مفاجأة أكتوبر

مفاجأة أكتوبر

مفاجأة أكتوبر

 العرب اليوم -

مفاجأة أكتوبر

بقلم : حسين شبكشي

لو جئنا بفرنسيس فورد كوبولا أو كوينتن تارانتينو أو مارتين سكورسيزي، أهم مخرجي السينما في هوليوود، وطلبنا منهم تأليف وإخراج إثارة مثل الأسابيع الثلاثة الماضية في سباق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لما استطاعوا. مناظرة رئاسية تلفزيونية كارثية على الرئيس الحالي، فقدان ثقة بين أنصاره، بداية «انقلاب القصر» من الدائرة المقربة من أنصاره، محاولة اغتيال مريبة جداً على المرشح المتصدر دونالد ترمب كادت تودي بحياته، مؤتمر للحزب الجمهوري يعلن فيه ترمب عن مرشحه لمنصب نائب الرئيس فيأتي باختيار أكثر تشدداً وتطرفاً منه. وفي الرمق الأخير وبشكل مفاجئ يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي في خطاب مكتوب بطريقة غير تقليدية، وعلى موقع «إكس» دون ظهور متلفز ولا صوتي على الأقل، ويدعم ترشيح نائبته كامالا هاريس لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية، وتلقى هاريس تأييد الكثيرين من زعماء الديمقراطيين ما عدا أوباما وبيلوسي.

في داخل أروقة الحزب الجمهوري هناك حالة من القلق إزاء هذا التطور الأخير، فخطة اللعب والاستراتيجية الموضوعة كانت لمواجهة بايدن العجوز، ضعيف الذاكرة، فاقد التركيز، كبير السن. الآن بات ترمب هو المرشح الكبير السن وما يأتي مع هذا التوصيف من عيوب.

دائماً ما يعتقد محللو سباقات الرئاسة الأميركية وجود ما يوصف بـ«مفاجأة أكتوبر»؛ أي تحولات اللحظات الأخيرة قبل التصويت في نوفمبر (تشرين الثاني)، وعلى ما يبدو أن المفاجأة جاءت قبل موعدها هذه المرة بشهرين على أقل تقدير.

ولكن ثلاثة أشهر، وهي المدة المتبقية على موعد الانتخابات في نوفمبر، هي فترة طويلة وكافية جداً لمفاجآت أخرى غير متوقعة أبداً، أو ما عرف بتسميته بأثر «الوزة السوداء»، حدثٌ غير متوقع يغير المشهد بشكل عنيف ومؤثر.

ولكن الشيء اللافت والمهم في كافة هذه المشاهد هو انسحاب الرئيس الأميركي من الانتخابات، ومحاولة اغتيال رئيس أميركي سابق ومتصدر السباق الرئاسي، وحرب مستمرة في أوكرانيا أنهكت روسيا والغرب، وحرب تزداد اتساعاً في الشرق الأوسط، مع استمرار المذابح الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة، كل ذلك لم يؤثر أبداً على الاقتصاد العالمي، وهو الذي كان يهتز ويتأثر سلباً لأسباب أقل من ذلك بكثير.

كان الاقتصاد الدولي يعيش عملياً نظرية الأواني المستطرقة، ويقدم فعلياً ترجمة حرفية لنظرية «أثر الفراشة».

أسواق المال حول العالم لم تتأثر أبداً، العملات الرئيسية بقيت قوية، أسعار النفط لم تقفز إلى مستويات عليا قياسية.

النظام الاقتصادي العالمي القديم يتآكل ويتصدع. ما بني بعد الحرب العالمية الثانية من مؤسسات وأنظمة للحفاظ على استقرار العالم لم يعد مؤثراً. العقوبات الاقتصادية لم تعد مؤثرة مع العلم أنها تُطبق بأكثر من أربعة أضعاف ما كانت عليه في فترة التسعينات. حروب الدعم الاقتصادي على أشدها والسياسات الحمائية في أوْجها. الأمم المتحدة في أسوأ حالاتها. صندوق النقد الدولي يعيش حالة فقدان للهوية. منظمة التجارة الدولية بلغت ثلاثين عاماً ولكن لا أثر لوجودها على الساحة فعلياً.

النظام الاقتصادي العالمي القديم كان أساسه التوازن بين المصالح والمبادئ التي تنتمي للمعسكر الغربي، ولكن هذا لم يمنع أن دولاً فقيرة كثيرة حققت طفرات وزاد نموها وتحسنت أوضاعها، مثل تشيلي والهند والبرازيل وإندونيسيا وماليزيا. اليوم مع التغييرات الحادة الحاصلة في المشاهد السياسية الرئيسية، هناك اعتقاد خاطئ ومضلل أن اقتصاد العالم قادر على المواجهة والصمود أمام أي تقلبات عنيفة. وهذا غير صحيح أبداً.

 

arabstoday

GMT 11:14 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

البخيل الباني الباذخ: خائف «الخميس»

GMT 11:10 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

هل نعيم قاسم في لبنان؟

GMT 11:08 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

هل من طريقة أخرى مع إسرائيل؟

GMT 11:07 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

حروب أجندة ترمب

GMT 11:05 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

توحّد غيتس... وتعدّد التاريخ

GMT 11:04 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

لا لتفويت فرصة الإنقاذ!

GMT 11:03 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

الهزيمة الإسرائيلية

GMT 11:02 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

مشروع عربي إقليمي للسلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاجأة أكتوبر مفاجأة أكتوبر



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:23 2025 الأربعاء ,29 كانون الثاني / يناير

سهير رمزي تثير الجدل حول اعتزالها التمثيل
 العرب اليوم - سهير رمزي تثير الجدل حول اعتزالها التمثيل

GMT 04:48 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أشرف بن شرقي يوقع للأهلي بمليون ونصف دولار

GMT 05:15 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

مقتل شخص وإصابة 8 آخرين بإطلاق نار في تكساس الأميركية

GMT 06:42 2025 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

غوغل تكشف موعد تغيير تسمية خليج المكسيك

GMT 12:06 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

أنغام في أول حفل بعد أزمة عبد المجيد عبدالله

GMT 04:40 2025 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

تغيير موعد مباراة منتخب مصر لليد مع فرنسا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab