طبقية
حماس تدين هجوم الاحتلال على المستشفى الإندونيسي في شمال غزة وتدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف الجرائم ضد القطاع الطبي الاحتلال يطلب من سكان عدة مناطق في البريج بقطاع غزة إخلاء منازلهم فوراً هاكرز يهاجمون تطبيق واتساب في أكبر أسواقه الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين
أخر الأخبار

طبقية!

طبقية!

 العرب اليوم -

طبقية

بقلم - حسين شبكشي

هل الشرُّ غريزة فطرية في الإنسان أم أنه مسألة مكتسبة؟
سؤال قديم حير الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع لسنوات طويلة جداً. والشر له أوجه متعددة ومختلفة مثل الكراهية والعنصرية والتنمر التي تفرزها المواقف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية بمختلف أشكالها وحدتها. والمتابع للمشاهد الملتهبة في كثير من المدن الأميركية نتيجة المشاكل العنصرية ضد الأميركان من أصول أفريقية يجد أنها حالة متصاعدة ومقلقة جداً، وسيكون لها تداعيات استثنائية جداً على ما يبدو.

وهذه المشكلة العنصرية ليست وليدة اللحظة، ولكنها إرث قديم وثقيل جدا أدى في لحظة زمنية معينة إلى قيام حرب أهلية مدمرة كادت تؤدي إلى تقسيم كبير بين الولايات الشمالية ومثيلاتها في الجنوب. ومنذ أشهر قليلة صدر كتاب في غاية الأهمية يغوص في أعماق هذا الموضوع المعقد من تأليف الكاتبة الصحافية الأميركية إيزابيل ويلكيرسون الحائزة جائزة «بوليتزر» العريقة للصحافة، والكتاب جاء بعنوان «الطبقية: أصول خلافاتنا». الشيء اللافت للنظر أن المؤلفة لم تستخدم في كتابها قط لفظ العنصرية، لأنها تناولت الموضوع من وجهة نظر تقسيم مجتمعي تعامل مع الشق العنصري بأنه تمييز طبقي بامتياز، وأبرزت الجوانب المؤيدة لنظريتها في الشؤون السياسية والاقتصادية والتشريعية والتعليمية بشكل مدهش ومقنع للغاية. وإذا أخذنا هذا التفسير الجديد والمختلف والصادم لمسألة العنصرية، فسيكون من الممكن تفسير كثير من المواقف السلبية والبغيضة حول العالم. ستبرز لنا مواقف تفسر نفسها «ذاتياً» مثل حالة جنوب أفريقيا التي كانت المثل الأشهر للطبقية، وقد أظهر ذلك بشكل جلي ومؤلم الروائي الجنوب أفريقي الأشهر آلان باتون الذي أبرز تلك الطبقية البغيضة في روايته الخالدة «ابكي يا أرضي المحبوبة» وتوسع في الفكرة نفسها في رواية أخرى بعنوان «آه ولكن بلادكم جميلة»، وهذا المناخ هو الذي تمخض عنه نيلسون مانديلا، وهو الذي قضى 27 عاماً في زنزانة انفرادية وعند خروجه لتسلم رئاسة البلاد لم يخرج منتقماً وغاضباً، بل طبق النهج المحمدي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام بتنفيذ عملي لفكرة اذهبوا فأنتم الطلقاء.
اختار مانديلا السلم الأهلي والسلام. عكس الخميني مثلاً الذي جاء إلى إيران عبر ثورة شعبية، وحضرت معه دوافع انتقامية شديدة ضد النظام السابق وعنصرية بغيضة بحق العراق العربي وسائر دول الخليج العربي، التي تعدى عليها بشتى الأشكال تحت شعار خبيث هو «تصدير الثورة»، وكانت من أسوأ تبعيات هذه الدوافع الخمينية دخوله في حرب مدمرة مع عراق صدام حسين، استمرت لفترة تجاوزت الثماني سنوات، وعندما عرض على الخميني مشروع وقف إطلاق النار بين البلدين وإعلان السلام، علق قائلاً «إنه يتجرع ذلك الأمر مثل تجرعه لكأس السم».
قبل نيلسون مانديلا كان المهاتما غاندي يقاوم وبسلمية آسرة آفة الاستعمار البريطاني من جهة، وآفة الطبقية المقننة باسم الدين الهندوسي في المجتمع الهندي، وهي معركة ملتهبة على جبهتين في آن واحد، ولكنه تمكن من تأسيس دستور مدني يساوي بين الجميع أقره تلميذه رئيس الوزراء الأول للهند بعد الاستقلال جواهر لال نهرو. يعتبر علماء السياسة كتاب «الأوراق الفيدرالية» هو المرجعية الأساسية لفهم مقاصد الآباء المؤسسين للجمهورية في أميركا، والتي أدت الحوارات بينهم بعد ذلك إلى كتابة الدستور الأميركي الباهر والمميز. ويبرز في هذا الكتاب رأي أليكساندر هاميلتون المثير للجدل والذي يقول فيه: «إن الغاية الأساسية للدستور يجب أن تكون حماية البلاد ليس من طغيان الحاكم فحسب، ولكن الأهم حماية البلاد من طغيان الأغلبية»، فالأغلبية ممكن أن «تخطئ» باختيارها، وعليه فمن الضروري أن يكون الدستور والنظام النابع منه قادرين على إصلاح هذا الخطأ المقصود بالقانون.
إيزابيل ويلكيرسون تمكنت في كتابها الأخير من ربط نظام الطبقية الموجود في أميركا بألمانيا النازية والهند (أصل العرق الآري) لتثبت أن العنصرية أساس الكراهية، وأنها أشبه بالفيروس العابر للقارات والثقافات والحدود والأديان، وهي أصل الشر ومع الإنسان منذ بداية التاريخ. هناك من ينكر وجود العنصرية أو على أقل تقدير يتعامل معها بقفازات من حرير وريش نعام، وهناك من يعترف بالمشكلة ويواجهها. وما يحدث في أميركا هذه الأيام مثير للاهتمام، لأن التاريخ أكد لنا أن ما يحدث فيها عادة لا يبقى داخل حدودها.  
arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبقية طبقية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab