المبادرة الكويتية مَن تخاطب في لبنان

المبادرة الكويتية... مَن تخاطب في لبنان؟

المبادرة الكويتية... مَن تخاطب في لبنان؟

 العرب اليوم -

المبادرة الكويتية مَن تخاطب في لبنان

بقلم - محمد الرميحي

كان وزير الخارجية الكويتية الشيخ أحمد الناصر واضحاً في حديثه مع الإعلام اللبناني في بيروت، أن ورقة الاقتراحات التي قدمت للسلطات اللبنانية هي كويتية خليجية عربية ودولية، ليس أكثر من هذا بياناً. ما سُرّب في الإعلام من بنود الاقتراحات هي في الغالب افتراضات تحتمل الصواب والخطأ، وطبيعي جداً أن تتناول وسائل الإعلام العربية والعالمية موضوع زيارة الوزير للأهمية التي يحظى بها لبنان عالمياً، وخوف الجوار من التردي السريع لأوضاع اللبنانيين، وهم شعب عربي عُرف بالريادة. البعض بسرعة اقتطف من الاقتراحات ما يرغب أن يسمع من أجل نقده، وحتى كيل الإساءات وهذا حقه، ولكنه حق ممعن في التحيز.

في لبنان هناك ثلاثة توجهات سياسية كبرى وعابرة للطوائف، الأولى هي نخبة «حزب الله» وتحالفه مع التيار العوني، وبعض شرائح مسيحية وحتى مسلمة سنية ودرزية، إن أردنا أن نعطي هذا التيار الأول تسمية، فالأقرب الاستعانة بتوصيف جبران باسيل في لقائه مع إحدى الصحف الكويتية قبل أسابيع، حيث قال عنه «المشروع المنتصر»! مثل المشروع المنتصر الوهمي الذي قال به كل من صدام حسين ومعمر القذافي! لنساير رئيس التيار في حلمه ونبقي على التسمية. أما التوجه الثاني والذي يتشكل في معظمه من الطائفة السنية مع شريحة وازنة وكبيرة من المسيحيين والدروز ونخبة واعية من الشيعة، فهو التيار المضاد لتيار «المشروع المنتصر»، ويرى أن ذلك المشروع هو الذي أخذ كل لبنان إلى التهلكة، أو إلى جهنم، حيث أفقر لبنان وقطعه عن محيطة الطبيعي العربي وتدهورت عملته، وترك معظم اللبنانيين تحت خط الفقر وفي الظلام الدامس؛ لذلك فإن هذا التوجه الثاني هو ضد كل ما يفرضه التيار الأول. أما التيار الثالث، فهو الذي يمكن وصفه بالجالس على السياج، هو يعرف الأوضاع المتردية ويحتار في أي ترياق يمكن أن يختار للخروج من هذا النفق، والذي لا يبدو أن هناك مخرجاً له.

الاقتراحات التي حملها وزير الخارجية الكويتي تخاطب التيارين الثاني والثالث، أما التيار الأول، وخاصة زعماءه والناطقين باسمه والسائرين في دربه، أي «المشروع المنتصر»، فهم في وادي النكران لا يمكن ردهم إلى الحقيقة؛ ولأن المبادرة أخذتهم على غرة فطفقوا في الإعلام يشوهون مقاصدها بأقبح العبارات صداً للتيارين الثاني والثالث عن الالتحاق بها. قال بعضهم، إن العرب والخليجيين بالذات يريدون أن يمنعوا حرية القول الذي يتمسك بها اللبنانيون؟ طبعاً ذلك تشويه، ولكن لنأخذه كما هو، هل يمكن أن يجيبوا عن سؤال بسيط، هل محمد شطح وجبران تويني ولقمان سليم من بين سلسلة طويلة تم اغتيالهم «من بعض أصحاب المشروع المنتصر» وجميعهم لم يحمل السلاح أو يعتدي على أحد، وهم فقط استخدموا ما كان يعتقدونه «حرية القول» في بلادهم! فتم إسكاتهم إلى الأبد بحرية التفجيرات وكواتم الصوت! فأين حرية القول يا أصحاب المشروع «المنتصر»؟ ليس في السابق فقط، بل في اللاحق من الأيام، والجميع يعرف أن «من يخرج عن الصف» في القول يلاقي حتفه! فرجاء لا تبيعوا شعار «حرية القول» ففضاؤكم الأفضل وصفه «حرية القتل وحرية تكميم الأفواه».

في الجانب الآخر، تم الحديث أيضاً في وسائل الإعلام عن تدخل الدول الخليجية في لبنان؟ تُرى مَن يتدخل في شؤون مَن؟ هل أرسلت دولة خليجية كمية من المخدرات إلى لبنان؟ العكس هو الصحيح، كم من شحنات المخدرات تم ضبطها في بضائع مرسلة من بعض المنتمين إلى «المشروع المنتصر» إلى دول الخليج، ولم يسمع العالم العكس، وكم من أصحاب المشروع المنتصر أرسل متفجرات ودرّب بشراً من مواطني الخليج لتخريب أوطانهم، ولم يسمع العالم أن دولة خليجية درّبت لبنانين للقيام بتخريب بلدهم! فوق ذلك من يشارك الحوثي صاحب المشروع النكوصي في قمع اليمنيين وإرسال المسيّرات إلى دول الخليج! مضحكة أن يخرج بعض مناصري «المشروع المنتصر» والقول على الخليجيين أن يتنازلوا عن مطالبهم؟ تُرى ما هو المطلوب من لبنان خليجياً وعربياً ودولياً؟ المطلوب ببساطة أن يعيش اللبنانيون بكرامة وسلام وفي اقتصاد منتعش يحمل إلى أسر قطاع واسع من المتعطلين اليوم قوت يومهم، لا أكثر ولا أقل. في الوقت الذي يعلن فيه «دون منّة» افتتاح مستشفى كامل موّلته الإمارات في بيروت، يرسل بعض المنتمين من حزب «المشروع المنتصر» مسيّرات إلى مناطق مدنية في دولة الإمارات! المطلوب هنا هو «كف الشر»؟ بالطبع، النقاش مع جماعة المشروع المنتصر لا طائل منها، الحديث مع الشريحتين الثانية والثالثة، وهي في كل التقديرات الأغلبية من الشعب اللبناني هو المقصود بالمبادرة أو الاقتراحات، وهي باختصار ساعدوا أنفسكم لنساعدكم.

إعلان سعد الحريري «تعليق نشاطه السياسي وعدم الترشح للانتخابات القادمة» هو أخيراً مصالحة مع الواقع، سوف تنطلق أبواق الشر لتفسيرات عديدة، منها ضغط خارجي وغيرها مما يحلو لهم، إلا أن الدافع هو استجابة صادقة لوجع اللبنانيين، فلن تنتج الانتخابات القادمة إلا ما يفرضه أصحاب «المشروع المنتصر» من خلال غرف تشابه غرفة تصفيات المرشحين للانتخابات في طهران؛ لأن من شابه قائده ما ظلم! لذلك؛ فإن المرشحين من فرقة المشروع المنتصر جاهزون، ورمي الرماد في العيون بالمشاركة الشكلية في الانتخابات هو خداع للنفس، كما هو خداع للبنانيين وللتاريخ أيضاً، فموازين القوى ليست متكافئة بين فئة لديها «مائة ألف مقاتل»! حسب تصريحهم، وتمويل بالسلاح العتاد والمال من إيران في مقابل دولة هشة وسياسيين مهددين بالقتل! أي عاقل لا يعتقد أن لبنان بصرف النظر عن أي مبادرة يمكن تعويمه وانتشاله من وهدته، ذلك أمر لن يتم ما لم يحصر السلاح في يد الدولة، إلا أن الحقيقة الأخرى أن أصدقاء الشعب اللبناني الحقيقيين لن ييأسوا مهما جاءهم السباب من الحمقى! آخر الكلام: من يعتقد أن «حزب الله» ومن يناصره من دول الإقليم يستطيع أن يحرر كيلومتراً واحداً من فلسطين عليه مراجعة المصحة العقلية، لن يفعل ذلك، مشروعه استعباد كل اللبنانيين!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المبادرة الكويتية مَن تخاطب في لبنان المبادرة الكويتية مَن تخاطب في لبنان



إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 العرب اليوم - مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 20:22 1970 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس جونيور أفضل لاعب في العالم لعام 2024
 العرب اليوم - فينيسيوس جونيور أفضل لاعب في العالم لعام 2024

GMT 06:48 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها
 العرب اليوم - دليل لاختيار أقمشة وسائد الأرائك وعددها المناسب وألوانها

GMT 15:16 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب أثناء محاكمة نتنياهو

GMT 12:39 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

هل يتحمل كهربا وحده ضياع حلم الأهلى؟!

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 08:34 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

جديد في كل مكان ولا جديد بشأن غزة

GMT 04:35 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إنزال إسرائيلي قرب دمشق استمر 20 دقيقة

GMT 16:56 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

السيتي يعلن وفاة مشجع في ديربي مانشستر

GMT 20:06 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

انتشال 34 جثة من مقبرة جماعية في ريف درعا في سوريا

GMT 10:58 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ضربة جوية أمريكية تستهدف منشأة تابعة للحوثيين باليمن

GMT 08:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab