شمولية الموازنة ورأي الدكتور معيط

شمولية الموازنة.. ورأي الدكتور معيط

شمولية الموازنة.. ورأي الدكتور معيط

 العرب اليوم -

شمولية الموازنة ورأي الدكتور معيط

بقلم - عماد الدين حسين

هل هناك عوائق أو مصالح تمنع تحقيق شمولية الموازنة بحيث تكون كل الإيرادات والنفقات فى موازنة واحدة، بدلا من الوضع الحالى الذى يجعل أكثر من نصف الموازنة بعيدا عن السيطرة الفعلية لوزارة المالية؟
ما سبق هو نص السؤال الذى وجهته للدكتور محمد معيط وزير المالية خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية فى الحوار المجتمعى لمناقشة مشروع الموازنة العامة للدولة فى العام المالى الجديد ٢٤ ــ ٢٥.
وقبل معرفة رد الوزير فالمعروف أن هناك ٥٩ هيئة اقتصادية خارج الموازنة العامة التى تعدها وزارة المالية، أبرزها هيئات البترول والمجتمعات العمرانية الجديدة وقناة السويس والسكة الحديد والنقل والبريد والسلع التموينية، والتأمين الصحى.
هذه الهيئات كانت من مكونات الموزانة العامة للدولة حتى صدر القانون رقم ١١ لسنة ١٩٧٩ المعدل بالقانون ٥٣ لسنة ١٩٧٣، وبعدها استقلت هذه الهيئات عن الموازنة العامة وصارت لها موازنات مستقلة.
الدكتور معيط قال فى رده على سؤالى إن هناك موروثا منذ عام ١٩٦١، حينما بدأ يتم إخراج بعض الهيئات من الموازنة العامة. وهذا الوضع يصعب أن يستمر، لكن من المهم التعامل مع هذا الموروث وهذا الواقع بهدوء وحكمة، لأننا حينما نفكر فى ضم هذه الهيئات للموازنة العامة يقولون لنا إن ذلك سوف «يكعبلنا».
والسؤال هو: كيف يمكن دمج وإدخال هذه الهيئات فى الموازنة العامة؟
كل هيئة تقول إن لديها مبررات بألا تكون موجودة فى الموازنة العامة وإنها لا تريد رقابة روتينية متشددة، بل تحتاج لقدر أكبر من المرونة، حتى لا يؤثر على حركتها ومجال نشاطها.
يضيف الدكتور معيط أنه فكر كثيرا فى ضم هذه الهيئات، لكن الدراسة انتهت إلى ضرورة اتباع المنطق الهادئ حتى لا تحدث «دربكة» تؤثر على أدائها، إضافة إلى ضرورة التفكير فى ديون هذه الهيئات، علما أن هناك علاقة موجودة بين الموازنة العامة والهيئات وهناك جهات تعطى فوائض للموازنة وجهات تقوم الموازنة العامة بتغطية خسائرها.
ويشرح وزير المالية أن توحيد وشمولية الموازنة أمر مفيد جدا للدولة المصرية خصوصا أمام مؤسسات التمويل الدولية، فمثلا الموازنة العامة للدولة بها ٢٫١ تريليون جنيه، فى حين أن ميزانية الهيئات الاقتصادية ٢٫٨ تريليون جنيه، وبالتالى علينا أن نتخيل الفارق حينما نقول للخارج إن موازنتنا ٤٫٩ تريليون بدلا من٢٫١ تريليون.
أيضا حينما تكون الموازنة موحدة سيتم تصحيح مفاهيم كثيرة، فالإيرادات الضريبية ستكون ٣٥٪ من إجمالى الموازنة وليس ٨٠٪ كما هى الآن فى الموازنة الحالية، وحتى فوائد الديون ستحسب على أساس أن الموازنة موحدة وهى ٤٫٩ تريليون جنيه وليس٢٫١ تريليون.
فى تقدير معيط فإننا حينما نفعل ذلك، فإننا نقدم موازنتنا للعالم بصوة مؤذية.
يضيف الدكتور معيط أنه رغم كل ذلك فالعلاقة موجودة ما بين الموازنة العامة والهيئات الاقتصادية، وأنه فى إطار البحث عن حلول، فقد اقترح تطبيق مبدأ «الحكومة العامة» وهو توحيد للموازنة ولكن بشكل مختلف، بمعنى إدراج كل الإيرادات والنفقات واستخدامات الحكومة والهيئات فى رقم موحد، وبالمناسبة فإن صندوق النقد يتعامل بمبدأ ومصطلح «الحكومة العامة» وهذا التعريف مفيد لمصر جدا حتى فى ديون الموازنة، لأنه يجعلها منخفضة فعليا.
يضيف معيط أنه فى إطار حل المشكلة فإن قانون المالية الموحد نص على ضم الهيئات الاقتصادية للموازنة العامة بصورة تدريجية خلال ٥ سنوات، على أن يكون بداية عرض «موازنة الحكومة العامة» خلال العام المالى المقبل ٢٠٢٤ ــ ٢٠٢٥، لتشمل موازنات ٤٠ هيئة اقتصادية.
ويؤكد معيط أنه يعرف كل جنيه تصرفه الصناديق الخاصة، لكنه لا يريد أن «يكعبلها»، بل يتم حل المشكلة بصورة هادئة لتحقق الهدف الأساسى وهو أن تكون هناك موازنة عامة وشاملة لكل الوزارات والهيئات، بما يعظم من الاقتصاد المصرى وصورته فى الخارج.
انتهى كلام الدكتور معيط وأظن أن هناك لوبيات ومصالح تكونت طوال السنوات الماضية تجعل العاملين فى هذه الهيئات وكل المستفيدين منها يحاولون بكل الطرق استمرار هذه الظروف الغريبة.
الموضوع يحتاج لعلاج حتى لو كان تدريجيا للعديد من الأسباب من أول تحقيق العدالة بين الموظفين، لأنه لا يعقل أن يحصل عامل البوفيه فى بعض الهيئات الاقتصادية على راتب يفوق الطبيب فى الوحدة الريفية، نهاية بتحسين كفاءة الاقتصاد المصرى والتوزيع العادل للنفقات على الوزارات والهيئات.
نحتاج لإصلاح هذا الخلل والتشوه وبما لا يؤثر على المميزات القليلة لبعض الهيئات الاقتصادية.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شمولية الموازنة ورأي الدكتور معيط شمولية الموازنة ورأي الدكتور معيط



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab