الصراع على البحر الأبيض المتوسط

الصراع على البحر الأبيض المتوسط

الصراع على البحر الأبيض المتوسط

 العرب اليوم -

الصراع على البحر الأبيض المتوسط

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم


المؤلف يغوص في السياسة المعيشة اليوم، وسيناريوهات الصراع بين القوى الإقليمية والدولية، ولكنه لا يغادر أمواج التاريخ، التي لا تشيخ أو تهدأ في هذا البحر المحرك للصراع الدولي المزمن.

يكتب المؤلف أن صراع القرن الحادي والعشرين، يتحرك في هذا البحر وحوله. الولايات المتحدة الأميركية، والصين وروسيا، لها مصالحها الاستراتيجية الخاصة، المختلفة عن غريميها الآخرين في البحر المتوسط. ومنذ القدم رسم انتصار الرومان على قرطاج، مسار التاريخ والقوة، وكذلك انتصار المدن الإيطالية على العثمانيين في معركة ليبانتو، الذي أوقف سيطرة الأتراك على أوروبا المتوسطية، وشجاعة الأدميرال نيلسون التي أذلت نابليون بونابرت، وسيطرة الحلفاء على جزيرة مالطا التي مهدت لهزيمة الفيلق الأفريقي - الألماني في الحرب العالمية الثانية، بقيادة الجنرال مونتغمري.

ينتقل الكاتب إلى الصراع الإقليمي والدولي، الذي يدور في هذا البحر وحوله اليوم. الولايات المتحدة تتحرك بقوة مشاركتها العسكرية مع أوروبا في حلف «الناتو»، والصين بقوة الاقتصاد والتكنولوجيا، وروسيا بوجودها العسكري في كل من سوريا وليبيا. تركيا تطمح إلى استعادة موروثها التاريخي في المنطقة، أو ما تسميه بـ«الوطن الأزرق». أطراف إقليمية عديدة لا تغيب عن حلبة هذا الميدان الساخن أبداً. تركيا تتحرك باندفاع ديني سُنّي، وتنتهج سياسة البازار؛ أي التعامل مع الجميع. إيران تحرك أذرعها الطائفية الشيعية. ويضيف المؤلف أن القوى الإقليمية الأخرى تتدافع حول هذا البحر من أجل مصالحها واستراتيجياتها الوطنية، ولا نكاد نجد دولة واحدة في منطقة البحر المتوسط، إلا ولها وجود في ذلك الصراع الواسع. يقف الكاتب طويلاً عند محركات السياسة الأميركية في المنطقة، وتدخلاتها المباشرة، وغير المباشرة فيها، ويورد سياسات الولايات المتحدة في العراق، وسوريا، وليبيا، ومواجهتها لـ«داعش» في المنطقة. روسيا بوتين لها سياستها التي تعبر عن طموح قديم جديد، وحلمها المزمن للرسو فوق المياه الدافئة. اليوم تحقق ذلك لروسيا؛ فهي لها قوات عسكرية في سوريا وليبيا، وتمكنت من مد وجودها إلى دول الساحل والصحراء الأفريقية، بعد موجة الانقلابات العسكرية في بعض دوله، وسيطرتها على جمهورية أفريقيا الوسطى.

تناول المؤلف سياسات الدول الأوروبية المتوسطية، وعلاقاتها مع دول شمال أفريقيا، التي لم يغادرها غبار التاريخ الاستعماري. ويورد ما شهدته وتشهده العلاقات الثنائية بين دوله. لا توجد سياسة أوروبية واحدة في هذا البحر، ومع الدول الأفريقية جنوب الصحراء. أما عن السياسات العربية، فهي أيضاً لا تنظمها رؤية استراتيجية واحدة، ويقف المؤلف عند توجهات كل دولة منها، وأسهب المؤلف في تحليل سياسات مصر وإسرائيل وقطر وإيران والإمارات والسعودية. وتحدث عن طبيعة القيادة السياسية في منطقة البحر المتوسط، وقضية حقوق الإنسان، والإرهاب، والطاقة، والتغيرات المناخية، والإنفاق العسكري والتنمية. في هذا الكتاب غاص المؤلف في ماء التاريخ، ومعاركه القديمة، والصراع المزمن الذي لا يغيب عن هذا البحر الذي لعب دوراً مركزياً في رسم خرائط المكان والزمان. اليوم، هذا البحر هو غرفة عمليات سياسية وعسكرية واقتصادية وأمنية، تتحرك فيها القوى الإقليمية والدولية. الكاتب الصحافي ماوريتزو موليناري، قدم في هذا الكتاب عصارة خبرة طويلة، خلاصتها أن هذا البحر الأبيض المتوسط، يظل ميداناً للصراع الإقليمي والدولي، كما كان دائماً عبر التاريخ الإنساني الطويل.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصراع على البحر الأبيض المتوسط الصراع على البحر الأبيض المتوسط



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab