زوابع المغرب العربي الجامحة
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

زوابع المغرب العربي الجامحة

زوابع المغرب العربي الجامحة

 العرب اليوم -

زوابع المغرب العربي الجامحة

بقلم - عبد الرحمن شلقم

الشمال الأفريقي بدأ تكوينه الاجتماعي والسياسي مشتعلاً، وفي فترات صمت النيران ينكفئ لهيبها إلى جوف الأرض، ويجوس في أعماق النفوس غضباً متحفزاً في التعامل الفردي والجماعي. قرب هذا الشمال الأفريقي من أوروبا جعله عملياً جزءاً من جنوبها، وكانت الحروب في حلقات الدهر كأنها موجات المد والجزر بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
الاستعمار كان من البضائع التي تبادلها أهل الضفتين مبكراً، من الإغريق إلى الرومان والإسبان والفرنسيين والإيطاليين وزحف العرب إلى شبه القارة الإيبيرية. إخراج كل واحد من المسيطرين منذ أقدم القرون كان بقوة جللها العنف والدم وحداها صوت الأديان. المسلمون خنقتهم محاكم التفتيش بعد هزيمتهم في الأندلس، والإيطاليون الفاشيون الذين أعادوا رسم خريطة ليبيا بلون الدم، وجعلوا من القتلى في معارك التحرير ومن المعتقلات مصانع للجثث، وكانت الجزائر حلبة صراع دامٍ قُتل فيه الملايين بسلاح المستعمر الفرنسي في معركة تحرير غير مسبوقة في العالم.
تلك كانت ملاحم الدم والعنف الكبرى التي غاصت بذورها مبكراً في ضفة شمال أفريقيا الممتدة من ليبيا إلى موريتانيا. تلك البذور القديمة الحمراء لم تتوقف عن رفع رؤوسها من الأرض لتكون أشجاراً من الاهتزاز العنيف سياسياً واجتماعياً وعسكرياً. بعد موجة الاستقلالات التي بدأت في خمسينات القرن الماضي، أعاد بعض السياسيين وشرائح من النخب، الأناشيد والخطب التي غنت مبكراً معزوفات الوحدة الحلم الذي نبت قبل الاستقلال بعقود بين بلدان المغرب العربي. بعد استقلال الجزائر بسنة واحدة نشبت حرب الرمال بين المملكة المغربية وجمهورية الجزائر الوليدة. قبل ذلك اشتعلت نار دبلوماسية بلون أصفر خافت بين تونس المحتفلة باستقلالها، وتحولها من حكم البايات إلى النظام الجمهوري.
في احتفال كبير حضره السفراء المعتمدون بتونس، هاجم زعيم البلاد الجديد الحبيب بورقيبة الأنظمة الملكية، فانسحب السفير الليبي، واشتعل الغضب الليبي الرسمي، لكن الملك إدريس السنوسي رش ماء صبره على لسان النار البورقيبية. استقلت موريتانيا تحت اسم جمهورية موريتانيا الإسلامية، لكن الاعتراف بها رسمياً من جاراتها وشقيقاتها المغربيات وبعض أخواتها العربيات، لم يكن ومضة التهنئة السريعة إلى الوليد الجديد الذي ينشر خيامه على ضفاف المحيط الأطلسي ويترنم بشِعر المعلقات، وهو يحدو إبله في صحراء ترصعها بيوت الشَعر. منذ بداية عقد سبعينات القرن الماضي، تعالت أصوات الوحدة بين أقطار الشمال الأفريقي، ولكن ضربات الخلاف كثيراً ما كان صوتها أعلى ولم يغب عنه دخان النار. محاولات انقلابية في المغرب بادرت الحكومة الليبية بإعلان تعاطفها معها، وتموجت العلاقات بعد ذلك بين البلدين بين العداء وإعلانات الوحدة، وكان الحال كذلك بين ليبيا وتونس.
حبل العلاقة بين الجزائر والمملكة المغربية، غُزل بخيوط القطع والوصل مبكراً. هذا الشمال الأفريقي كان دائماً السجادة التي يصنع ألوانها صخبُ الزمن والرؤوس. في 17 فبراير (شباط) 1989 تأسس بمدينة مراكش المغربية كيان جديد مؤلف من خمس دول، وهي: موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا تحت عنوان اتحاد المغرب العربي. بقي الاسم وغاص الجسم في غياهب جيولوجيا شمال أفريقيا يعيش التاريخ في أحشاء طبقاتها، ويتنفس الغضب في رئة طبقاتها فتنفلق الزوابع الجامحة، وذلك هو الوسم الخالد الذي يوحد الجسم الجغرافي الممتد على ضفاف المتوسط، ويرسل نظرات أحلامه إلى الضفة الأخرى اللامعة بالأضواء من المتوسط، وكذلك أبناءه عبر البحر بالقانون أو بمغامرات بدونه.
اليوم ليبيا يهزها صراع لا يصمت إلا لكي يرتفع صراخه بالحديد والنار، وتستمر حلقات العراك بين ميليشيات السلاح وميليشيات الكلام فوق الأرض وموائد الاجتماعات، وتونس الخضراء ما زال الشعبُ فيها يريد الحياة، لكن القدر لم يرسل استجابته بعد، ما زالت تترجرج بين ثورة الياسمين ومعاناة العاطلين وأنفاس الآملين المنتظرين.
البلدان الكبيران في جسد الاتحاد الكبير المغرب والجزائر، لا تنقطع بينهما صفقات القطيعة إلا كي تعود، ولا أحد يدعي أنه يمتلك القدرة على قراءة سطور القادم الذي ما زال أمام كير الحداد. موريتانيا القريبة البعيدة حباها الله بآلة تعزف مواويل الصبر ترافق أصوات المليون شاعر. قالوا قديماً: المعنى في بطن الشاعر، فهل ستكون موريتانيا الهادئة هي بيت الشَعر والشِعر الذي يبدع قصيدة العقل التي تصنع الدرع المصنوعة من قافية جديدة، لها محيط أطلسي يتجاوز بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي؟ لم نعد نأمل في الكلمات الضخمة والشعارات الهائجة من اتحاد واندماج، أظن أن هذا الجيل في منطقة المغرب العربي غير الكبير، صار يأمل فقط في حسن الجوار بين أقطاره التي تهزها زوابع الخلاف التي سكنت في تجاويف وجوده منذ قديم الأزمان، وكل الأمل اليوم ألا تنتفخ الزوابع في بطن كير الحداد، وألا تكون المكواة في النار، ولتسرح العير في صحرائها الممتدة على ضفاف البحر الأبيض المتوسط وعلى امتداد المحيط الأطلسي.
الجغرافيا رقعة فيها من الأسرار والغرائب ما يستحق البحث فيها والتأمل. شمال أفريقيا التي جعلتها الطبيعة الجار الأزلي لجنوب أوروبا، وتشاركا وتفاعلا لأمد من الدهر سلماً وحرباً وحضارة، اليوم هناك بينهما فج كبير جداً من الانفصال في الحسابات وقوة الرؤية، وإتقان التعامل بين المكونات الإنسانية فوق رقعة جغرافية شمال أفريقية، تربطها وشائج الدم والدين واللغة والتاريخ والثروات الطبيعية. الزوابع إذا غاصت في الرؤوس تتحول إلى قوة جامحة تعصف بكل وشائج القربى وتصبح أجساد الأوطان من ذوي الاحتياجات الخاصة.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زوابع المغرب العربي الجامحة زوابع المغرب العربي الجامحة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة
 العرب اليوم - فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025
 العرب اليوم - هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab