حقائق مرعبة من حرب أوكرانيا إلى مذبحة غزة

حقائق مرعبة... من حرب أوكرانيا إلى مذبحة غزة

حقائق مرعبة... من حرب أوكرانيا إلى مذبحة غزة

 العرب اليوم -

حقائق مرعبة من حرب أوكرانيا إلى مذبحة غزة

بقلم : عبد الرحمن شلقم

الانفجارات التي يشهدها العالم الآن، طالت كل شيء؛ الأرض والنفوس والرؤوس. منذ أسبوع نشر الكاتب والصحافي الإيطالي أليساندرو دي باتيستا، كتاباً بعنوان «حقائق مرعبة... من الحرب الأوكرانية إلى مذبحة غزة». انتشر الكتاب بسرعة كبيرة في كثير من المكتبات، وتناوله أساتذة وصحافيون بالنقاش في وسائل الإعلام. مباشرةً بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وهجوم «حماس» على إسرائيل، تسابق السياسيون والإعلاميون الإيطاليون، على الدفاع عن إسرائيل، ووصف حركة «حماس» بالتنظيم الإرهابي المعادي للسامية الذي يهدف إلى تدمير إسرائيل. بدأ تغيير بطيء في الوسط السياسي والإعلامي، بعدما تناقلت وسائل الإعلام القتل والدمار، الذي ترتكبه القوات الإسرائيلية في غزة ضد المدنيين العزل. ارتفعت أصوات بين شرائح شعبية، وسارت المظاهرات المتعاطفة مع الضحايا الفلسطينيين، وأدانت حرب التطهير العِرقيّ في غزة.

اليوم يتحرك الشباب والعمال والطلاب، في أغلب المدن الإيطالية، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في غزة، واعتصم طلبة جامعة نابولي، وهم يهتفون لفلسطين ويرفعون أعلامها. سرى التغيير الكبير في وسائل الإعلام الإيطالية، واتسع الحديث عن جرائم جيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. تحدث بعض الساسة، وصمت آخرون.

كتاب أليساندرو دي باتيستا عن العدوان الإسرائيلي على غزة هو الكتاب الأول الذي يصدر في إيطاليا حول مذبحة غزة، ويعرض بالوقائع والأرقام حجم المذبحة الهائلة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي فيها. أورد الكاتب في الفصل الأول من كتابه، تاريخ الحروب العدوانية التي ارتكبتها أميركا وحلفاؤها، في العالم تحت ذريعة مقاومة الإرهاب، وتأكد في ما بعد زيف تلك الذرائع. عرض المؤلف بالأرقام أعداد الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والأطباء والصحافيين، والعاملين في المنظمات الإنسانية، الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في غزة عمداً ولا أحد منهم كان يحمل سلاحاً. تصريحات القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، الذين أعلنوا صراحةً إصرارهم على تدمير غزة، وطرد أهلها ومنهم مَن طالب بإلقاء قنبلة نووية على غزة. السلاح المتدفق من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها إلى إسرائيل، يكشف عن عبث وزيف الشعارات التي يرفعها الغرب عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. يدخل الكاتب في ردهات أصحاب القرار، الذين يعادون الحقائق، ويقولون في جلساتهم الخاصة، غير ما يعلنونه في وسائل الإعلام. لقد صفعتهم الجرائم الإسرائيلية التي يتابعها البشر في كل قارات العالم. ويضيف الكاتب أن الحقيقة هي الضحية الأولى في الحروب العدوانية، وأن الكذب والتزوير والمغالطة أسلحة يُفْرط المعتدون في استعمالها في جميع الحروب التي عاشها العالم. ما يجري اليوم في مذابح غزة يؤكد ذلك.

أفرد الكاتب فصلاً عمّا تسمى معاداة السامية، وقال إن هذا الشعار تهاوى بعد خروج آلاف الطلاب اليهود في جامعات أميركا، وشوارع أوروبا تضامناً مع الشعب الفلسطيني الذي يُذبح في غزة، وأن معاداة السامية شعار لم يكن له مكان يوماً في منطقة الشرق الأوسط، وقد غاب في كل أنحاء العالم. أوقفوا الحرب الآن، هذا هو الشعار الذي يطوف كل أنحاء الدنيا اليوم، وصور العجائز والأطفال والنساء الذين يتنقلون في جماعات من مكان إلى آخر تهز الضمائر.

في الفصل الخامس من الكتاب، وضع المؤلف سؤالاً اختاره عنواناً لهذا الفصل وهو «مَن العدو الأول لإسرائيل؟»، وأجاب دي باتيستا: إنها الحقيقة وليست «حماس». لم تقم أي دولة غربية بتقديم السلاح للفلسطينيين في غزة أو الضفة الغربية المحتلة للدفاع عن أنفسهم، بل إن الدول الغربية لم ترفع صوتها عندما قامت القوات الإسرائيلية وتقوم من دون توقف بقتل الصحافيين الذين ينقلون الحقائق مباشرةً إلى العالم. في جنازة إحدى الضحايا الفلسطينيين، كانت الصحافية شيرين أبو عاقلة تغطي الحدث، وقام قناص إسرائيلي بقتلها، وصمت الذين يدافعون عن حرية الرأي، ولم تتم ملاحقة القاتل. الحقائق هي العدو الأول للمعتدين، وذلك ما كان في كل الحروب، من الحربين العالميتين، إلى حرب فيتنام، والحرب في أفغانستان، والعراق وليبيا، والآن في غزة وكذلك في أوكرانيا.

هذا الكتاب الجريء أراه نقلة مهمة في تقديم الحقيقة المرعبة لما يجري في غزة إلى الرأي العام الغربي، وتحديداً في إيطاليا، التي تَسابق سياسيون وإعلاميون فيها على تأييد حرب إسرائيل على غزة بعد السابع من أكتوبر الماضي، إذ تضمَّن الكتاب قراءة تاريخية وواقعية مستشهداً بتصريحات وأفعال القادة الإسرائيليين.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حقائق مرعبة من حرب أوكرانيا إلى مذبحة غزة حقائق مرعبة من حرب أوكرانيا إلى مذبحة غزة



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 09:12 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عاد ترمب... الرجاء ربط الأحزمة

GMT 09:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

لفائف لا مجلّد

GMT 09:15 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

حماس تخطف اللحظة والصورة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab