رأي في عقول معاصرة
الجيش الإسرائيلي يعلن قصف "بنى تحتية عسكرية" قرب الحدود السورية اللبنانية فيضانات تايلاند تودي بحياة 9 أشخاص وتؤدي إلى نزوح أكثر من 13 ألف مواطن قصف إسرائيلي يستهدف سيارة تابعة لمنظمة «وورلد سنترال كيتشن» في خان يونس ويؤدي إلى مقتل أربعة أشخاص الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل
أخر الأخبار

رأي في عقول معاصرة!

رأي في عقول معاصرة!

 العرب اليوم -

رأي في عقول معاصرة

بقلم - محمد الرميحي

 

 

في تغريدة حصدت خلال أيام نحو مائتي ألف متابع انهالت التعليقات عليها، والتغريدة كانت كالتالي:

«منع التعليم المشترك... بعده... لا سفر للمرأة دون محرم... بعده... فصل الرجال عن النساء في العمل... بعده... منع عمل المرأة... بعده منع تعليم المرأة... بعده... الاستيلاء على الوطن ودمجه مع «الدولة العظمي المتخيلة» فاربطوا الأحزمة...». مناسبة التغريدة هي الضجة التي صاحبت اقتراح بعض أعضاء مجلس الأمة الكويتي بفرض فصل البنين عن البنات في التعاليم العالي، حسب فهمهم لقانون قديم صدر في التسعينات وله ظروفه، مع أن المحكمة الدستورية قضت بأن الفصل يتم في قاعة التدريس وليس في قاعات تدريس مختلفة.

حدثت ضجة في المجتمع الكويتي حول هذه القضية، كلٌّ أدلى بدلوه معارضاً أو موافقاً، مع تشعب الآراء واختلافها، إلا أن اللافت أن هناك من لا يوافق على التغريدة وأخذ الموضوع –حسب فهمه وقدرته- إلى أماكن أخرى، أستأذن القارئ بعرض بعضها، لأنها هي (أي تلك الردود) صلب هذا المقال. من الردود ما يلي:

«الله يسمع منك ويحقق كل ما قلت»، أي كل ما قلت نرجو أن يتحقق، في نبرة لا تخلو من «السخرية». وآخر قال: «انت ليش زعلان». وآخر قال: «وماذا تسمي حفلات الترفيه المختلطة». وآخر قال: «الذي يطيع الإسلام أصبح منحرفاً»! وآخر قال: «الإسلام حرّم الاختلاط ولم يحرم التعليم». وآخر: «منع الاختلاط وسفر المرأة بلا محرم أمر إسلامي، وفصل الرجال عن النساء بأمر إسلامي». وآخر قال: «من أغبى ما قرأت». وآخر قال: «بوق من أبواق الشيطان». وآخر قال: «القدْح في من يتبع الدين قديم»... ذلك بعض وليس كل التعليقات، لأنها من الكثرة التي ربما لا تتسع لها مساحة مقال.

إذاً هي معركة كلامية بالغة العنف وعابرة بين رجال ونساء ومحليين ومحيطين، تبتعد في رأي عن النقاش الفكري ولا تتورع عن مهاجمة الأشخاص في دينهم أو أخلاقهم.

ليست تلك المعركة الكلامية جديدة في تاريخنا، لقد مررنا بتجارب مريرة، فكلما جاء جديد، هو إما «غربي مفروض علينا» وإما «مضاد للدين»، على سبيل المثال لا الحصر، وقفت المطبعة الحديثة على أبواب العالم الإسلامي لمدة ثلاثة قرون كاملة، لأن «شيخ دين» أفتى بحُرمتها في البلاط العثماني آنذاك، وتقدمت أوروبا بسبب وجود المطبعة وطباعة عشرات الكتب في العلوم الحديثة، ولم تدخل المطبعة إلا مع الحملة الفرنسية على مصر في الهزيع الأخير من القرن الثامن عشر الميلادي، في بداية القرن الماضي أفتى الشيخ محمد عبده، نتيجة سؤال قادم من مسلم في جنوب أفريقيا، ما إذا كان يحق له لبس القبعة وهو يعمل مزارعاً في الشمس، فأفتى الرجل المستنير بلبسها، وتم الهجوم عليه إلى درجة إخراجه من الملّة. كما حصلت مجتمعاتنا على فتوى من قبل بتحريم استخدام البارود في الحروب، لأنها من صنع «الكفار». بل في وقت ما حُرم الطربوش وحتى لبس البنطلون. والمعاصرون يمكن أن يتذكروا أن «لبس المرأة البنطال حرام أيضاً»!

مثل تلك الأفكار التي تنقلب إلى تصرفات في الكثير منها «عمياء»، كما يفعل «داعش» و«القاعدة» في أيامنا، هي التي جعلت ما يُعرف بـ«رهاب الإسلام» في مناطق كثيرة من العالم ينتشر.

أيُّ عارف بالإسلام على يقين أن مقاصد الإسلام السمحة لا تتناقض مع مبادئ الحضارة الحديثة، وليس من العقل أن يكون اثنان من كل ستة أشخاص تقريباً ممن يعيشون على الأرض اليوم هما من المسلمين، ولكن معظمهم جامعاتهم مشتركة بين البنين والبنات، ويعيشون تحت أنظمة حديثة بل بعضها متطور، أي إنهم جسّروا التراث مع الحداثة.

في فضائنا القريب ولأسباب سياسية بلغت «الهوية الإسلامية» حد التأزم، إلى درجة الخلط بين مبادئ الإسلام السمحة والتقاليد القبلية أو الجهوية الضيقة، بل الخرافات، إلى درجة إنتاج أنواع من الإسلام الحركي أدى إلى خلق ثنائية مأزومة بين الحديث وبين التراث.

لذلك فإنّ من علّق على تلك التغريدة بالسالب لا يلام كشخص، فهو نتيجة تعليم وتثقيف طويل الأمد حصل على قشور من الأفكار الإسلامية، وليس على فهم عقلي ومنطقي للدعوة المحمدية، التي هي في جوهرها لا تتناقض مع مسايرة الزمن في المعاملات، ولو فكر بعضهم في المحيط بعقل مفتوح لما وجد اليوم «أسواقاً للنخاسة وبيع العبيد في الدولة العربية أو الإسلامية قاطبة» ولن يجد «سارقاً قُطعت يده»، كما لو فتش في كل التاريخ فلن يجد مؤسسة تسمى «مجلس الأمة» يُنتخب في فترات محددة، ويحكمه دستور حديث ينظم العلاقة بين السلطات الكبرى في المجتمع.

ثنائية التواؤم مع الحديث أو القطيعة معه، إحدى مشكلات الثقافة الإسلامية الحديثة، وهي من المشكلات التي لم يُبذَل جهد فكري حقيقي لمناقشتها إلا ما ندر، فقد تم فرض «الاختيار العشوائي للتراث» على مدارسنا وجامعتنا وإعلامنا، وتفجر ذلك الانتقاء العشوائي بسبب وسائل اتصال «اخترعها الغرب بالمناسبة» فأصبح لدينا سيل من الانتقاء العشوائي للمعلومات، إلى درجة أن أصبح السجال مشوشاً ومجحفاً ومشوباً بالعاطفة وبعيداً عن العقل، لذلك نجد أن الاتهام يأتي قبل النقاش العقلي، و«تأكيد» الذهاب إلى «جهنم» قبل الإيمان بأن ذلك من حق الرب وليس من حق المخلوق، والتحق القوم بالقشور بدلاً من البحث المضني عن المقاصد ذات البعد الكوني والإنساني.

لا مناص من القول: إن الدين بشكل عام هو جزء من هوية المجتمع، حتى في بلد مثل فرنسا التي قررت في قانون صدر عام 1905 فاصلاً بين الدولة والدين، يرى كثير من أوساطها اليوم أن الدين المسيحي والكاثوليكي على وجه التحديد جزء من هويتها الوطنية وذاكرتها التاريخية. كما أنه في الولايات المتحدة لا يمكن في الغالب لرئيس أن يُنتخَب دون أن يتحدث عن الله، لذلك من غير المنطق فصل الدين عن المجتمع، إلا أن عمود القضية الأساسي: أيُّ تفسير للنصوص التراثية نأخذ به؟ ولقد تحدث قبلنا كثيرون من مفكري الإسلام المجددين أن الثابت في الإسلام هو العقيدة والعبادات، وبقية ما يصادف المجتمعات هي «معاملات» تخضع بالضرورة للعقل والمصالح العامة وتغير الزمن، وأخطر ما يمكن على الممارسة الدينية أن تخلط خلطاً غير صحي بين الثابت والمتحول، ذلك ما يُسمم إلى اليوم النقاش العام في مجتمعاتنا.

آخر الكلام:

في المجتمعات الحديثة من حق الأفراد أن يعتقدوا بما يريدون، ولكن ليس من حقهم فرض قناعاتهم في شكل تشريع على الجميع!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رأي في عقول معاصرة رأي في عقول معاصرة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

محمد بن زايد وبشار الأسد يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا
 العرب اليوم - محمد بن زايد وبشار الأسد يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ
 العرب اليوم - تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 06:33 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

القمة الخليجية في الكويت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab