بعد عقد ميليشياوي هل حانت نهضة ليبيا

بعد عقد ميليشياوي... هل حانت نهضة ليبيا؟

بعد عقد ميليشياوي... هل حانت نهضة ليبيا؟

 العرب اليوم -

بعد عقد ميليشياوي هل حانت نهضة ليبيا

بقلم _ جبريل العبيدي

الفرقاء الليبيون يتجهون هذه الأيام نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية، بتوافق ليبي – ليبي، والتعهد بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل؛ فالبلاد تعاني منذ سنوات، انقساماً في الأجسام التشريعية والتنفيذية؛ ولهذا تعتبر خطوة تشكيل حكومة وحدة وطنية خطوة مهمة في تاريخ الأزمة الليبية بنكهة ليبية، بعد حرب ضروس ضد الجماعات المتطرفة والإرهابية، التي كانت ترفض قيام الدولة الوطنية في محاولة منها لاستنساخ النموذجين الأفغاني والصومالي، حيث كانت تسيطر الجماعات التي تقطن كهوف تورا بورا، تحمل آيديولوجيا التنظيم الدولي للجماعة في تركيا، والمرفوضة من غالبية الشعب الليبي، فما تفعله الحكومة التركية، جريمة مكتملة الأركان؛ إذ تتدخل في شأن دولة ذات سيادة، وعضو في الأمم المتحدة، من أجل الاستحواذ على الثروات الليبية.
لا نعرف ما إذا كان سيكتب النجاح لهذه الحكومة في ظل برلمانيين منقسمين بين مدن طبرق أقصى الشرق الليبي، وصبراتة في أقصى الغرب الليبي، فهل ستجمعهم مدينة سرت الوسطى في منتصف ليبيا ليمنحوا الثقة للحكومة الوليدة؟ أم سيعود القرار للجنة الحوار، فمنح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، التي يراهن عليها أغلبية الليبيين، لأنها ولدت من خارج الصندوق وبعيداً عن النفايات السياسية، التي يحاول البعض إعادة تدويرها للمشهد بأعذار ومبررات مختلقة لاستمرار وجوده في السلطة.
مشاورات تشكيل الحكومة والتي يصفها البعض بالترضيات القبلية والجهوية على حساب الكفاءة والمهنية؛ لأنَّ الإرادة الشعبية ترغب في حكومة تكنوقراط، بينما بعض النافذين سياسياً يريدونها حكومة محاصصة قبلية وجهوية في توزيع حقائبها، بينما رئيس حكومة الوحدة الوطنية الجديدة يقول «ستكون اختياراتنا وفق معايير الكفاءة، مع مراعاة التنوع والمشاركة، ولن نخيّب الآمال المعقودة علينا».
مهام ثقيلة على عاتق الحكومة، وبالتالي نجاح الحكومة مرهون بتحديد أولوياتها وتقليص مهامها للوصول إلى الانتخابات في وقتها المحدد، بعد تثبيت وقف إطلاق النار، وإخراج الميليشيات والمرتزقة، والسعي نحو المصالحة والتصالح بين الليبيين، وإصلاح ما أفسدته الحرب، وعدم ممارسة الإقصاء والتهميش، كما فعلت سابقاتها تحت شعارات مختلفة، كما أن السعي نحو توحيد المؤسسة العسكرية وحل الميليشيات وتفكيكها من أولويات الحكومة؛ إذ إنَّ أمامها أقل من تسعة أشهر، وعليها أن تمهد الطريق للانتخابات بتفكيك المظاهر المسلحة؛ فعملية إشراك جميع الأطراف هي الضامن الأوحد لنجاح السلطة التنفيذية الوليدة، أما إذا تمت ممارسة الإقصاء والانقلاب على شركاء السلطة الموحدة، فإنَّ طبول الحرب ستقرع من جديد.
لقد كان صراع الزعامات في المشهد السياسي الليبي، في ظل اختلاف الأهداف الوطنية، وتغليب النعرات الذاتية على الوطنية، وقيام أحزاب سياسية كرتونية لا قاعدة شعبية لها في مجتمع تركيبته قبلية، ولم يعرف تاريخاً حزبياً أو ممارسة حزبية تذكر هو السبب الحقيقي وراء كل هذا التناطح. ولكن سهولة الحل في هذا البلد ممكنة متى خرجت الأطراف الدولية العابثة من المشهد؛ فالحل ممكن وقد يبدأ من التخلص من النعرات الذاتية وخروج الأغلبية الصامتة عن صمتها.
الآمال اليوم في ليبيا وما جاورها في انتظار نجاح حكومة الوحدة الوطنية للخروج بالبلاد من أزمتها السياسية، وتحقيق الاستحقاق الانتخابي في ديسمبر المقبل في ذكرى تأسيس الدولة الليبية، بعد سنوات من الانقسام كاد يفتت الجغرافيا الليبية إلى دويلات غير قابلة للحياة والاستمرار. فهل حانت بعد كل هذا الخراب طلائع البشرى للنهضة الشاملة.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد عقد ميليشياوي هل حانت نهضة ليبيا بعد عقد ميليشياوي هل حانت نهضة ليبيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab