هل ثمة مكان للفرح

هل ثمة مكان للفرح؟

هل ثمة مكان للفرح؟

 العرب اليوم -

هل ثمة مكان للفرح

بقلم : د.محمد الرميحى

تدخل المنطقة العربية الصيف ولا توجد أية إشارة للفرح، حيث المشكلات تحوطها من كل جانب. المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية يدين متسببي (جرائم الحرب) في كلا الطرفين، الإسرائيلي والحماسي، في الوقت الذي ظن كثيرون أن ملفات الإدانة للجانب الإسرائيلي جاهزة لا تحتاج إلى برهان، والبراءة لحماس، كما يستمر قتل الناس في غزة، حتى إن الأرقام لم تعد لها معنى، والمقابر لا تعد، وما يشاهده العالم على شاشات التلفزيون منقولاً من ذلك الجحيم الذي اسمه غزة، يحرك مشاعر حتى البلداء، ولا يحرك سياسيي الغرب.

 

من جهة أخرى، تشتد الصراعات المسلحة في كثير من المناطق العربية، فاليمن لا زال في صراع بين مكوناته، وصراع مكون منه مع العالم، وسوريا كذلك ولبنان، وإلى حد كبير في ليبيا والعراق، الكل في اللادولة، ويهدد أمن الأردن من الداخل والخارج، وتضطرب مسيرة كثير من الشعوب العربية سياسياً واقتصادياً.

في معظم تلك الصراعات هناك يد خارجية تحركها، هذا ليس من قبيل الدخول في نظرية المؤامرة، بل هو واقع معيش، فالأطراف الداخلة في الصراعات المختلفة، وبخاصة المسلحة، لا تستطيع أن تحزم الأمر، لسبب أن محركها في الخارج ولديه أجندة خاصة به، لا يعنيه كم من العرب أو الكرد أو غيرهم يسقطون صرعى في هذه الصراعات المميتة.

التكلفة باهظة، فقد ذهبت بعض التقارير إلى أن تكلفة إعادة جزئية لإعمار غزة سوف تكلف المليارات من الدولارات، وتحتاج إلى عشرات السنوات، فمن سوف يدفع تلك الكلفة الباهظة وعلى حساب من؟ كما أن إعادة المدن السودانية كي تصبح مكاناً معقولاً لسكن الآدميين، سوف تكلف أيضاً مليارات الدولارات، هذا إذا أبقت الحرب القائمة في السودان حجراً على حجر قائماً في أية مدينة سودانية. ولا حاجة إلى شرح ما يعانيه معظم اللبنانيين والسوريين والعراقيين والليبيين، الذين أصبح أفضل رجاء لبعضهم أن يتركوا البلد إلى مكان آمن، يؤمن الحد الأدنى من العيش الكريم.

على الصعيد الدولي لا زالت القيادات السياسية الدولية الغربية تصرح في كل مناسبة أن (إسرائيل هي البلد الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط) وهي فقط التي تشترك مع الغرب في قيم واحدة أو متشابهة، ويتجاهل ذلك الغرب كل الجهود التنموية التي تجري في بعض البلاد العربية! والمعنى هنا أن لا رجاء فيما يمكن أن يسمى (القانون الإنساني العالمي)، والذي يتجاهل على المستوى الرسمي، كل الحقوق الإنسانية لبقية البشر القاطنين في هذا الجزء من العالم.

في قاطع آخر، فإن المنابع المعرفية للكثير من اللاعبين السياسيين في منطقتنا محدودة، إن لم تكن مفقودة، كثيرون لا يرون إلا محط أرجلهم، وفي الغالب يفتقدون الكثير من فهم المتغيرات التي تحيط بهذا العالم كثيف الصراعات، المؤثر والمتأثر ببعضه. لا زالت الأيديولوجيا هي التي تغذي الجمهور العربي، وتطلق أبواقها على المناطق العربية المستقرة تمهيداً لاضطرابها.

ما يحدث في الشرق الأوسط نجد له صدى واضحاً في الفضاء السياسي الغربي، فكل من الانتخابات الأمريكية، وأخيراً البريطانية، تجد أنها تشير إلى الأزمات في الشرق الأوسط على أنها عامل من العوامل المؤثرة في الانتخابات.

لقد آن الوقت للعرب في دولهم أن ينتقلوا وبشجاعة من (عروبة الأيديولوجيا) إلى (عروبة المصالح المشتركة)، التي تعظم الجوامع وتتجاوز الشعارات. لقد أضاعت الشعوب الكثير من الوقت والكثير من الطاقة وراء شعارات عالية الجرس مفرغة من المعنى!!

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل ثمة مكان للفرح هل ثمة مكان للفرح



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab