سجاد وإقليم
الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين وكالة الأنباء الفلسطينية تعلن مقتل الضابط بجهاز المخابرات الفلسطيني رشيد شقو سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة السعودية ترتب تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم تمويل الميزانية
أخر الأخبار

سجاد وإقليم!

سجاد وإقليم!

 العرب اليوم -

سجاد وإقليم

بقلم - حسين شبكشي

في عالم السجاد الشرقي يحظى السجاد الإيراني والتركي بالشهرة الأكبر، إلا أن النوعية الأهم التي يحرص عليها مقتنو السجاد في المزادات العالمية تبقى تلك الآتية من بلاد القوقاز.
والسبب في ذلك أن كل قطعة تحكي جزءاً من التاريخ المهم لهذه المنطقة الثرية والمعقدة من العالم؛ فكل قطعة تحكي حكاية تخص قبيلة بعينها، لها تصاميمها المميزة، وألوانها المبهجة المصنوعة طبيعياً من الفاكهة والخضراوات، التي كانت تُستخدم كرسائل مشفرة عبر الحدود أيام الاضطرابات السياسية الكثيرة التي مرَّت بها عبر السنين. ومن أجمل أنواع السجاد القوقازي الشهير، هو سجاد كاراباخ المعروف برسومه الرقيقة والناعمة والورود الكبيرة المبهجة. تسابق في اقتنائه ملوك وأباطرة ونبلاء القارة الأوروبية، ولعل أروعه تلك القطع المميزة المعلقة في قصور الهابسبورغ في النمسا.
واليوم تعود منطقة إقليم ماغورنو كاراباخ إلى قلب الأحداث، وذلك بعد انطلاق الحرب الدامية عليها بين كل من أرمينيا وأذربيجان. وهو صراع قديم متجدد، وله أبعاد شديدة التعقيد؛ ففي ظاهر المسألة يبدو أن الموضوع له علاقة برغبة سكان الإقليم، الذي يتكون من أغلبية من أصول أرمنية تتجاوز 91 في المائة من إجمالي نسبة السكان، في الاستقلال عن أذربيجان، وهذا التوجه يلقى دعماً صريحاً من قبل أرمينيا (التي تسعى لضم الإقليم إليها لاحقاً). أذربيجان تعتبر هذا الحراك تهديداً صريحاً لأمنها القومي، ويقوم بتأييد الموقف الأذري بشكل واضح تركيا على المستويين السياسي والعسكري، والسبب المعلن لهذا التأييد أن تركيا تعتبر العرق الأذري امتداداً للعرق التركي، وبالتالي هناك سبب قومي عميق لهذا الدعم رغم الاختلاف المذهبي بين البلدين المسلمين؛ فتركيا سنية، وأذربيجان ثالث أكبر بلد شيعي في عدد السكان، بعد إيران والعراق. أما أرمينيا فتلقى التأييد الصريح من روسيا وإيران. التأييد الروسي سببه اتفاقيات أمنية مهمة، وأيضاً كون أرمينيا أحد أهم قلاع المسيحية الأرثوذكسية في العالم، ومن أقدم كنائسها، وروسيا بوتين باتت تعتبر نفسها حامية الأرثوذكس في العالم اليوم. أما إيران فتؤيد أرمينيا نكاية بأذربيجان التي تجمعهما خلافات قديمة.
ولكنها السياسة والمصالح التي تبيح كل تحالف. وهناك أيضاً مسألة «السيطرة» و«التحكم» على مسار خطوط الغاز والنفط في آسيا الوسطى وبحر قزوين الغني بالاثنين. ليست هذه هي المرة الأولى التي تندلع فيها شرارة الاقتتال بين الفريقين. فهناك صراع قديم ممتد لأكثر من مائة عام مضت حيث كانت المنطقة مسرحاً مفتوحاً للصراعات والتنافس على الموارد والنفوذ بين المسيحيين الأرمن والمسلمين الترك والفرس. بدأت ملامح الصراع الحالي عام 1988 عندما طلب أرمن كاراباخ من السوفييات نقل الإقليم من أذربيجان السوفياتية إلى أرمينيا السوفياتية، وبدأت المواجهات العسكرية من وقتها. وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي وتحديداً في عام 1991 أعلن الإقليم «استقلاله»، وقيام جمهوريته المستقلة التي لم يعترف بها أي نظام في العالم، بما ذلك أرمينيا نفسها.
يتفوق الجانب الأذري في هذه المواجهة بكل الأشكال؛ فأذربيجان يبلغ تعداد سكانها ثلاثة أضعاف نظيرتها أرمينيا، والتفوق العسكري أكثر من ذلك بكثير في العدد والعتاد، وكذلك لا يمكن إغفال أنها صاحبة قدرة اقتصادية أقوى وأهم نتاج مدخولاتها وعوائدها العالية نتاج مبيعات النفط والغاز. والتصعيد المستمر قد يؤدي إلى مواجهة بين روسيا وتركيا (وهو المشهد الذي تفاديا حدوثه في ليبيا وسوريا) ولكن هذه المرة جغرافيا الصراع وقرب المسافة قد تحكم على الظروف. ولا يمكن إغفال الرضا الأميركي والغربي عن إشغال تركيا وروسيا بتحد مهم بعيداً عن شرق المتوسط الذي تولدت فيه ظروف مقلقة وغامضة كانت في طريقها لمواجهة عسكرية حتمية بين دول أعضاء في حلف الأطلسي، في مشهد سوريالي خيالي يبعث على الدهشة والسخرية في الوقت نفسه.
الصراع في الإقليم ظاهره عرقي بحت، ولكن هناك أحلام تحرك هذا الصراع، أحلام تخص إمبراطوريات قديمة يسعى أصحابها لإعادة إحيائها، لا فرق في ذلك بين الحلم الروسي أو الفارسي أو العثماني. وتبقى دائماً الجغرافيا هي مسرح التصفية والممارسة لتلك الأحلام. ستزول الأحلام، ويبقى السجاد لينسج أبناء هذا الإقليم قطعاً جديدة مبهجة يحكون بحياكتهم القصة الحالية الحزينة.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سجاد وإقليم سجاد وإقليم



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab