أعمال البر وأعمال العنف
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

أعمال البر وأعمال العنف

أعمال البر وأعمال العنف

 العرب اليوم -

أعمال البر وأعمال العنف

محمد الرميحي
بقلم : محمد الرميحي

في رمضان تبرز على الأقل ظاهرتان في فضائنا العربي، الأولى كثرة المسلسلات التلفزيونية، والأخرى كثرة المطالب للتبرع لأعمال البر والدعوة، ولقد سهّلت وسائل الاتصال الاجتماعي التي تمر بثورة حقيقية، وصولَ تلك الأعمال (المسلسلات) وتلك الطلبات (المساهمة في أعمال الخير) كي تصل لعدد كبير من الناس.
من الصعب التعميم حول الفوائد والمضار من تينك الظاهرتين، إلا أنه من المؤكد أن هناك بعض «الفوائد» والكثير من المضار.
إذا أخذنا مسلسلات رمضان، فإن الغالب فيها تقديم صورة غير واقعية للأحداث التي تعالجها، قد يرى البعض أن الفن شيء والتاريخ شيء آخر، والإشارة هنا ليس إلى الاختلاف إنما إلى الرسالة التي تُترك في ذهن المتلقي، وهي رسالة تمجّد العنف في الغالب وتشيع الاعتماد على القيم السلبية، كمثل سطوة القوة ونجاح الحيلة وتفشي الخرافة، أي أننا أمام القليل الممتع ويحمل رسالة إيجابية، والكثير مما يشيع كماً من القيم السلبية، على الرغم من المال الوفير الذي يُرصد لإنتاج تلك الأعمال، فإن الضعف الحقيقي في «الورق» كما يقول أهل الصنعة، فإن ضعف النص، كثر الحشو، ولأن العملية كلها «تجارية» في الغالب فيروّج لبعض تلك الأعمال من خلال الإعلانات المباشرة وغير المباشرة تأكيد لقول الشاعر المرحوم صلاح عبد الصبور «وسقط القول قد يعلو بأجنحة من الترديد»!
على مقلب آخر، كثرة المطالب من أشخاص وربما مؤسسات أهلية للتبرع لأعمال البر، وهو أمر يجد صداه الإيجابي لدى كثيرين في أيام مباركة، كما أنه «صناعة» تدر الملايين من الأموال، بعضها يُعرف أين تذهب، وأخرى لها مسارب مختلفة قد تقع في الأيدي الخطأ؛ ولأن الموضوع له حساسية خاصة في هذا الشهر، فإن الحديث حوله قليل ونقده أقل، وتتخوف السلطات العامة من الاقتراب منه من أجل تنظيمه أو توثيق مقاصده، إلا أن بعضه في الغالب يذهب إلى حركات التطرف.
على سبيل المثال لا الحصر، هناك ما هو ملموس ومتابَع من الإعلام، وما هو بعيد عن الأضواء وتكمن الخطورة في انتشاره، المثال هنا ما يحدث في الدول الأفريقية جنوب الصحراء، فتجد بعض من يطالب بالتبرع لـ«فقراء أفريقيا» وحفر الآبار! من أجل أن تتوفر المياه والغذاء، وهي في ظاهرها تبدو إيجابية، إلا أن المعارك الدائرة والاستنزاف في الدم والموارد في تلك المناطق يجري في معظمه باسم «الأسلمة» حتى في المجتمعات المسلمة أصلاً.
يمكن ملاحظة صعود الإسلام الأصولي في أفريقيا جنوب الصحراء في ثمانينات القرن الماضي مع نشاط حركات الإسلام الحركي، فقد شهدت المنطقة ظاهرتين متلازمتين، الأولى موجة من الأزمات الاقتصادية والسياسية أدت إلى تفكك اجتماعي واسع النطاق، وتآكل سلطة الدولة وصعود العسكر إلى الحكم، والظاهرة الثانية تدفق الدعاة محملين «بأموال المتبرعين» التي ترمي في الظاهر لمساعدة الفقراء مع شحنة من التثقيف يعتمد على الاتباع وتلقين العقول البائسة والفقيرة بأفكار عنصرية، ووعي زائف بالتفوق، يؤدي إلى نبذ الآخر في الوطن وشيطنته؛ مما يزيد من تشظي المجتمع، ومع حفر البئر زرع الفتنة! هنا برزت «الهوية المتشددة» في تلك المناطق لأن الكثير ممن قدم نفسه للدعوة كان على معرفة قليلة بمبادئ الإسلام الحنيف ومقاصده، وعلى الكثير كره الآخر المختلف، كل ما توفر له بضع أفكار عامة وقشرية، يجري بثها في تلك المجاميع، فاعتقد أغلبهم على غير بيّنة أن ذلك هو الإسلام، وظهرت حركات مثل «بوكو حرام»، و«طالبان النيجيرية» وفروع تنظيمي «القاعدة» و«داعش».
«بوكو حرام» تعني «التعليم الغربي حرام»! لقد مزّقت هذه الحركات الدول التي ظهرت فيها، بعضها معظم سكانها مسلمون، والبعض الآخر مختلطة بديانات أخرى منها المسيحية وبعضهم ليسوا منتمين إلى دين سماوي.
«بوكو حرام» شنّت مجموعة من أعمال العنف والقتل ضد الحكومة النيجيرية، «حركة الشباب» في الصومال أرّقت المجتمع واستنزفت كل موارده وما زالت، و«جماعة أنصار الدين» في جمهورية مالي التي تريد أن تستقل بشمال البلاد، والكثير من حركات التطرف.
بشكل عام، فإن المشهد في معظم أفريقيا جنوب الصحراء مشهد عنف واقتتال وصراع، استدرج في وقت ما قوى خارجية وغربية للتدخل، وفي وقت آخر جماعات مسلحة مرتزقة من الدول الشرقية، كلها في سبيل الحصول على مكاسب وفي الوقت نفسه تشهد المنطقة خللاً فادحاً في السياق السياسي والاقتصادي والأمني والثقافي، وقد يُسمع هذا الخلل في الجوار وهو في الغالب جوار عربي مما يهدد السلام والأمن في المنطقة.
كما هو معروف ومنطقي أن أي صراع يحتاج إلى تمويل، من هذا الجانب فإن الطلب والإلحاح على التبرع في رمضان لـ«إخوانكم في أفريقيا» أو «إخوانكم الدعاة» من دون رقابة ومن دون تتبع لمسار هذه الأموال، وعادة تسارع إلى التدفق بغزارة في مثل هذه الأيام الخيرة من أهل الخير، عدم الرقابة عليها مدخل للاستخدام غير السوي، سواء في تمويل التطرف في الخارج أو الداخل والتي قد ينتج بعضها خللاً أمنياً فادحاً في وقت ما في المستقبل حتى على من تبرع بها بحسن نية.
بعض القوى والمجاميع المستفيدة تقاوم «تنظيم» هذه التبرعات ومراقبة صرفها وتصرّ على غموض طرق استخدامها، وتصرف بعض الإدارات النظر عنها بسبب حساسية مفرطة وغير مبررة تجاه عدم مراقبة «عمل الخير»، ولكن كل ذلك يدخل في تعظيم محيط المخاطر والتي نشاهد نتائجها كل يوم، في تلك الهجمات والصراعات التي تعصف بعدد ليس قليلاً من دول القارة السوداء، بل وبمحيطنا العربي أيضاً.
إذا كان تأثير بعض المسلسلات الرمضانية السلبية هو مؤقت وطارئ، فإن الأموال التي تُجمع وتتسرب إلى مناطق العنف تربي أجيالاً من الأصوليين أصحاب فكر تحطيم الدولة وتسميم المجتمع نتائجها مقيمة وعابرة للأوطان.
آخر الكلام:
لا تعطني سمكة ولكن «علمني» كيف اصطادها كما يقول الصينيون؛ فالعلم هو الأساس!

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعمال البر وأعمال العنف أعمال البر وأعمال العنف



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab