مصل القراءة

مصل القراءة!

مصل القراءة!

 العرب اليوم -

مصل القراءة

حسين شبكشي
بثلم - حسين شبكشي

لا أعلم تحديداً المرة الأولى التي سمعت فيها عبارة «التفكير خارج الصندوق» أو عدد المرات التي سمعتها في مناسبات مختلفة، ولكنها كذلك اليوم هي جزء من المصطلحات المستخدمة.

المتابع لأخبار العالم وعبر الوسائل الإعلامية المختلفة، لا بد أن يلحظ حدة اللغة والانقسام الموجود، واللجوء المستمر إلى ترويج «الأخبار الكاذبة»، وهو المصطلح الذي روّج له عن طريق رئيس الولايات المتحدة نفسه دونالد ترمب. وهناك مصطلح آخر لا يقل خطورة وهو «الحقائق البديلة»، وهو الذي ابتدعته كيلي آن كونواي مستشارة الرئيس دونالد ترمب.

تقرأ عناوين الصحف والأخبار فتتابع تداعيات «ديمقراطية» في أهم الدول الديمقراطية تؤثر عليها تباعاً. تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، مسألة عزل الرئيس الأميركي وانتخابات رئيسية مصيرية في الولايات المتحدة، تداعيات حقوقية بسبب قانون مثير للجدل في الهند الديمقراطية الأكبر في العالم. وهنا أسترجع صفحات من كتب مؤثرة قرأتها وتركت الأثر المهم عندي، وأسترجعها بين الحين والآخر، كتاب جيمس بالدوين عن التمييز العنصري والظلم، خطابات غاندي ونهرو عن العدل والسلم الاجتماعي، خطب مارتن لوثر كينغ الملهمة عن الحقوق والأمل، ومذكرات فيكتور كليمبور عن حقبة ألمانيا تحت فترة الحكم النازي، وكتابات هاميلتون وجيفرسون وآدامز في شؤون القانون والدستور.

بحسب الكاتب الإسرائيلي الشهير مايكل ماكجير صاحب كتاب «الكتب التي أنقذت حياتي»، فإن «القراءة هي جزء أساسي من الاستثمار في الذات، مثلها تماماً مثل التمارين الرياضية وتنظيم العلاقات والتخطيط المالي». القراءة هي الركيزة التي تمنع التلوث الإخباري. فهناك فارق كبير بين من يتابع الأخبار لأغراض «النميمة» ومن يتابعها لأسباب وأغراض معرفية بحتة. القراءة هي بحر المعرفة المتاح، والكتاب في العالم العربي رغم كل التحذيرات التي تتحدث عن قرب أفوله وحتمية انقراضه، فإن الأرقام لا تزال مطمئنة والانتشار مستمر والتركيز على الأعمال الروائية بشكل أساسي، كذلك الأعمال الدولية المترجمة إلى العربية.

مناخ الكتاب السوي بحاجة إلى الحرية وعدم الخوف من الكلمة، بل على العكس الخوف من عدم وجود الكلمة وغيابها، فهو يجعل هيمنة الرأي الواحد بديهية، وهذا يولد التشدد والإرهاب نتاج ذلك. الكتاب يبقى أصدق وسيلة لإيصال المعرفة ويهدم الحواجز ويزيل المخاوف والهواجس بين الشعوب والثقافات.

الإنسان عدو ما يجهل... هذا من البديهيات ولا شك. قال لي صديق: هل تعلم كيف أحارب وأقاوم السلبية الموجودة في الأخبار كل يوم؟ بأن أزيد من جرعة القراءة ومن عدد الكتب على رفوف مكتبتي. أعجبني الرد. في زمان تضاءلت فيه الحقيقة ثقف وحصن نفسك بمصل القراءة.

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصل القراءة مصل القراءة



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab