غثاثة القول عند السّيد حسن

غثاثة القول عند السّيد حسن!

غثاثة القول عند السّيد حسن!

 العرب اليوم -

غثاثة القول عند السّيد حسن

بقلم : د.محمد الرميحى

 خرج علينا الأسبوع الماضي – كعادته – السيد حسن نصر الله بقول منزلق مغلف بالخبث الثوري ذي الطبيعة الهلامية، قال إن لديه معلومات وليس تحليلاً، عن أن المملكة العربية السعودية اتفقت مع إسرائيل على أن تهاجم لبنان وتدمره، وفي المقابل تدفع الأولى للثانية بلايين الدولارات لفعل ذلك! ثم أردف أن حرب عام 2006 بين إسرائيل ولبنان كانت أيضاً بدفع من السعودية! إذا كان القائل مختلاً فإن الجسم المتلقي فيه بعض العقلاء، مع التسليم بأن بعض العقول التي ما زالت تؤمن بعصمة العمامة تعتبر أن ذلك الكلام معطى نهائي.
 
الخلاف السياسي والأيديولوجي بين غالبية العرب والسيد حسن ليس جديداً، كما أن تحالف حسن نصر الله والحرس الثوري الإيراني ليس جديداً أيضاً، فهو موثق وبلسانه وصورته، كما أنه القائل عن حرب شعواء عام 2006 "لو كنت أعلم النتائج الكارثية التي سوف تسببها تلك الحرب لما بدأتها" في حالة شفافية نادرة لها دوافعها الزمنية عند القول ذاك.
 
القول الأخير للسيد حسن حول دفع أموال لشن الحرب على لبنان التبس عليه فقارنه بما يقوم به، فالكل يذكر العبارة للسيد "طالما في إيران فلوس احنا عندنا فلوس"، كما هو يدل، وإن كان غير مقصود، إلى جهل كامل بما يسميه في خطبه بالعدو الإسرائيلي، فإسرائيل على كل صلفها وتعاملها غير الإنساني مع الفلسطينيين، فإن الخاصية الأهم فيها لأي عاقل أن جيشها لا يمكن أن يكون جيش مرتزقة تأمره المملكة أو أي دولة بشن الحرب على الآخرين فيقوم بذلك من أجل دفعات مالية، كما (في فلوس في إيران)؟؟؟، إذا لم يكن يعرف تلك الحقيقة البسيطة عن عدوه فهو بالتأكيد لا يعرف حقائق أكثر.
 
رغم عمامة السيد إلا أنه، عقلاً، يتصرف بالضبط كما تصرف صدام حسين والقذافي في تبني "الغرور الثوري"، لأن الأخير معد وخبيث ويهيئ لقائله إنه على حق دائم وإن الآخرين على خطأ دائم.
 
ثم، السؤال الأهم: لماذا الحرب على لبنان؟ هل هي من أجل خراب لبنان؟ إن كان كذلك، فخراب لبنان متكفل به السيد على أفضل وجه، وما الحالة التي وصل إليها لبنان إلا بسبب وجود "حزب الله" وتصرفه واستحواذه، والذي لا يتورع مناصروه عن قتل الناس في الشارع، كما حدث في الأسبوع الماضي في حادثة شاحنة السلاح المنقلبة في الشارع، وشاهد العالم إطلاق الرصاص على الناس والجمهور الأعزل من قبل محازبيه الذين يعرفون أنهم في معزل عن المساءلة، تمكن الإشارة إلى عشرات النتائج الكارثية التي يمارسها محازبو السيد، والتي أدت إلى خراب لبنان، فليس لأحد قدرة على خرابه أكثر مما هو، وما سحب المواطنين العرب من لبنان في الأسابيع الأخيرة إلا إشارة إلى أن الوضع الأمني ليس بيد الدولة بل بيد محازبي السيد.
 
من يعتقد أن كل مشروع "حزب الله" (المقاومة والدفاع عن فلسطين) فلينظر حوله، فلا جدال بأن الحزب، وبالتحديد قيادته هي المتحكمة في الصغيرة والكبيرة في هذا البلد المنكوب، فلماذا لا تنصف الإخوة الفلسطينيين في المخيمات أو الإخوة السوريين في منفى لبنان، وكلاهما يعاني معاملة "تحت إنسانية" على أقل تقدير!
 
السيد مصر على تضليل البعض، إلا أن مجاميع أكبر أصبح لها شيء من الوعي، أن رأي المعمم ليس مقدساً كما يعتقد أو معصوم، وأن إثارة السخط على الآخرين هو إمعان في عزلة لبنان وحرمان اللبنانيين من الإفاقة من هذا الكابوس.
 
المملكة العربية السعودية دائبة على بناء نموذج تنموي مشهود في المنطقة، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وقد خطت خطوات يشهد لها بها، حتى المتشككون والمترددون، فعالم الاقتصاد فيها يتعاظم في أدرار الموارد، وجامعاتها تضخ المتعلمين، ويشهد المواطن السعودي استقراراً ليس متوفراً في دول كبيرة في الجوار، والدليل إلى ذلك بسيط يرى رؤية العين، فثبات قيمة الريال السعودي هو غير سباق الانخفاض المتعاظم بين عملات الجارات الكبرى إلى الحضيض! واللبناني الذي يعمل ويعيش في الخليج ويكسب بعرق جبينه يشعر بالأمان على نفسه وعائلته وأمواله، عكس أخيه الذي يعيش تحت بندقية السيد، فلا هو آمن على نفسه ولا هو آمن على ماله أو عياله!
 
إثارة السخط ضد عرب الخليج واستهداف المملكة، فقدا تأثيرهما، ومشروع حسن نصر الله المرتبط بالخارج يكاد يفلس، فلا حرية ولا أمن ولا عيش كريم، أما إسرائيل المتكأ على رسمها كعدو، فلم يتأخر "حزب الله" بالموافقة من خلال مندوبيه على ترسيم الحدود البحرية معها وبوساطة أميركية، وهو اعتراف بوجودها، فعلى أي قاعدة تتم المخادعة والإمعان في غثاثة القول!! 

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غثاثة القول عند السّيد حسن غثاثة القول عند السّيد حسن



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab