موت ملكة ونهاية عصر
طيران الإمارات تستأنف رحلاتها إلى بيروت وبغداد ابتداءً من فبراير المغرب وموريتانيا تتفقان على الربط الكهربائي وتعزيز التعاون الطاقي حريق بمنشأة نفطية بحقل الرميلة والجيش السوداني يتهم الدعم السريع بحرق مصفاة الخرطوم انقطاع الإنترنت في العاصمة السورية ومحيطها نتيجة أعمال تخريبية وفق وزارة الاتصالات الأمم المتحدة تعلق كافة التحركات الرسمية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن مكتب نتنياهو يعلن رسميا أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان سيتأخر إلى ما بعد مدة الـ60 يوما الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير شبكة أنفاق ومصادرة أسلحة في جنوب لبنان لجنة مصرية قطرية تتابع جهود وقف إطلاق النار في غزة و"حماس" تعلن تسليم دفعة أسرى مبكرة فينيسيوس جونيور يحسم موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي ويؤكد التزامه بريال مدريد سكرتيرة البيت الأبيض كارولين ليفيت تكشف عن ديون حملة انتخابية بقيمة 326 ألف دولار وتعديلات كبيرة على التقارير المالية
أخر الأخبار

موت ملكة ونهاية عصر!

موت ملكة ونهاية عصر!

 العرب اليوم -

موت ملكة ونهاية عصر

بقلم: محمد الرميحي

وفاة الملكة إليزابيث الثانية التي حكمت سبعين عاماً و214 يوماً، رغم سنها المتقدمة، وقعت على المجتمع البريطاني وقع الصدمة، بين إعلان أطبائها أنها تحتاج إلى راحة، وإعلان الوفاة ساعات قليلة في الثامن من هذا الشهر. الوفاة كانت مفاجئة رغم توقعها، لأن الملكة، قبل أقل من ثمان وأربعين ساعة، كانت في استقبال رئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس التي انتخبها حزبها بديلاً لبوريس جونسون المختلف عليه.

تتوفى الملكة بعد عام وأربعة أشهر على وفاة زوجها دوق أدنبرة الأمير فيليب في خضم جائحة كوفيد العام الماضي، وهو مؤشر إنساني يحدث تكراراً عندما يفقد الرفيق رفيق دربه الذي عاش معه فترة طويلة، وبالتالي يفقد الرغبة في الاستمرار.

أصيب المجتمع البريطاني بصدمة، لأنه، لأجيال، اعتبر الملكة هناك دائماً، داعمة وعمود خيمة و"صخرة" كما وصفتها رئيسة الوزراء وهي تنعاها، تحفظ تلك الصخرة المجتمع من العواصف وتثبته في الأزمات وتعطيه شعوراً بالأمان، والشعور بالوحدة. ذلك الشعور بالفقد جاء في وقت عصيب اقتصادياً، وأيضاً عدم يقين بالقيادات السياسية القائمة. كانت الملكة مرجعاً للاستقرار والاستمرار اللذين فُقدا كما يشعر كثير من المواطنين.

الوضع الاقتصادي البريطاني في أسوأ حالاته، البطالة ترتفع والمصانع تقفل أبوابها، والجنيه الإسترليني يتراجع، البعض يرجع ذلك إلى الحرب الأوكرانية الروسية، والبعض الآخر إلى الشعور الوطني الشعبوي الطاغي، وتجاهل المصلحة الوطنية التي أخذت بريطانيا إلى خارج الاتحاد الأوروبي، والبعض يرجعها إلى سوء إدارة وتخبط في السياسات التي اتبعتها حكومة بوريس جونسون، وهي سياسات شعوبية إلى درجة أن كاتباً مهماً هو بيتر أوبراين يصدر كتاباً بعنوان "الهجوم على الحقيقة: بوريس وترامب: انبثاق البربرية الأخلاقية الجديدة؟". يسرد الكاتب، إن افترضنا أنك صاحب شركة تريد توظيف شخص قيادي في شركتك فيتقدم رجل حسن الهندام ولديه مراجع تبدو مقنعة، ولكنك تكتشف أنه طُرد من أول وظيفة بسبب كذبه، ثم تكتشف أنه طُرد من وظيفته الثانية للسبب ذاته، بعد ذلك يتبين لك أن الرجل أمامك مدمن كذب ومدلس ويقدم معلومات غير صحيحة أو مزوّرة، في الغالب يقول الكاتب إنك ستفكر في استدعاء الشرطة، ومع ذلك فإن الشعب البريطاني في 12 كانون الأول (ديسمبر) 2019 انتخب بوريس جونسون رئيساً لوزراء بريطانيا. الإشارة واضحة إلى خلفية جونسون التي أصبحت معروفة ومفارقة لتقاليد يعتبرها البعض لا تُمسّ.

من يقرأ ما تقدم يعتقد أن الكتاب صدر أخيراً بعد دخول جونسون في عدد من المشكلات سببها الأساس التدليس، ولكن الكتاب صدر مبكراً في عام 2021، إشارة إلى السخط المبكر.

قد لا يرى البعض شيئاً جديداً في ذلك، لأنه على قناعة بأن أغلبية من يعمل بالسياسة يكذب. قد تكون تلك حقيقة، ولكن في بلد له تقاليد راسخة كبريطانيا، تم أخيراً التخلص من جونسون، لا بسبب فشله في السياسة، ولكن بسبب فشله في التحلي بالنزاهة والاستقامة. النزاهة والاستقامة هما اللتان كانت تمثلهما في الحياة البريطانية العامة الملكة إليزابيث، وكانت مرجعاً لفضيلة العمل المستمر والجاد والنزيه في حياة أجيال من الشعب البريطاني، وربما شعوب الكومنولث، حتى قبل أيام من وفاتها.

لذلك، فإن الحزن الشعبي الذي ظهر في الأيام القليلة الماضية هو حزن على الزمن الجميل الذي يتصور أنه يتسرب بين أيدي الجمهور البريطاني، والذي حمل الاستقرار والرفاه في وقت واحد.

تشارلز الثالث، الملك الجديد، زوجته مطلقة سابقة، ويرى البعض أنه فرّط في زوجة جميلة ورقيقة هي الأميرة ديانا التي توفيت في ظروف غامضة في آب (أغسطس) عام 1997، كما أن ابنه الثاني (تمرد على العائلة) وأخاه الشقيق اتهم بتهم تمس السمعة، ولكنه سارع إلى تطمين الجمهور في أول خطاب له، وعيّن ابنه البكر وليام ولياً للعهد، وتبرع بإرث له للدولة!
الزمن اختلف ويحمل كل مؤشرات الاضطراب وعدم اليقين.

الحكومة البريطانية المحافظة الحالية هي في أضعف مكان منذ زمن صعود المحافظين إلى الحكم قبل قليل من بداية القرن الحالي، ففي استطلاعات الرأي العام، يتقدم حزب العمال على حزب المحافظين بنحو عشر نقاط، أي لو تمت الانتخابات قريباً فإن من المرجح أن تنتهي بحكومة عمالية تحمل منفستو مضاداً تماماً للمنفستو الذي تحمله الحكومة المحافظة الحالية، كما أن حزب المحافظين منقسم على نفسه بعد الحرب قسمين، قسم مؤيد لليز تراس، الرئيسة الحالية، وقسم مؤيد لريشي سوناك، وزير الخزانة السابق الذي له مؤيدون أكثر من أعضاء البرلمان المحافظين، وهو من الجيل الثاني من المهاجرين من الهند.

مراسم التنصيب التي تمت أمام كاميرات التلفاز لأول مرة معقّدة (وبعضها خارج عن العصر). فقد وقّع الملك الجديد عدداً من الوثائق، منها احترام استقلالية الكنيسة الاسكتلندية، ومنها حلف الولاء من كل السياسيين للملك الجديد، ومنها (وهو الأغرب) إعلان تنصيب الملك في كل عواصم الأقاليم!! لكنها تنم عن الصراع الطويل تاريخياً بين مؤسسة الملك والناس، وهو تاريخ مليء بالصراع.

على كل المستويات تدخل بريطانيا عصراً جديداً، وتتغير التقاليد البريطانية العريقة بغيرها من تقاليد مستحدثة، وبمجرد أن تنتهي فترة الحداد على الراحلة الكبيرة، فسيتجدد النقاش في القضايا الكبرى، ومنها: هل تستحق كل تلك التقاليد كل ذلك الجهد للحفاظ عليها، أم أن الوقت حان للتفكير في مؤسسة الحكم وامتيازاتها في عصر يسارع بالتغيير؟ وهل يشهد تشارلز الثالث نهاية عصر الملكية كما شهدت والدته نهاية عصر الإمبراطورية؟ تلك أسئلة سوف يجاب عنها في المستقبل، إلا أن المؤكد أن الجمهور البريطاني وهو يشاهد تقاليد القرون الماضية أمامه متلفزة وملوّنة، تدور في خلده المقارنة بين عصر يعيشه ونهاية عصر سابق.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موت ملكة ونهاية عصر موت ملكة ونهاية عصر



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:49 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني
 العرب اليوم - سامو زين يردّ على جدل تشابه لحن أغنيته مع أغنية تامر حسني

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab