الفرق بين «المفكر» و«المفكر حاله»
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

الفرق بين «المفكر» و«المفكر حاله»!

الفرق بين «المفكر» و«المفكر حاله»!

 العرب اليوم -

الفرق بين «المفكر» و«المفكر حاله»

بقلم - حسين شبكشي

للفيلسوف اليوناني الأشهر سقراط  مقولة مشهورة جداً قال فيها: «تكلم حتى أراك»، والمعني فيها هنا أن المرء بما يقوله فهو بذلك يوضح ويفصح عن نفسه بشكل جلي تماماً. الكلمات هي أكثر من مجرد سطور، فكما قيل في الأثر فإن بعض الكلمات من نور وبعضها قبور. وتزداد مسؤولية المتكلم بحجم المنبر الذي يعتليه لما فيه ذلك من تأثير عريض في المتلقي.
يتداول المجتمع الصحافي العربي منذ أيام واقعة إيقاف مقدم برامج في إحدى الفضائيات المصرية، لحين التحقيق معه، ولذلك بسبب إهانته منطقة الصعيد ونسائها تحديداً، وهو الأمر الذي ولّد حالة من الغضب الكبير لدى شرائح مختلفة في المجتمع. وبدأ سجال ونقاش الأطراف المختلفة التي تفاعلت مع القضية، وخصوصاً بين فريقين؛ الأول الذي تبنى حرية الرأي والكلمة، والثاني الذي دافع عن حماية المجتمع ورفض التنمر والعنصرية ضد أي طيف من أطيافه.
وفي العديد من مجتمعات الشرق الأوسط التي تعتبر فاعلية القانون والعدالة ليست بالمستوى المأمول، وبالتالي فإن أي خرق لقواعد الاحترام الموجودة بين عناصر المجتمع الهشة لا بد من التعامل معه بشكل صارم وحازم. التساهل ومن ثم القبول ومن بعد ذلك التعود مع نماذج السخرية المختلفة في التعليقات المنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو خلال الأعمال التلفزيونية هي في واقعها لا تختلف عن واقعة مقدم البرامج المشار إليه. ولكن ما دامت الثقافة السائدة هي أن «الكلام لا جمرك عليه» وتعود الناس على عدم تحمل مسؤولية ما يقولونه، فسيكون من المنتظر دوماً وجود النموذج «العنتري» الراغب في رفع السقف في الإسفاف الممكن ضد الغير. ولذلك أصبح من العادي جداً انتشار الخطاب المتنمر والكريه إزاء الأديان والطوائف والمذاهب والمناطق والمدن والبلدان المختلفة حتى يصبح الأمر برمته مسألة طبيعية ومن صميم المفردات العامة المقبولة.
العنصرية تولد التنمر، والتنمر يوصل إلى الكراهية، والكراهية تؤدي إلى التمزق الاجتماعي بأكمله. العنصرية لا تزال السر القبيح الذي يخاف ويخجل الحديث عنه الجميع. يخشون ويترددون جداً في الاعتراف بوجود العنصرية ويرفضون التعمق في كيفية التعامل معها، ولذلك بقيت وسائل مواجهتها وأساليب التعاطي معها أشبه بمن يواجه الوحش بقفازات ناعمة من الحرير الخالص. ولكن هناك شيئاً ما يحدث وشيئاً ما يتحول، فاليوم العالم العربي بات جزءاً عملياً ومشاركاً من منظومة العالم كله، ولا بد أن يكون الجميع على ذات الصفحة من كتاب القيم والمنظومات الأخلاقية والقوانين التي يحترمها العالم ويلتزم بها، والجيل الجديد الذي يمثل الوجه الشبابي من هذه المنطقة، يدرك أن بعض الأعراف القيمية التي بنيت عليها معايير تقييم الآخر المختلف باتت بشكل أو بآخر مجرّمة عالمياً، وهو الذي بدأ يحفز مؤلفين ومفكرين للدخول في مواضيع شائكة لفضح الإجرام التراكمي الذي كان يتم بإبقائها جزءاً من التراث. وهذا ما لفت نظري وأنا أقرأ الكتاب الجديد والمميز للكاتب الكويتي هشام العوضي الذي اختار له عنواناً مثيراً وذاتي الشرح: «تاريخ العبيد في الخليج العربي»، ويدخل فيه بعمق تاريخي واجتماعي واقتصادي في موضوع كان من المحظورات والممنوعات.
لم يكن غريباً الاستماع إلى عبارات عنصرية بغيضة في ملاعب كرة القدم أو ترديد قصص رفض تعيين موظف أو رفض عريس بسبب «خلفيته»، وكل هذه النماذج ما هي إلا أدوات ووسائل عنصرية مقيتة. فرق كبير بين من يتحمل تماماً مسؤولية فكره وأفكاره وبين من يسعى لاستعراض عضلاته المسمومة ويبث الخبائث في صفوف المجتمع. ولعل أفضل توصيف ساخر للحال الذي وصلت إليه السجالات الاجتماعية هو ذلك الذي قاله لي أحد الأصدقاء الذي قارن بين مقولة سقراط: «تكلم حتى أراك» وبين مقولة أحدهم التي تقول «قوم أوقف وانت بتكلمني».
المجتمعات المتنوعة تضيف ثراء غزيراً لمكوناتها ولكنها تبقى هشة وقابلة للكسر إذا لم يتم حماية كافة أطيافها بقوة العدالة وحماية القانون بشكل يوفر السوية والمساواة التامة.. وقتها تتحول الدول إلى أوطان.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفرق بين «المفكر» و«المفكر حاله» الفرق بين «المفكر» و«المفكر حاله»



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab