ماذا عن الحرب المنسية
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

ماذا عن الحرب المنسية!

ماذا عن الحرب المنسية!

 العرب اليوم -

ماذا عن الحرب المنسية

محمد الرميحي
بقلم - محمد الرميحي

في لقاء ضم مهتمين عرباً ومسؤولين سابقين في دولهم، كان النقاش يدور حول الهم العربي المشترك، الذي يبدو أنه لا ينتهي، وجرى النقاش ساخناً بسبب حيرة الجميع في تفسير هذه الظواهر المحيطة بنا تفسيراً عقلياً، البعض ذهبتْ به العاطفة مذهب الشطط. من بين الحضور سيدة سودانية مطلعة كانت شاركت في المسؤولية سابقاً في بلدها ولديها حصيلة من المعلومات من الميدان، سألتها عن نسبة العوامل الحاكمة التي سببت هذا الاحتراب السوداني المرير، قالت: 40 في المائة منه من مخلفات النظام السابق، و30 في المائة جهل، والثلث الباقي سباق بين شرهين للاستحواذ على السلطة والثروة، وما لفتني نسبة ما يحمله النظام السابق من آثام على ما ترك خلفه، فقد صنع بيده قوى عسكرية - اجتماعية - قبلية، أراد أن يستخدمها عند الشدة، وفي حالة الضيق، فنبتت لها مخالب لتدافع عن مصالحها من دون أي حسابات أخرى.

مساهمة النظام السابق في كل ما حصل ويحصل في ليبيا والعراق واليمن، هو أمر مستقر لدى الكثير من المتابعين، وظاهرة تستحق الدارسة المعمقة، فالسلطة المطلقة تخلق اختناقات مرضية في المجتمعات، تنفس عن نفسها مرضياً بعد سقوط النظام، فتظهر على شكل بثور وندوب على سطح المجتمع اسمها «الميليشيات»، التي تعيث فساداً من دون رادع في الفراغ الذي ينشأ بعد سقوط الدكتاتورية، عندما سمع أحد المستثمرين العرب، الجالس معنا، السردية السودانية، تنهد قائلاً، لقد سرقوا 20 مليون دولار من فرع بنكنا في الخرطوم!! وكانت مخصصة للاستثمار، حتى الاستثمار الذي ذهب إلى السودان طوعاً لم ينجُ من الهلاك!

عدد قتلى الحرب في أوكرانيا في السنوات الثلاث الماضية، كما نُشر، بلغ 30 ألفاً من الجنود الأوكران، وبلغ قتلى مواطني أهل غزة بسبب الصلف الإسرائيلي والتهور، ما يقارب الثلاثين ألفاً في ستة أشهر، وعدد ضخم من الجرحى، أما في الاقتتال السوداني الأهلي وفي زمن أكثر قليلاً من نصف عام، فقد بلغ 20 ألف قتيل و6 ملايين من المشردين، والافتراض المنطقي أن القتال إذا استمر لعام فقط في السودان، فسوف يفوق عدد القتلى عدد من قتل في أوكرانيا في ثلاث سنوات، وأكثر ممّن سقط قتيلاً بغزة في ستة أشهر، أما عدد المشردين فقد يفوق العشرة ملايين، ربما إن سارت الأمور إلى وقت أطول لن يبقى في السودان نافخ نار!!

حتى الآن فإن 70 في المائة من مستشفيات الخرطوم خارجة عن الخدمة، وأصبحت هناك ندرة في سيارات الإسعاف، أما الأقاليم خارج العاصمة فليس لديها منذ زمن خدمات صحية تسمى بذلك الاسم، كما أن شح الأدوية والمستلزمات الطبية، يعني أن ينزف الجريح السوداني حتى الموت، وتتدفق الهجرات السودانية على دول الجوار، بعضهم يعيش في خيام عيشة مزرية.

البنك الدولي يتوقع أن ينكمش الاقتصاد السوداني إلى 15 في المائة، ويصبح الجنيه السوداني ورقاً من دون ثمن تقريباً، كما خرجت أكثر من 400 منشأة تعمل في الصناعات الغذائية والدوائية في العاصمة وحولها من الخدمة! وتدهورت الزراعة نتيجة فرار المزارعين إلى المناطق شبه الآمنة، وتلاشى الأمن، وتوقفت المدارس والجامعات، ومعظم الحرب تدور في العاصمة أو حولها.

إنها حرب سوداء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، انصرف عنها الرأي العام تجاه أوكرانيا وغزة، وتُركت القوى السودانية تأكل بعضها بعضاً إلى حد انتحار الوطن السوداني.

هل هي شهية السلطة، وأي سلطة سوف تبقى منتصبة على الأطلال، وأي شعب سوف يبقى وقد مُزق نسيجه الاجتماعي إلى خِرق مبعثرة، وأي اقتصاد يمكن أن يخرج به السودان في نهاية المطاف؟

يمكن عقلاً تبرير حرب أوكرانيا، أي أن بها من العناصر العقلية ما يمكن فهمها، ويمكن أيضاً معرفة العناصر العقلية التي قادت إلى حرب غزة، إلا أن الأحجية السودانية غير قابلة للفهم العقلي، أو المنطقي، مهما ضعف.

مجموعات عسكرية وشبه عسكرية تقاتل من دون هدف واضح، وتقاتل شعبها وتنتهك أبسط حقوقه الإنسانية، ولا يستطيع الجوار أن يتدخل، وقد حاول تكراراً ولكنه فشل في رأب الصدع، لأن أسباب الصدع غير معروفة أسبابه، غير شهوة السلطة من العسكر، هذه الشهوة مركزية في العقل السوداني السياسي، فمنذ الاستقلال قبل 70 عاماً تقريباً والسودان يخرج من انقلاب عسكري إلى انقلاب عسكري آخر، بمسميات وشعارات مختلفة، ولكن جلها أو حتى كلها لعبة العسكر.

السودان ثالث أكبر بلد حجماً في أفريقيا بعد الجزائر والكونغو الديمقراطية، والثالث في العالم العربي بعد الجزائر والمملكة العربية السعودية؛ أرض خصبة ومياه وفيرة وسابع دولة في العالم في الثروة الحيوانية، ورابع احتياطي في العالم من النحاس، وهناك مناجم ذهب مدرة، وأكبر فشل في إدارة الموارد! ومع استمرار الصراع في تلك البلاد الكبيرة سوف تُستنزف الثروة، ويحدث حدثان على الأقل مع الزمن؛ الأول تدخل خارجي بأنواع مختلفة من الأهداف المادية والسياسية أو كليهما، والثاني أن ينزاح الصراع إلى الجوار، فهناك دولتان عربيتان مصر وليبيا في الجوار، والأخيرة تعاني من تفتت في الجسم السياسي والعسكري، قريباً إلى الفوضى، والأولى تتحمل عبء حجم كثيف من النازحين السودانيين، وأيضاً خمس دول أفريقية، عدد منها يعاني ضعف البنية الداخلية، وانفلات الأمن، إلى جانب مشكلات داخلية ليست هينة. وبالقرب منها مقابل البحر الأحمر يجري تهديد الأمن البحري من قراصنة مسلحين. يصعب إمداد السودان باحتياجاته، كما لا يجب تجاوز التدخلات الدولية في حمى الصراع الغربي - الشرقي المتفاقم.

في المحصلة لن يوجد رابحٌ في السودان، ومن يربح فقد خسر، وما نشاهد على الساحة السودانية هو انعكاس لعقلية سياسية تكاد تكون عمياء في فهم ما يحتاجه الإنسان المعاصر (الإنسان وليس المواطن السوداني فقط) من متطلبات حضارية ومعيشية، وهي ظاهرة تضرب العمل السياسي العربي في مقتل بالكثير من دوله وهي مزمنة، نشاهد جزءاً منها في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا، وتكاد الظاهرة أن تكون جائحةً في السودان!

آخر الكلام: الخاسر الكبير في السودان، هو الشعب السوداني، بطن جائع وقلب خائف وأحلام كابوسية!

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا عن الحرب المنسية ماذا عن الحرب المنسية



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab