الضمير الإنسانى مات فى غزة

الضمير الإنسانى.. مات فى غزة

الضمير الإنسانى.. مات فى غزة

 العرب اليوم -

الضمير الإنسانى مات فى غزة

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك بالفعل ما يسمى بالضمير الإنسانى؟ وإذا كان هذا الضمير موجودا، فما الذى حدث له، بحيث إنه يرى هذه المجازر المتتالية فى قطاع غزة، ولا يجرؤ على اتخاذ خطوات فعالة وعملية لوقف جريمة الإبادة الجماعية التى تتم تحت مسمع ومرأى الجميع، وبدعم كامل من الإدارة الأمريكية؟.
أوجه هذا السؤال بعد أن بدأ عدد كبير منا، بما فينا نحن العرب نتابع عملية تدمير غزة وقتل وتشريد سكانها باعتبارها مجرد عدد من الضحايا يتزايد كل يوم، وكأننا نتابع نتيجة مسابقة رياضية، وليس عملية إبادة شعب بالكامل.
معظمنا كان يعتقد أن هناك ما يسمى بالمجتمع الدولى أو القانون الدولى، مضافا إليه صفة الإنسانى، وأن قوانين ومدونات حقوق الإنسان تمنع أى دولة كائنة من كانت من التمادى فى العدوان، وأن هناك حدودا لا ينبغى لأى دولة تجاوزها مهما كانت قوتها وعنفوانها وبطشها.
لكن العدوان الإسرائيلى المستمر على قطاع غزة منذ ظهر السابع من أكتوبر الماضى وحتى الآن، يقول لنا إن كل ما كنا نعتقد أنه بديهيات لم يعد كذلك، وأن البطش الإسرائيلى مفتوح على مصراعيه وبلا حدود، وقد لا يمكن استبعاد استخدام إسرائيل للقنبلة النووية إذا شعرت فعلا بأنها قد تهزم أو لا تحقق الأهداف المستحيلة التى ترفعها منذ اليوم الأول للعدوان وهو ما ألمح إليه بالفعل وزير التراث الإسرائيلى اميحاى الياهو.
من بين الدروس المستفادة الكثيرة من هذا العدوان أنه أقنع الجميع بما لا يدع مجالا لشك أنه لا يوجد ما يسمى بالقانون الدولى، هو أمر تستخدمه الدول القوية حينما يناسبها فقط، وترميه فى سلال المهملات حينما يتعارض مع مصالحها وأهدافها وانحيازاتها. فإذا قتلت إسرائيل ٢٢ ألف فلسطينى وأصابت ٥٥ ألفا معظمهم من الأطفال والنساء وهدمت نصف مساكن غزة وحولت أكثر من نصف سكانها إلى نازحين، وتهددهم بالتهجير من بلدهم، فهذا فى عرف الدول الكبرى دفاع إسرائيلى عن النفس، رغم أنها الدول القائمة بالاحتلال للضفة والحصار لغزة.
لكن إذا قامت أى قوة عربية بمساندة الشعب الفلسطينى، حتى لو كان ذلك بصورة شكلية، فهو انتهاك للقانون الدولى ينبغى تكوين تحالفات دولية للتصدى له.
من بين الدروس الأساسية التى ستصل للجميع، أن قانون القوة أو الغابة هو السائد والبقاء للأقوى، وبالتالى فإن ذلك سيرسل رسالة واضحة للجميع بأنه من دون القوة فلن تحصل على حقوقها، أما الأخطر فإنه سيعطى حججا للتنظيمات العنيفة والمتطرفة العالمية للاحتكام للسلاح والعنف لتحقيق أهدافها.
من الذى سيلوم أى فلسطينى من الانتقام من إسرائيل أو أى دولة ساندتها فى العدوان خصوصا المواطن الذى رأى أسرته تقتل أمام عينه تحت حطام بيته، أو داخل مسجد أو مستشفى أو كنيسة أو مؤسسة دولية احتموا بها فى غزة هربا من القصف الإسرائيلى المستمر.
سيكون من نتائج العدوان الإسرائيلى زيادة العمليات العنيفة والمتطرفة فى كل مكان ليس فقط فى إسرائيل ولكن فى عموم المنطقة، بل ومدن عالمية كبرى انتقاما من «الهولوكست الإسرائيلى» بحق أبناء غزة.
لا أحد بطبيعة الحال يقبل العنف والإرهاب أو يقره، لكن لا أحد عاقلا يقبل أيضا هذه المجازر الصهيونية المتتالية والتى لن تؤدى إلا لمزيد من التطرف للانتقام والحصول على حق الشعب الفلسطينى فى حريته وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
مات الضمير الإنسانى إلا ما ندر حينما بررت الدول الكبرى لإسرائيل أن تقتل الشعب الفلسطينى بلا هوادة أو رحمة أو منطق أو تناسب.
مات هذا الضمير حينما استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو ثلاث مرات فى مجلس الأمن لمنع وقف إطلاق النار، وبالتالى فهى شريك كامل ومتضامن فى هذا العدوان الأكثر وحشية فى التاريخ الإنسانى المكتوب.
مات الضمير الإنسانى وسقطت الحضارة الغربية، حينما ثبت كذب كل ما تقوله عن الحريات وحقوق الإنسان والقوانين الدولية، وحينما منعت وعاقبت كل من حاول أن يعبر عن رأيه رفضا لجريمة إبادة سكان غزة وقمع سكان الضفة.
العدوان الإسرائيلى، أسقط كل الأقنعة الذائفة التى رفعتها أوروبا وأمريكا عن العدل والحريات وحقوق الإنسان، وكشف خرافة إسرائيل باعتبارها واحة الديمقراطية والحرية فى المنطقة، وأنها مجرد مسخ عنصرى فاشٍ ينظر إلى كل «الأغيار» باعتبارهم عبيدا وخدما له.

 

arabstoday

GMT 07:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 06:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 06:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 06:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 06:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 06:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 06:46 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضمير الإنسانى مات فى غزة الضمير الإنسانى مات فى غزة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران

GMT 08:44 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشرى تكشف أولى مفاجآتها في العام الجديد

GMT 09:35 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شهداء وجرحى في قصف متواصل على قطاع غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab