متشددة؟

arabstoday

GMT 20:11 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

سورية الجديدة.. مدنية أم ملتحية!

GMT 20:09 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

وحدة الدولة السورية

GMT 20:05 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

إنكفاء إيراني على العراق

GMT 20:02 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

البكاء على سوريا الحبيبة

GMT 06:17 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريق الحرير: بوذا في السويد

GMT 06:15 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حذارِ الخوفَ من الإسلام!

GMT 06:13 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

هل هي نهاية الحقبة الإيرانية؟!

GMT 06:10 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

الزيارة الأولى لدمشق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهدف الإسرائيلى القادم تقسيم سوريا الهدف الإسرائيلى القادم تقسيم سوريا



إطلالات حمراء جريئة للنجمات على سجادة مهرجان البحر الأحمر

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 02:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعارض إطلاق أوكرانيا صواريخ نحو العمق الروسي
 العرب اليوم - ترامب يعارض إطلاق أوكرانيا صواريخ نحو العمق الروسي

GMT 13:39 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

جمال سليمان يكشف حقيقة اعتزامه الترشح لرئاسة سوريا
 العرب اليوم - جمال سليمان يكشف حقيقة اعتزامه الترشح لرئاسة سوريا

GMT 11:59 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

أحمد سعد يتحدث عن انتمائه لمصر وحبه للسعودية

GMT 22:27 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الممثل التونسي فتحي الهداوي عن عمر 63 عاما

GMT 04:44 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فتح الأجواء السورية أمام حركة الطيران خلال ساعات

GMT 18:07 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة السورية تعلن تجميد الدستور والبرلمان لمدة 3 أشهر

GMT 20:11 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

انفجار جنوب المغرب يودي بحياة جنديين أثناء إزالة ألغام

GMT 06:19 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

مبابي ينسى أحزانه ويعادل هنري في أبطال أوروبا ثم يخرج مصاباً

GMT 18:37 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

سياسات الأسد التي قضت عليه

GMT 23:17 2024 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

مليون نازح إضافي منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة في سوريا

GMT 02:26 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

وفاة المدرب الجزائري يوسف بوزيدي

GMT 06:10 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

الزيارة الأولى لدمشق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab