روسيا والغرب لا طلاق بائن ولا زواج مستقر
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

روسيا والغرب... لا طلاق بائن ولا زواج مستقر!

روسيا والغرب... لا طلاق بائن ولا زواج مستقر!

 العرب اليوم -

روسيا والغرب لا طلاق بائن ولا زواج مستقر

بقلم - محمد الرميحي

مع انفجار الحرب الروسية - الأوكرانية في آخر فبراير (شباط) من هذا العام، حبس العالم أنفاسه رُعباً، خصوصاً وقد تزامنت معها الأحاديث العالية باستخدام الأسلحة غير التقليدية، والإشارة هنا إلى النووية، التي ذكرت العالم بما عرف بالعصر الجليدي المقبل. مع مرور الأسابيع وحتى الأشهر تراجع ذك الخوف، كي يبقى العالم يشاهد على محطات التلفزة تقدم أو تراجع تلك الحرب، مع ما يصاحبها من أهوال إنسانية فظيعة.
اليوم يبدو أن الأمور ليست كما توقع لها في البداية، ما زال هناك (شيء من العقل) لدى الإنسان، وبدا أن الغرف الخلفية بدأت تعمل. خبر لم يتوسع حوله في الإعلام كان عن اجتماع رئيس الأركان الروسي بالأميركي عن بعد، وكل ما قيل علناً إن الطرفين اتفقا (على ألا يقال أي تفصيل حول ذلك الاجتماع)، ثم توالت الإشارات، فصرح الفرنسيون بأن أوكرانيا تحتاج من عشر إلى خمس عشرة سنة للدخول في التجمع الأوروبي (وليس في حلف الأطلسي)، كما أن الرئيس الأوكراني بدا بتصريحات تتحدث على أن الحل لا يمكن إلا أن يكون من خلال المفاوضات، وتجاوب معه الروسي، إذا أضفنا إلى ذلك تصريح المستشار الألماني (لا مصادرة لأموال الروس، وعليهم طوعاً التبرع لإعمار ما هدم في أوكرانيا) تقريباً تكتمل الصورة التي تتشكل في خلفية الصراع.
معالم الحل في الصراع أصبحت حدودها واضحة، وقد تجري على مسارات متعددة من خلال مفاوضات تتعدى ربما الأوكرانيين، وتُطبخ في الحجرات الخلفية للقوى الكبرى، كما تعود العالم بعد الردع النووي أن يشاهد.
الخطوط العريضة هي أن تحتفظ روسيا بجزء من أوكرانيا بجانب جزيرة القرم السابقة، وتبقى بقية أوكرانيا دولة ليبرالية قد تنضم إلى المجموعة الأوروبية الاقتصادية في وقت ما، ولكن ليس إلى حلف الأطلسي. تكون روسيا قد حققت بعض المكاسب، ولكنها استمعت إلى درس مفاده (إلى هنا وفقط)، أي أن فكرة إعادة الإمبراطورية السوفياتية يتوجب أن تنسى، فخطوات ضم أراضي بعض من دولة جورجيا ومن ثم جزيرة القرم والتدخل في سوريا وإنشاء قواعد لها هناك، والتدخل في بعض دول أفريقيا، وأخيراً بعض أجزاء أوكرانيا، كل ذلك هو ما يجب أن يتوقف عنده الطموح الروسي، وهو أيضاً ما يستطيع الغرب أن يتسامح معه، لقد ذهبت روسيا إلى المستقبل وهي تحمل عبء الماضي، لم يعد ذلك ممكناً تاريخياً.
أما الغرب فإنه حقق انتصاراً أيضاً بأن منع (بلع) أوكرانيا وأوقف الزحف الروسي والتمدد الذي كان محتملاً أن يستمر في الجوار، لأن العملية العسكرية ظهرت أنها أكبر من ثمنها بالنسبة للروس وأيضاً للغرب.
يبقى التعامل مع الملفات الأخرى التي نشأت من فعل الغزو نفسه، خصوصاً في القطاع الاقتصادي، وهي ملفات ليست هينة، ربما سوف يستمر الضغط الاقتصادي ومصادرة الأموال من أجل استمرار تذكير موسكو بأن اللعبة لم تعد تحمّل تكاليفها. فاستمرار دول الغرب أو عودتها للاعتماد على الطاقة الروسية سوف يقلل إلى درجة عدم التأثير على اقتصادها في المستقبل وعلى الاقتصاد العالمي، كما أن تمويل الاتحاد الروسي بالتقنية الحديثة سوف يمنع أو يكون في أدنى مستوياته، تذكيراً بأن حدود السماح لروسيا للدخول في السوق الرأسمالية قد انخفضت!
هذا السيناريو ماذا يعني؟ في الغالب هو سيناريو نقيض لسيناريو صمويل هنتنغتون، الذي ضجت النخب في فضائنا الشرقي بترديده في السنوات الأخيرة حتى اعتقدت أنه صحيح. هنا انقلبت فكرة (صراع الثقافات) التي قال بها هنتنغتون إلى (صراع الإمبراطوريات) الذي لم يعد له مكان في التاريخ، فالجرح الغائر لدى النخب الروسية بخسارة الإمبراطورية السوفياتية، والتي هي امتداد للإمبراطورية الروسية التاريخية القديمة، وخروج خمسة عشر كياناً سياسياً مستقلاً أو شبه مستقل عنها، هو جرح لا يندمل في مخيلة النخب الحاكمة بالاتحاد الروسي اليوم، تحتاج إلى أجيال حتى تتخلص منها، وأيضاً إلى أوضاع اقتصادية - سياسية مناسبة، لم تتهيأ بعد، حرب أوكرانيا هي بداية التعافي من ذلك الجرح.
لدى روسيا اليوم تحالف فضفاض مع بعض جيرانها الذين كانوا جزءاً من الإمبراطورية السابقة، وهو تحالف تتشابه فيه أنظمة الحكم، بصورة عامة هي أنظمة شمولية تجري فيها (انتخابات) يعاد انتخاب الرئيس فيها مرة بعد أخرى. إلا أن بعضها شهدت في الآونة الأخيرة (انتفاضات) كما في بيلورسيا (روسيا البيضاء)، وأيضاً كازاخستان وقيرغيزستان، وكلها انتفاضات تدل على شوق تلك الشعوب إلى التحرر.
بالطبع يجمع روسيا مع بعض دول الجوار ما يعرف بمعاهدة الأمن الجماعي، ونصوصها تسمح بأن تتدخل روسيا في أي (اضطرابات داخلية)، والتي هي في الغالب مقبلة من تطلع شعوب تلك المناطق إلى أن تعيش في أنظمة سياسية مرنة، لديها قدرة على تحقيق التنمية وحدود دنيا من حقوق الإنسان معاً. إلا أن حدود التدخل في المستقبل تضيق.
دفع الغرب في الأشهر الأخيرة مبالغ مالية ضخمة تقدر في مجملها بمائة مليار دولار لمساعدة أوكرانيا أو لضبط التوسع الروسي. كما سوف يدفع مبالغ طائلة أخرى من أجل إعمار الدولة المنكوبة، في الوقت نفسه تصاعد التضخم في الاقتصاديات الغربية إلى حد دفع المواطنين في عواصم غربية كثيرة إلى الشوارع محتجين على الأوضاع، وأصبحت كُلف المعيشة في عدد واسع من الدول تصل إلى حد دفع بقطاع واسع من السكان إلى حافة الفقر، كما بدأت مصادر الغذاء تنذر بحدوث مجاعات عير مسبوقة، ما يهدد بهجرات إنسانية ضخمة من دول العوز.
إذن هي حرب رغم محدوديتها المكانية فإنها عالمية بمعنى من المعاني، لا يستطيع العالم أن يستمر في مثل تلك المغامرات، لأنها إن تكررت قد تدفع الشعوب حكوماتها إلى الذهاب لمعادلات صفرية توصل الإنسانية إلى ما ترتعب منه وهو (الشتاء النووي)!
بقاء روسيا والغرب بين منزلتين لا طلاق ولا زواج ناجح، يؤذن بعد الأزمة الأوكرانية بعقد زواج جديد وبشروط جديدة.
آخر الكلام:
ماذا عن الدول التي تقف الآن على الحياد؟ هل ستكون من بين الخاسرين،؟ فالحياد بدأ أهله في هجره كما في فنلندا والسويد وحتى سويسرا.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا والغرب لا طلاق بائن ولا زواج مستقر روسيا والغرب لا طلاق بائن ولا زواج مستقر



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 03:28 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

أول عاصفة ثلجية في تاريخ تكساس والأسوء خلال 130 عاما

GMT 15:30 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الاحتلال الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في جنين

GMT 16:20 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

يوفنتوس يعلن التعاقد مع كولو مواني على سبيل الإعارة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab