إفطار رمضانى مع وزير الخارجية

إفطار رمضانى مع وزير الخارجية

إفطار رمضانى مع وزير الخارجية

 العرب اليوم -

إفطار رمضانى مع وزير الخارجية

بقلم - عماد الدين حسين

مساء أمس الأول الإثنين أقام وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى، إفطارًا رمضانيًا لرؤساء تحرير الصحف وكبار الإعلاميين بحضور المفكر السياسى الكبير الدكتور مصطفى الفقى.
فى السنوات الماضية تعودنا أن نتناول هذا الإفطار الرمضانى فى الدور الأخير بمقر الوزارة القديم فى ماسبيرو مع الوزير السابق السفير سامح شكرى الذى كان يمازحنا دائمًا بأن اللقاء بعد الإفطار يجب أن يتناول تقييم مسلسلات رمضان، وليس الحديث فى السياسة.
بعد نهاية الإفطار حاول الصحفيون بكل الطرق إقناع الوزير بدر عبدالعاطى بالإجابة عن أسئلة الساعة خصوصًا ما يتعلق بغزة والخطة المصرية العربية لإعادة إعمار غزة والعلاقات المصرية الأمريكية الإسرائيلية وتطورات الوضع فى سوريا والسودان، لكن وزير الخارجية كان حاسمًا فى الحديث فى العموميات ورفض التطرق لما قد يؤثر على سير المفاوضات.
عبدالعاطى قال إنه لا بد أن تكون هناك ثقة كاملة من الشعب فى قيادة الدولة وحكمتها فى التعامل مع كل التحديات والمخاطر. ولولا الموقف المصرى الواضح والحاسم بعد العدوان الإسرائيلى فى 7 أكتوبر 2023 لربما تم تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين القسرى من قطاع غزة.
الوزير كان واضحًا أن مخطط التهجير يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومى المصرى، والقاهرة لن تقبل به ولن تتنازل فيه على الإطلاق تحت أى مبرر.
انتهى كلام الوزير وقد فهمت أن هذا الموقف لا يعنى إطلاقًا الصدام مع الإدارة الأمريكية، بل التفاعل معها وتقديم بدائل وأفكار واستمرار الحوار معها، مع التمسك بالموقف الثابت والحرص على عدم الاصطدام، بل محاولة إقناع الإدارة الأمريكية بالخطة العربية ومخرجات القمة العربية الطارئة الأخيرة.
وهناك بدايات تغير فى الموقف الأمريكى حينما وصف مبعوث ترامب الخطة العربية بأنها قائمة على حسن النية، وتتضمن أفكارًا إيجابية يمكن النقاش بشأنها.
فى نقاشات ما بعد الإفطار مع الحاضرين فهمت أن التنسيق المصرى مع الأشقاء فى الخليج خصوصًا السعودية على أعلى مستوى، ولن نسمح للآخرين بالصيد فى الماء العكر، وأن هذا التنسيق قاد إلى أن 57 دولة عربية وإسلامية اعتمدت الخطة العربية، وهناك دعم أوروبى للخطة إضافة إلى دعم ثابت من الصين وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا ودول أوروبية خارج الاتحاد، مثل النرويج.
هناك رهان مصرى كبير على مؤتمر إعادة إعمار غزة، فى نهاية شهر أبريل المقبل، والتنسيق على أعلى مستوى مع الدول العربية والحكومة الفلسطينية والبنك الدولى والأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
بعض الزملاء الحاضرين سألوا عن مصير سلاح حركة حماس والمقاومة فى ظل الإصرار الإسرائيلى الأمريكى على نزعه تمامًا؟
الوزير عبدالعاطى رفض الإجابة عن السؤال، لكن دبلوماسيًا عربيًا قابلته، مساء نفس الليلة، قال لى إنه ينبغى ألا يكون دور العرب هو تحقيق ما فشلت فيه إسرائيل طوال 15 شهرًا، المسئول قال بوضوح، إن حماس وافقت على التخلى عن صدارة المشهد السياسى فى غزة، وأن مصر نجحت فى الفترة الأخيرة فى التوصل إلى صيغة لجنة الإسناد المجتمعى المكونة من عناصر فلسطينية تكنوقراطية، إضافة إلى إقناع السلطة الفلسطينية باتخاذ خطوات مهمة بشأن الحوكمة والأمن والإصلاح داخل السلطة، وهى أمور وافق عليها محمود عباس «أبومازن»، للمرة الأولى منذ عشرين عامًا.
مصر والدول العربية تفاجأوا بأن حجم القبول والترحيب الإقليمى والدولى بالخطة المصرية فاق التوقعات بكثير بل إن المسئولة الأوروبية البارزة كالاس، قالت للعرب: «نحن معكم فى خطة الإعمار».
المفترض أن ما يشغل مصر والعرب فى هذه اللحظات هو تثبيت العدد الأكبر من فلسطينيي غزة داخل أراضيهم خصوصًا 1٫2 مليون شخص تهدمت بيوتهم بالكامل. تثبيت هؤلاء يعنى إفشال مخطط التهجير سواء كان قسريًا أو طوعيًا، وهذا يتحقق بالإسراع بإنجاز المرحلة الأولى ومدتها 6 أشهر من الخطة المصرية، خصوصًا أن إسرائيل تحاول مسابقة الزمن لتهجير الفلسطينيين طوعيًا أو قسريًا.
الجهد المصرى المبذول فى الفترة الأخيرة لا يمكن تخيله، ومعظمه ليس معلنًا للعامة، ويكفى أن إدارة ترامب التى بدأت عملها بضرورة تهجير الفلسطينيين وعدم عودتهم وصلت الآن إلى قناعة مبدئية بأهمية وجود أفق سياسى بالنسبة للفلسطينيين إلى حد ما.
صحيح أن الأمور ليست وردية، لكن الجهد المصرى والعربى كبير.
الموضوع متشعب وطويل وقابل للنقاش فى قادم الأيام إن شاء الله.

 

arabstoday

GMT 07:01 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

فرصة كي يثبت الشرع أنّه ليس «الجولاني»...

GMT 06:52 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

سوريا الواقع والافتراض

GMT 06:51 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

بيان القاهرة... إجماع وتحفظان

GMT 06:50 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

عبير الكتب: ابن رويشد وتاريخ الراية

GMT 06:48 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

... عن العنف وما يسبقه ويليه

GMT 06:46 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

الأزمة السورية وبناء شخصية وطنية

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,12 آذار/ مارس

هل سينقذ ترامب الغرب أم يدمره؟ (2-2)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إفطار رمضانى مع وزير الخارجية إفطار رمضانى مع وزير الخارجية



الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:54 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

هكذا يشنّ العرب الحروب وهكذا ينهونها

GMT 11:53 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

لبنان وحزب الله

GMT 03:51 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

حق أصيل للناس

GMT 01:15 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

شهيد في قصف للاحتلال الإسرائيلي جنوب غزة

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

مسيّرات إسرائيلية على شرق مدينة غزة

GMT 01:14 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

9 وفيات بالكوليرا في مخيم للاجئين بأوغندا

GMT 01:10 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

قصف إسرائيلي على مواقع للجيش السوري في درعا

GMT 08:25 2025 الثلاثاء ,11 آذار/ مارس

"إكس" تتعرض إلى هجوم سيبراني ضخم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab