لماذا التحريض على الأردن

لماذا التحريض على الأردن؟

لماذا التحريض على الأردن؟

 العرب اليوم -

لماذا التحريض على الأردن

بقلم : د.محمد الرميحى

بالعقل، توازن القوى بين الأردن وإسرائيل من الناحية العسكرية ليس متكافئاً، فالأخيرة من بين عناصر كثيرة، لها جسر جوي مع أكبر ترسانة عسكرية يعرفها العالم في تاريخيه، كما لها من المناصرين على الساحة الدولية ما يمنع أية إدانة لها إلا في الهوامش، كما أن الأردن شعباً وحكومة قد شجب الحرب على غزة، كما تعرض، كغيره من الحكومات العربية، إلى سيل هائل من التشويه في بحر الحرب الطويلة في غزة، ولا يوجد عربي، في الغالب في الأردن، أو في غيره إلا وتألم لما يحدث لأهل غزة من إبادة، تلك مسلمة لا ينكرها إلا من كان له مأرب خفي أو ظاهر، في تخريب الأوطان.

تاريخ الصراع مع إسرائيل خضع في معظمه إلى (المزايدة) ونعرف اليوم من الوثائق التي ظهرت حول حرب عام 1967 أن عبد الناصر قد خضع للمزايدة، هو وكبار ضباطه يعرفون أن موازين القوى لم تكن متكافئة، بعد أن أنهك الجيش المصري في اليمن قبل ذلك.

تصريحات قادة حماس، بعد أن دمر الشعب الفلسطيني في غزة، وتم حصار الشعب الفلسطيني في الضفة، تصريحاتهم تجاه الشعوب العربية، ومنها الشعب الأردني، بأن يخرجوا إلى الشوارع مطالبين بفتح الجبهة وإلغاء الاتفاقات الدولية، وفي نفس الوقت تخريب المنشآت الخدمية الموضوعة للشعب، هذا التحريض هو جريمة بحد ذاتها.

يعرف المحرضون أن المعركة لو توسعت إلى الأردن، فلن تكسب القضية (قيمة مضافة)، ولكن سوف يشرد جزء كبير من الشعب الأردني، وأيضاً تهدم المدن الأردنية على رأس قاطنيها، ولذلك أي عاقل يقف أمام ذلك التحريض موقف المشكك في نواياه، التي تبدو أنها تخدم أجندة، حتى خارج أهداف القضية

الفلسطينية.

المعيب أن البعض يمسك العصا من الوسط، فيرى أن التحريض الصريح للشعب الأردني ما هو إلا (مجازي) وليس دفعاً لإحداث فوضى قادمة، ولم يلتفت أحد إلى الجارة سوريا، والتي تم فيها تهجير ملايين من السكان، وهدم القرى والمدن، وترويع الشعب، بسبب تلك الشعارات الجوفاء، التي تضخمها ماكينة إعلامية، فقط تنفيذاً لأجندتها من خلال التضحية بدماء ومصالح العرب، وكأن الأمر لا يكتفي بكل هذه الدماء التي تسيل من أبناء غزة منذ نصف عام وأكثر.

يستخدم البعض حرب غزة، والمشاعر العربية الملتهبة عن حق، التي تتابع تلك المجازر بكل جوارحها، تستخدم من أجل تخريب أوطان مستقرة، فلم يكتفوا بتخريب لبنان وتحويله إلى دولة شبه فاشلة تعج بالميليشيات المنفلتة، كما لم يكتفوا بما هو حاصل في اليمن، ونسبة الفقر والمرض المتفاقمة التي تأكل أجساد اليمنيين، ولا بالحجم الهائل من المشردين السوريين، بل اتجهوا إلى الأردن المستقر، وهو البلد الحاضن لسوءات كل الخراب الذي تم حوله، من أجل تخريب دولة الملاذ، التي تقع في وجه المدفع، تمهيداً للقفز منها على الجوار، لجعل بلاد العرب خراباً ودماراً، ولن تستفيد القضية من كل ذلك إلا الخسارة الفادحة التي تنتظرها بناء على العمى السياسي.

تحاول حماس ومن في معسكرها إسكات أي نقد لتصرفاتها، على أساس أن الجمهور العربي متعاطف بشدة مع القضية، نعم هو مع القضية، ولكن ليس مع سلوك حماس السياسي، والذي في بعض منه عدمي يعمل على قاعدة نيرونية (عليّ وعلى أعدائي) وتضيف حتى على من يناصرني، فإن خسرت، ليخسر الجميع أوطانهم.

سوف يفسر السرد أعلاه، بسبب العاطفة المنتشرة وغياب العقل في الغالب، أنه مضاد لحقوق الفلسطينيين، وهو ليس كذلك، إنما هو بالتأكيد رفع الصوت، لعدم ضياع أرض عربية أخرى جراء ذلك العقل السياسي المشحون بالمزايدة، وفي بعضه منفذ لأجندة لا تخفى!! وعليه لا بد من قرع الجرس، لا تكونوا رأس حربة في تخريب الأوطان !!

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا التحريض على الأردن لماذا التحريض على الأردن



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab