من أسرار الكبار

من أسرار الكبار!

من أسرار الكبار!

 العرب اليوم -

من أسرار الكبار

بقلم : د.محمد الرميحى

بالصدفة جمعتني الظروف مع رئيس وزراء عربي سابق، ورئيس جمهورية عربي سابق، وفهمت من اللقاءين المختلفين في الزمان وفي المكان ما لم يكن بالاستطاعة فهمه من المتابعة أو القراءة أو حتى الاحتكاك بأهل السلطة، ربما بسبب كون الشخصيتين سابقتين في السلطة، أو بحكم الحاجة إلى الفضفضة والحديث عن التجارب، ربما نقد الذات، ولأهمية ما قيل (على الأقل من وجهة نظري) قررت أن أشارك القارئ الفطن، لعل غامضاً ينجلي أمامه أو رأياً يضاف إلى معارفه.

 

الأول رئيس وزراء، وهو رجل ثقيف كما أعلم، قال أثناء الحديث، إن الجميع يفسر القرارات التي يتخذها رئيس الوزراء بأن بعضها قرارات غير مفهومة، وأخرى ربما غير منطقية، ذلك في الظاهر، إلا أن الحقيقة أن الرجل يعرف بالضبط أي القرارات مفيد، وأيها غير مفيد، ولكنه يأخذ القرار نتيجة ضغوط كثيرة، منها ضغوط من أعلى، أي رئيسه الأعلى (في هذه الحالة رئيس الجمهورية) لأن الأخير له مصالح ولديه شبكة من الارتباطات، أو ضغوط من أسفل، أي ما يكتب في الصحف أو ينشر في وسائل الإعلام، وآخر ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي أو من جماعات ضغط شعبية، تتمثل في مجالس شعبية منتخبة (أو معينة) أو حتى من المحيطين به من معاونين أو حتى ما يسمى بالخبراء.

النتيجة أنه يعلم ما هو الصحيح وما هو الخطأ، ولكن لا يستطيع اتخاذ القرار الصحيح من وجهة نظره، وأردف، إن ذلك ينطبق على القرار السياسي والقرار الاقتصادي حتى في المؤسسات المالية الخاصة (كونه عمل في هذا القطاع).

كلام مقنع، ولكنه أيضاً يفتح باب التساؤل، وهو: هل تلك الحقيقة تنطبق على كل مسؤول في كل مجتمع؟ أم هي خاصة بمجتمعاتنا؟ ذلك سؤال يحتاج إلى أن يبحث فيه! فخضوع متخذ القرار للضغوط يخرجه من سكة القيادة إلى سكة التبعية المذمومة!.

أما رئيس الجمهورية (وهو من الرعيل الثوري في ستينات القرن الماضي) فقد قال إنه اجتمع مع بعض السياسيين من خارج بلده (وكانوا ثلاثة فقط) وبعد بحث إحدى القضايا الثورية الحرجة وقتها عند تصاعد الحماس الثوري، قرر الثلاثة أن يكتبوا في محضر سري للغاية ما اتفقوا عليه، وانفض الاجتماع. بعد أسابيع ذهب في زيارة إلى رئيس جمهورية عربي آخر تجمعه معه صداقة، ففاجأه المضيف بسؤال عن (أخبار الاجتماع والمحضر السري)! فوجئ الرجل بالسؤال وارتبك قليلاً، ثم قال متردداً، لا يوجد (محضر سري)! فضغط الرجل على زر قريب منه، ودخل أحد المساعدين فقال له (أحضر نسخة من المحضر السري)، ولدهشة الضيف، جاء المحضر، وعندما قرأ الرجل النص، وجد أنه (قد أضيفت إليه فقرة).

اليوم تعج وسائل التواصل الاجتماعي وبخاصة اليوتيوب، بمقابلات لرجال كانوا في السلطة يتحدثون عن أحداث مرت بهذه المجتمعات العربية، ومن الصعب أن تفرز كمتابع الحقيقة من الخيال، والزيادات التي يقدمها هؤلاء في أحاديثهم، فادعاؤهم البطولة هو أقرب إلى السرد من تقديمهم الحقيقة، أما إذا خاضوا في التاريخ، فإنهم يجعلون المتابع يحتار عجباً من ضحالة الخلفية المعلوماتية لدى ذلك الشخص الذي سيطر في وقت ما على القرار في بلده وأثر على القرار العربي. في حقيقة الأمر أنها شخصيات في تاريخنا المعاصر (تبحث عن مؤلف) خصب الخيال كي يرسم تلك الشخصيات وطريقة تفكيرها القريب كثيراً إلى السذاجة، فلا غرابة إذاً إن تدهورت المسيرة العربية في العقود الماضية إلى النتائج الكارثية التي نراها رؤية العين في عدد من بلداننا، من سقوط الدولة، وتسيد الميليشيات وإشاعة الأكاذيب والتضليل وربما المخفي أعظم!.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أسرار الكبار من أسرار الكبار



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab