«الترامبية» فى إفطار منير فخرى عبد النور

«الترامبية» فى إفطار منير فخرى عبد النور

«الترامبية» فى إفطار منير فخرى عبد النور

 العرب اليوم -

«الترامبية» فى إفطار منير فخرى عبد النور

بقلم - عماد الدين حسين

 

كعادته كل عام أقام السياسى المعروف منير فخرى عبد النور مساء السبت الماضى إفطارا رمضانيا لعدد كبير من السياسيين والشخصيات العامة.

هذا التقليد ليس إفطارا تقليديا يقتصر على تناول الطعام، بل إن المضيف يحرص عقب تناول الإفطار على فتح نقاش عام حول أحد الموضوعات التى تشغل المجتمع.

 حينما دعا عبد النور إلى الإفطار قبل شهر من بداية رمضان كان المفترض أن يكون النقاش حول موضوع التعليم ونظام البكالوريا الجديد، ويتحدث فيه الدكتور حسام بدراوى والدكتور محمود المتينى، لكن تطورات الأحداث فى المنطقة فرضت تغيير الموضوع ليصبح مناقشة سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

المتحدث الرئيسى كان السفير نبيل فهمى وزير الخارجية الأسبق، وقدمه السياسى الكبير والمتميز عمرو موسى وزير الخارجية والأمين العام الأسبق للجامعة العربية، الذى استشهد بمقال للزميل عبدالله عبدالسلام فى «المصرى اليوم» يصف فيه سياسات ترامب بأنها زلزال يهز العالم.

 الوزير فهمى تحدث نحو نصف ساعة وقدم عرضا وشرحا وتحليلا معمقا لما أسماه «الظاهرة الترامبية».

هو قال إن أولويات ترامب الداخلية تتمثل فى مكافحة الفساد وتخفيض عدد العاملين بالحكومة وتحسين الاقتصاد، وأن الدولة العميقة استوعبت ضربته واستجابت ببطء شديد، خصوصا أنه قام بفصل كل من يختلف مع سياساته من كبار الموظفين، والبعض الآخر قدم استقالته خصوصا فى الأجهزة الأمنية.

الهدف الأساسى وراء توجهات ترامب هو اقتصادى لزيادة الاستثمارات فى البلاد، واهتمامه الأول والثانى والثالث هو الصين، وما يشغله الاقتصاد والتكنولوجيا، وبالتالى فالصدام العسكرى مع بكين مستبعد.

أحد جوانب فهم شخصية ترامب أنه يتعامل مع أى طرف فاعل، وطبق ذلك فى ولايته الأولى مع الرئيس الكورى الشمالى، والآن بالتفاوض مع حركة حماس، وبالتالى هو لا يتعامل مع غير الفاعلين.

ولا تشغله الأمم المتحدة ودولها الـ192، بل كل طرف فاعل يجلس ويتفاوض على حدة، وبالتالى يمكن فهم انسحابه من العديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية.

 فى تقدير نبيل فهمى فإن نائب الرئيس جى دى فانس تعامل مع الأوروبيين فى مؤتمر ميونخ للأمن، وكأنهم تلاميذ فى الابتدائى، لكن من المستبعد أن تنسحب أمريكا من حلف الناتو، وفى المقابل فإن إحدى النتائج الأساسية للسياسات الترامبية هى نهاية فكرة أن أمريكا هى الضامن للأمن الدولى.

نبيل فهمى يرى أن الدعم الكبير من ترامب لإسرائيل ليس من منطلق أيديولوجى بل من زاوية مصلحية، فهى تدعمه داخليا عبر اللوبى اليهودى كما أنها طرف فاعل وقوى.

 وبالتالى فالطبيعى أن أمريكا ستدافع عن إسرائيل بقوة إذا تعرضت لأى اعتداء، لكنها لن تدعمها إذا بادرت بالاعتداء، وتقديره أن مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف شديد الواقعية رغم أنه يهودى، مقارنة ببقية المحيطين بترامب وهم شديدو الدعم لإسرائيل، وبالتالى فالحل سيكون عبر ترامب وويتكوف.

ويعتقد نبيل فهمى بوجود نوع من الشد والجذب بين ترامب وإسرائيل بخصوص الملف الإيرانى.

وبالنسبة لمنطقة الخليج فسر اهتمام ترامب بها استثمارى بالأساس، مشيرا إلى أن أمريكا لم تتدخل عسكريا لمصلحة أى دولة فى المنطقة إلا فى حالة الكويت.

 أما اهتمام ترامب بكل من سوريا والسودان وليبيا فسيكون ضعيفا، لكنه لن ينسحب من سوريا

كان هناك نقاش ثرى ومهم من الحاضرين، فالدكتور حسام بدراوى سأل: هل سقط مفهوم الديمقراطية مع ترامب؟ وأجاب نبيل فهمى بالقول إن الديمقراطية صارت أضعف بكثير عما كانت عليه، والسبب انفصال النخبة عن الشعب فى بلدان كثيرة، مضيفا أن «الترامبية صارت أخطر من ترامب».

ووزير الخارجية السابق سامح شكرى تحدث  قائلا إن الترامبية تعنى الانعزالية، مشيرا إلى أن المفهوم الأمريكى للعلاقات الدولية يقوم على منطق القوة، وهناك فكر فلسفى وراء ترامب تم بلورته من خلال معاونيه، وهناك تقديرات بعودة بزوغ ألمانيا وامتلاكها القنبلة النووية المستقلة وإعادة عسكرة أوروبا بسبب سياسات ترامب التى تطالب القارة والناتو بزيادة الإنفاق العسكرى، وبالتالى فإن علاقاته سواء كانت مع حلفائه أو خصومه قد تأتى بنتائج عكسية.

 شكرى لفت النظر إلى تطور مهم يتمثل فى أن الصين ولأول مرة تستخدم لغة خشنة مع ترامب، حينما قالت إنه إذا كانت أمريكا تتوجه نحو الصراع العسكرى، فسوف نتصدى لها.

نبيل فهمى سأل سؤالا مهما كان ينتظره الجميع وهو: كيف نتعامل مع ترامب، خصوصا بشأن اقتراحه بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة؟.. سنعرف ذلك لاحقا.

arabstoday

GMT 06:43 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ما علاقة الشعوب بالزواج والطلاق؟

GMT 06:41 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

(ولاد الشمس).. جينات الإبداع لاتزال تطرح

GMT 06:39 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

الإنصاف الذى تأخر

GMT 06:35 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

يحدث فى مصر!

GMT 06:31 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

الإفطار مع «السيدة الأولى»

GMT 06:29 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ترامب وزيلينسكى؟!

GMT 06:26 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

ريفييرا غزة!

GMT 06:19 2025 الإثنين ,10 آذار/ مارس

الليلةُ والبارحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الترامبية» فى إفطار منير فخرى عبد النور «الترامبية» فى إفطار منير فخرى عبد النور



الملكة رانيا بعباءة بستايل شرقي تراثي تناسب أجواء رمضان

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:37 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

سعد لمجرد يستعد لطرح عملة رقمية خاصة به
 العرب اليوم - سعد لمجرد يستعد لطرح عملة رقمية خاصة به

GMT 06:33 2025 الأحد ,09 آذار/ مارس

القصيبي والفتنة

GMT 06:37 2025 السبت ,08 آذار/ مارس

وضوح لبنانيّ… ووضوح غير مكتمل في غزّة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab