ما وراء عودة نتنياهو للسلطة

ما وراء عودة نتنياهو للسلطة

ما وراء عودة نتنياهو للسلطة

 العرب اليوم -

ما وراء عودة نتنياهو للسلطة

بقلم: جبريل العبيدي

رغم التهويل لدرجة التخويف بعودة نتنياهو للسلطة، فإن المراقب للسياسة العامة لإسرائيل يرى أنها لم تتغير كثيراً بتغيير رئيس الوزراء، خاصة تجاه قضايا الشرق الأوسط التي يغلب عليها الطابع المشترك بين المماطلة والتسويف، وإطالة عمر الأزمة بإغراقها في مستنقع الفرعيات والتفاصيل، والشيطان كما يقال «يكمن في التفاصيل»، وبالتالي عودة نتنياهو أو حتى سجنه لن يجعل القضية الفلسطينية تتقدم قيد أنملة، والسبب أن جميع قادة إسرائيل يتبعون أحزابهم، التي في أغلبها لا تؤمن بحل التعايش ضمن دولتين.
صحيح أن عودة شخصية بحجم وعقلية نتنياهو ستعقد المشهد وتربكه حتى من خلال منظور إسرائيلي، فها هي كبرى صحف إسرائيل تعنون «عودة نتنياهو إلى رئاسة الحكومة تجر إسرائيل إلى المخاطر»، فعودة نتنياهو إلى المشهد السياسي بعد أن كانت أقل احتمالاً في نظر الكثير من المحللين والمراقبين أصبحت اليوم حقيقة تربك الكثيرين من الأميركيين وعلى رأسهم الرئيس بايدن، وقد تُفرح الرئيس الروسي بوتين.
عاد نتنياهو في وقت وصفه البعض بـ«اليوم الأسود»، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من السجن. فجأة يعود بنيامين نتنياهو للحكم رئيساً للحكومة ذات تشكيلة يمينية متطرفة هي الأخطر، ففوز تكتل نتنياهو، سينتج عنه حكومة يمينية متطرفة، فقد استطاع نتنياهو العودة للحياة السياسية من سَم الخياط بعد أن كان مهمشاً سياسياً بعد سلسلة فضائح وقضايا اتهم فيها بالفساد والرشوة.
عودة نتنياهو هل ستشكل انقلاباً في سياسة التصالح وبناء علاقات جديدة في المنطقة؟، خاصة بعد توقيع اتفاقيات السلام مع دولة الإمارات والبحرين وترسيم الحدود مع لبنان الذي يعارضه نتنياهو ويهدد بتحييده إن لم يلغه بسبب الضمانات الأميركية! يبدو في الأفق أن عودة نتنياهو إلى السلطة في تل أبيب، ستشكل منعطفاً خطيراً في مسار الصراع والتسوية على المسارات العربية المختلفة من الصراع العربي - الإسرائيلي، خاصة أن حزب الليكود من الأحزاب المتمسكة بالتوجهات الصهيونية منذ نشأة الحركة الصهيونية في بال بسويسرا عام 1897. ويعتبر من أشدها تطرفاً وتمسكاً ببروتوكولات حكماء صهيون.
عودة نتنياهو أو عودة «ملك إسرائيل»، كما تصفه بعض الأطراف المؤمنة بعودته «كراعٍ» لإسرائيل، وفق مفهوم ومنظور الأطراف المتطرفة التي تشكل غالبية حزب الليكود وأنصار نتنياهو، والتي لا تؤمن في أغلبها بالتعايش مع الآخر في وطن واحد تحدد معالمه حقوق المواطنة والعيش المشترك، وهو الأمر المفقود في عقلية ومنهج حزب الليكود، الذي يؤمن بأن إسرائيل أرض لليهود دون سواهم، ولهذا لا يؤمن نتنياهو بحل الدولتين، ولا حتى بحل الدولة الواحدة «إسراطين»، كما تخيلها العقيد الليبي الراحل القذافي.
عودة نتنياهو إلى حكم إسرائيل بالتزامن مع احتمال عودة أنصار تيار الرئيس السابق ترمب إلى مؤسسات التشريع الأميركية مجلس النواب، مما سيشكل حالة من الاصطفاف والقطبية التي ستثير القلق والمخاوف بعودة تحالف نتنياهو – ترمب، ولو عبر أنصار ترمب الجدد في مجلس النواب.
تنامي تقدم وفوز أحزاب اليمين المتطرف حول العالم قد ينبئ بتشكل حالة سياسية ستكون أكثر تعقيداً وأقل مرونة في التعاطي مع المحيط، مما سينعكس على منطقة الشرق الأوسط، حيث أقدم وأطول صراع سياسي في عالم متقلب ومتغير وفق تقلب السلطات وتوجهها السياسي، ويزداد تعقيداً عندما يرتبط باليمين المتطرف.
عودة بنيامين نتنياهو إلى السلطة في إسرائيل، تصفها بعض الصحافة في المنطقة «بمثابة إشعال حرب في المنطقة، نظراً لما عرف عن نتنياهو من سياسة تصادمية لا تتخذ من الدبلوماسية طريقاً للحل».

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما وراء عودة نتنياهو للسلطة ما وراء عودة نتنياهو للسلطة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab