تونس في مهب النصال
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

تونس... في مهب النصال

تونس... في مهب النصال

 العرب اليوم -

تونس في مهب النصال

عبد الرحمن شلقم
بقلم: عبد الرحمن شلقم

صفحات تونس تفتح بعضها، وتنتقل الهزّات بين وقفة تلد وقفات. أعلن الرئيس قيس سعيد عن ميزانية العام القادم بعجز قد يتجاوز الستة في المائة، ويدور النقاش حول تخفيض الأجور ورفع الضرائب. المستقبل مفتوح على احتمالات تشي بكثير بين المجهول والغامض. منذ يومين رفعت أزمة أخرى رأسها من ماض غير بعيد، وهي ما يتداول في وسائل الإعلام عن تعرض الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، لعملية تسميم أدت إلى وفاته.
عائلة السبسي أثارث هذا الموضوع منذ مدة، لكن ذلك لم يجعلها أزمة مضافة إلى ما يشب في البلاد من حرائق سياسية واجتماعية واقتصادية. منذ يومين تم الإعلان رسمياً عن إجراء تحقيق عدلي في موضوع تسميم الرئيس السابق، هناك من ينتظر النتائج القانونية، وبلا شك، سيتحرك أكثر من طرف ليجعل من هذه القضية عملة قانونية وسياسية في محفل تصفية الحسابات.
الرئيس قيس سعيد ذاته لمح أكثر من مرة إلى تعرضه لمحاولات اغتيال، وفي الأسبوع الماضي كرر مرات أن هناك من يتجه إلى استعمال الاغتيال السياسي أداة في المخاض السياسي الذي تعيشه البلاد.
تونس تكاثرت عليها ظباء الأزمات، فلم يعد السياسيون يعرفون على أي ظبي يرسلون سهامهم. تونس اليوم يصدق عليه قول أبي الطيب المتنبي:
رماني الدهرُ بالأرزاء حتى
فؤادي في غشاء من نبالِ
فصرتُ إذا أصابتني سهامُ
تكسرت النصالُ على النصالِ
البلاد تعدُّ نصالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن لا أظن أن القائمين بالأمر فيها، يدركون إلى أي حد وصلت في عمق الفؤاد. الفيلسوف أبو يعرب المرزوقي، الشخصية العلمية والفكرية البارزة في تونس، يقود حرباً عاصفة على الرئيس وهو الذي كان زميلاً له في لجنة دستور 2014، والرئيس الأسبق المنصف المرزوقي فتح نيرانه الداخلية والخارجية على الرئيس قيس سعيد الذي وجه له تهماً وحُكم عليه غيابياً بأربع سنوات سجن.
المعارضون لما يسمونه الانقلاب الذي قام به الرئيس سعيد، قام بعضهم بإضراب عن الطعام ومنهم من نقل إلى المصحات بعد تدهور صحته. الاتحاد العام التونسي للشغل في علاقة مضطربة مع الرئيس، ويهدد بسلاح الإضراب الشامل، وذلك يعني، تعقيد الحالة الاقتصادية في البلاد وسيؤدي إلى خروج من تبقى من المستثمرين في تونس. الأطراف الخارجية التي تعوّل الحكومة التونسية عليها في الإنعاش الاقتصادي عبر المساعدات والقروض، لها مواقف يتطابق بعضها ويختلف في الوقت نفسه. هناك شبه إصرار غربي بجناحيه الأميركي والأوروبي على ضرورة عودة الحياة البرلمانية، وكذلك احترام حقوق الإنسان وحرية الرأي العام.
الرئيس قيس سعيد عاد إلى طرح موضوع الحوار والحديث عن خريطة طريق، بعد أن استخف بهذا المصطلح مراراً وقال بلغة قرشية بليغة، من يتحدث عن الخرائط فعليه أن يذهب إلى كتب الجغرافيا. الحوار كان مطلباً وطنياً شبه عام، ولكن السؤال الذي لا يزال يقرع الآذان ويهزَّ الرؤوس، مَن يحاور مَن، ومَن هو الطرف الذي سيكتب جدول أعمال الحوار المنتظر؟
اتحاد الشغل، وهو المكون النقابي الذي لم يغب عن التأثير الفعال في الحياة التونسية منذ الاستقلال، وقارع الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة مبكراً، وكان رمزه الأيقونة الوطنية الشهيد فرحات حشاد، ومن بعده الحبيب عاشور الذي واجه بورقيبة بقوة لسنوات، لا يزال هذا الاتحاد هو القوة الوطنية الضاربة التي لا تغيب عن الفعل.
الحديث الآن عن تخفيض الأجور ورفع الضرائب، سيكون حزمة النصال الأكبر والأخطر ولا يمكن التنبؤ بمدى تمكنها من الفؤاد والجسد والحراك التونسي. تحدث الرئيس عن تعديل دستور 2014، ولكن هل سيذهب الرئيس إلى أبعد من التعديل، ويفصّل دستوراً جديداً يكرس النظام الرئاسي المطلق مثلما كان في عهدي بورقيبة وبن علي؟ الشارع التونسي الذي شكل القوة الموازية لقصر قرطاج، ماذا سيكون فعله وسط مسار تعديل الدستور والحوار الذي يصرّ الرئيس على أن يكون حواراً مفتوحاً عبر الإنترنت ويشارك فيه الشباب من منطلق الأسلوب الشعبي القاعدي الذي يؤمن به الرئيس، ولم يتوقف عن القول إنه لن يحاور الفاسدين ومن يصفهم بالمتآمرين، كل ذلك يرش المزيد من الرماد فوق أفق يعلوه غبار الاتهامات التي تتوالد من دون توقف، وكذلك إجراءات التقشف المالي في بلاد أربكتها الإضرابات وغياب السياحة.
في تونس اليوم أكثر من مائتي حزب سياسي، وهي التي عاشت لعقود تحت حكم الحزب الواحد، صار التشتت هو الصاعق الذي لا يغيب. التيارات الفكرية والسياسية في البلاد هي ثلاثة؛ الإسلامي والقومي العربي الذي يمثله الناصريون بالدرجة الأولى والتيار الوطني التونسي الذي يعيش على ميراث التجربة البورقيبية.
لكن هذه التيارات منقسمة في داخلها ولكل منها خطاب قد يجعل من الحوار الوطني الذي يجري الحديث عنه، حلبة صراع أكثر من كونه محفلاً للحل. منطقة المغرب العربي اليوم من أقصاها إلى أقصاها، تعيش حالة من الارتعاش السياسي والأمني، وبالنسبة لتونس، من الصعب أن تُشفى ما لم يلتئم الجرح الليبي بحكم التداخل الاجتماعي والاقصادي بين البلدين التوأمين.
لقد تعهدت الجزائر بتقديم دعم مالي لتونس بثلاثمائة مليون دولار، لكن هذا المبلغ لا يمكن أن يرتق الخرق في الاقتصاد التونسي الذي يعاني من أزمة مركبة، ويضيف إليها الصراع السياسي عواصف من التوتر ويزيد من معاناة البطالة ويهدد قيمة العملة المحلية (الدينار) مقابل العملات الأجنبية.
بعيداً عن التفاؤل والتشاؤم، أكرر ما قلته في مقالة سابقة عن الوضع في تونس، وهو أن البلاد تقف أمام أبواب مفاتيحها في جيب المجهول. إثارة موضوع سبب وفاة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، ستكون باباً لا نعلم ماذا سيكون فعله في الخضم الذي تتطاير فيه النصال من كل حدب نحو فؤاد تونس المرهق.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس في مهب النصال تونس في مهب النصال



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab