الانتخابات الرئاسية المصرية  اختلافات ملحوظة

الانتخابات الرئاسية المصرية .. اختلافات ملحوظة

الانتخابات الرئاسية المصرية .. اختلافات ملحوظة

 العرب اليوم -

الانتخابات الرئاسية المصرية  اختلافات ملحوظة

بقلم - عماد الدين حسين

 

 

هل هناك فارق واختلاف بين الانتخابات الرئاسية الراهنة في مصر، وبين الانتخابات التي جرت عامي 2014 و2018؟!

أظن أن الإجابة هي نعم، وهي نفس الإجابة التي سمعتها من كل أولئك المتابعين الذين سألتهم نفس السؤال فى الأيام الماضية.

والمعروف أن الهيئة الوطنية للانتخابات أعلنت قبل حوالي أسبوعين الجدول الزمني للانتخابات، التي ستجري خارج البلاد أيام 1 و2 و3 ديسمبر المقبل، وأيام 10 و11 و12 من الشهر نفسه في الداخل.

كما أن باب الترشح مفتوح من يوم 5 أكتوبر الجاري وحتى 14 منه، والحملات الانتخابية يفترض أن تبدأ في 9 نوفمبر المقبل، وانتهاء عملية الفرز في 13 ديسمبر، على أن تعلن نتيجة الجولة الأولى في 18 ديسمبر المقبل، وفي حالة وجود جولة إعادة فإن إعلان النتيجة النهائية سيكون في 16 يناير المقبل.

نعود لمحاولة الإجابة عن السؤال الذي بدأنا به وهو: لماذا هذه الانتخابات مختلفة، وهل هو اختلاف إيجابي أم سلبي؟

الإجابة هي أن هناك بالفعل اتفاقاً بين كثير من المراقبين على وجود اختلاف نسبي وملحوظ وإيجابي لهذه الانتخابات عن سابقاتها.

بالطبع لا نقارن بين هذه الانتخابات وتلك التي جرت في عهد حسني مبارك، أو الانتخابات التي جرت في يونيو 2012 عقب ثورة 25 يناير 2011، والسبب هو الاختلاف البين والكبير في الظروف والملابسات التي جرت في كل عهد، لكن اليوم نحن نقارن بين الدورتين التي أعقبتا ثورة 30 يونيو 2013 والتي أطاحت بحكم جماعة الإخوان، وبين هذه الدورة المتوقعة خلال 6 أسابيع.

نعلم أنه في الانتخابات الأولى التي جرت عام 2014 فاز الرئيس عبدالفتاح السيسي باكتساح ضد منافسه الرئيسي حمدين صباحي القيادي الناصري المعروف، والسبب الأساسي في هذا الاكتساح هو الدور الرئيسي والمحوري الذي لعبه السيسي في دعم وحماية ثورة 30 يونيو 2013، وتخليص مصر من حكم جماعة الإخوان.

وقتها في تلك الانتخابات، كان هاجس حماية مصر وهويتها هو المسيطر، خوفاً من الوقوع في فخ الدول الفاشلة أو الحروب والصراعات الأهلية التي ضربت ولا تزال بعض الدول العربية.

في حين أن الانتخابات التي جرت عام 2018 خاض المنافسة فيها ضد الرئيس السيسي رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، وكانت شديدة الفتور، ولم تشهد أي منافسة تذكر حتى مقارنة بانتخابات 2014، التي رفع فيها صباحي رؤى وسياسات مختلفة إلى حد ما.

أما الذي يميز هذه الانتخابات التي يفترض أن تجري أوائل ديسمبر المقبل فهي أنها تشهد منافسة معقولة ونسبية مقارنة بما جرى عامي 2014 و2018.

في هذه الانتخابات هناك أكثر من مرشح في مقدمتهم بطبيعة الحال الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي يفترض أنه يخوض الانتخابات للمرة الأخيرة بعد تعديلات الدستور عام 2019 وهناك أيضاً فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وجميلة إسماعيل رئيس حزب الدستور، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري.

وأحمد طنطاوي الرئيس السابق لحزب الكرامة وعضو مجلس النواب السابق الذي يتبنى خطاباً معارضاً بصورة جذرية، وأوجد حالة مختلفة، خصوصاً في أوساط الشباب، إضافة إلى أن حملته ناشطة إلى حد كبير على وسائل التواصل الاجتماعي وتجد صدى مختلفاً في بعض الأوساط الأجنبية.

ومن المهم الإشارة إلى أن كل هؤلاء المرشحين، هم «محتملون» لأنهم يحتاجون إلى تصديق من الهيئة الوطنية واستيفاء الشروط الأساسية الواجبة للترشح، وفي مقدمتها تزكية 20 نائباً برلمانياً، أو الحصول على توكيلات من 25 ألف مواطن، بحد أدنى ألف مواطن في 15 محافظة.

وحتى صباح السبت الماضي فقد أعلن كل من عبد السند يمامة وحازم عمر وفريد زهران الحصول على تزكية العدد الكافي من النواب لخوض المعركة، وهو الأمر المحسوم أيضاً للرئيس السيسي، لكن لم يتقدم أحد رسميا للترشح حتى هذا التاريخ. وحينما يتم استيفاء الشروط وعدم وجود طعون يتحولون إلى مرشحين فعليين نهائيين يخوضون الانتخابات، وإلى أن يحدث ذلك فهم كما قلنا مرشحون محتملون.

وإضافة إلى التنوع النسبي في عدد وطبيعة المرشحين فإن ما يضفي الحيوية نسبيا على هذه الانتخابات هو الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها مصر، خصوصاً بعد تداعيات وباء كورونا ثم الأزمة الأوكرانية.

وقد انعكست هذه الأزمة في مجالات كثيرة، خصوصاً تراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي وسائر العملات الأجنبية بنسبة أكثر من النصف، وبعد أن كان الدولار يساوي حوالي 15 جنيهاً قبل مارس 2022 فقد قفز ليصل إلى 31 جنيهاً في البنوك الرسمية، وحوالي 40 جنيهاً في السوق الموازية. وهذا العامل تحديداً أدى إلى زيادة كل الأسعار تقريباً بنسب فاقت أحياناً أكثر من 300 %.

وبالتالي فقد زاد التضخم الرسمي إلى حوالي %40 تقريباً، وتراجعت معظم المؤشرات الاقتصادية، الأمر الذي جعل قطاعات مختلفة من المصريين تهتم أكثر بهذه الانتخابات، وبالتالي طغت الأزمة الاقتصادية على كل ما عداها في النقاشات التي تناول هذه الانتخابات، والمرجح أن تشهد هذه النقاشات سخونة حينما تبدأ الحملات الانتخابية رسمياً في 9 نوفمبر المقبل.

حمى الله مصر وكل الدول العربية من كل سوء.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات الرئاسية المصرية  اختلافات ملحوظة الانتخابات الرئاسية المصرية  اختلافات ملحوظة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab