إيران وأميركا وحالة اللامواجهة

إيران وأميركا وحالة اللامواجهة

إيران وأميركا وحالة اللامواجهة

 العرب اليوم -

إيران وأميركا وحالة اللامواجهة

جبريل العبيدي
بقلم - جبريل العبيدي

خلافٌ وعداء لأكثر من 40 عاماً، ويبقى المشهدُ ضبابياً في تفسير حالة «الصراع» الأميركي الإيراني، فكلا الطرفين حافظ على حالة اللامواجهة المباشرة، وكل ما هناك مواجهات بالوكالة وضربات لأذرع «تُتهم» بالتبعية لإيران، وضربات أخرى لقواعد أو أهداف أميركية من قبل ميليشيات أو جماعات مرتبطة عقدياً مع إيران، تقابلها ضربات جوية أميركية للرد على مصادر النيران.

فهل سيتحول من حالة اللاحرب واللاسلم ولا مواجهة مباشرة، إلى حالة المواجهة العسكرية المباشرة بدلاً من هجمات الوكلاء؟ رغم أن حالة اللامواجهة هي السائدة في المشهد الإيراني الأميركي، حتى بعد ضربات الحوثي وجماعات عراقية أخرى ضربت قواعد أميركية في العراق وحدود الأردن، ومقتل جنود أميركان كان المشهد نفسه هو النتيجة النهائية، لا مواجهة مباشرة.

تسريبات سرية تقول إن إيران غاضبة من بعض أذرعها في المنطقة؛ خصوصاً بعد توجيه ضربات مباشرة لقواعد أميركية تسببت في مقتل عدد من الجنود والعاملين، مما أحرج إيران مع بعض شركائها، وكذلك جعل الإدارة الأميركية في حالة حرج، ومطالبة بتوجيه عقاب رادع، ولعل هجمات الحوثي في البحر الأحمر هي الآن ما تحرج إيران، بعد -وحتى قبل- ضربات جماعات عراقية لقواعد أميركية في العراق.

خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية كان خطأ استراتيجياً في السياسة الأميركية؛ ظناً منها أن تدهور الوضع الاقتصادي في إيران بشكل كبير، وانهيار العملة، والتضخم، وانقطاع خدمات التيار الكهربائي، سوف تغير النظام في إيران، وكانت تلك محاولة خاطئة من الولايات المتحدة في عهد دونالد ترمب، وجاءت النتائج معاكسة تماماً، ولكنها كانت ضمن السياسة الاستراتيجية الأميركية نفسها، وهي حالة اللامواجهة عسكرية مباشرة مع إيران.

إيران لها نفوذ في لبنان والعراق وسوريا واليمن، إلا أنها لم تنهك أذرعها في الحرب الأخيرة، ولعل السبب عدم الرغبة في توسيع دائرة الحرب بناء على توافق غير معلن مع أميركا، والبقاء على حالة اللامواجهة مباشرة، واقتصارها على ضربات تسكت الشارع التابع لإيران، ولا تحقق أي اختلال في معادلة اللاحرب واللاسلم بين الطرفين.

المخاوف من أن الصراع بالوكالة بين البلدين قد يتحول إلى صراع مباشر، تكاد تكون ضئيلة؛ لأن الطرفين ليسا في حالة تسمح لهما بخوض حرب مباشرة، يمكن معرفة صافرة البداية لها، ولكن لا يعرف متى ستنتهي وكيف ستنتهي في ظل انتخابات أميركية على الأبواب، وحالة مأزومة داخل مراكز صنع القرار في أميركا؛ بل وتأزم بين الحكومة المركزية في أميركا وإحدى أهم وأغنى الولايات المتحدة الأميركية، وهي ولاية تكساس التي بدأت فيها مظاهر الانفصال والعودة إلى المكسيك أو الاستقلال، في مقابل أزمات في الداخل الإيراني متعددة الأوجه، وبالتالي ليس كلا البلدين -أميركا وإيران- في حالة تسمح لهما بالدخول في حلبة مصارعة قد تبتلع الاثنين معاً، والمنتصر فيها خاسر.

الحكومة في إيران دائمة الهروب إلى الأمام من مشكلاتها الداخلية والخارجية، بسياسة التصادم والتصعيد؛ خصوصاً في الملف النووي الإيراني، وبالتالي هو تحدٍّ آخر للعالم وللشعب الإيراني الذي يواجه الفقر وغلاء المعيشة، كما أكد عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام أحمد توكلي، أن 60 في المائة من سكان إيران يعيشون تحت خط الفقر؛ بل أكد المسؤول الإيراني أن «وضع الناس سيئ للغاية» وحذَّر من اندلاع «ثورة جياع».

إيران والولايات المتحدة كانتا دائماً قاب قوسين أو أدنى من الدخول في حرب، ثم ينتهي الأمر بضربات مضادة، وتعقبها هدنة وتهدئة مؤقتة سرعان ما تخرقها هجمات أخرى، وهكذا دواليك.

ورغم أن العداء كان السمة الغالبة بين أميركا وإيران، ولكن يبقى إيقاع المناوشات والهجمات مستمراً، والرد عليها يتحكم فيه المايسترو الإيراني والأميركي، حتى وإن شذَّ اللحن وعزف بعض العازفين لحناً نشازاً خارج نوتة سمفونية اللامواجهة.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وأميركا وحالة اللامواجهة إيران وأميركا وحالة اللامواجهة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab