مشاركة لبنانية مصرية لاستكشاف كيسنجر 2

مشاركة لبنانية مصرية لاستكشاف كيسنجر (2)

مشاركة لبنانية مصرية لاستكشاف كيسنجر (2)

 العرب اليوم -

مشاركة لبنانية مصرية لاستكشاف كيسنجر 2

بقلم - فـــؤاد مطـــر

بعد تغطية رحبة للحرب التي خاضتها مصر (6 أكتوبر «تشرين الأول» 1973) تعويضاً عن هزيمة 5 يونيو (حزيران) 1967، وما أثمرتْه العلاقة لاحقاً في ضوء «ثغرة الدفرسوار» بين الرئيس أنور السادات والدكتور هنري كيسنجر من جنوح مصري نحو إبرام المسالمة الأُولى العربية - الإسرائيلية المتمثلة بـ«اتفاقية كامب ديفيد» اقترحتُ على ناشر صحيفة «النهار» غسان تويني التي كنتُ أغطي ميدانياً التطورات العربية وباهتمام استثنائي التطورات المصرية ونشرت «دار النهار» بعض المؤلفات والأبحاث لي وأبرزها «أين أصبح عبد الناصر في جمهورية السادات؟» و«الحزب الشيوعي السوداني نحروه أم انتحر؟»، استحداث سلسلة من المؤلفات تصدر عن الصحيفة وتختص بالإضاءة على أُولي الأفكار والنظريات التي يعتمدها كبار الحكام في العالم على نحو ما فعلت الإدارة الأميركية عندما أخذ بعض رؤسائها برؤى الدكتور هنري كيسنجر عند صياغة مواقف ومبادرات استثنائية، ومنها «اتفاقية كامب ديفيد» بين مصر وإسرائيل على سبيل المثال لا الحصر. وعندما وصلْنا في تبادُل التشاور في الفكرة إلى إنشاء دار نشر مستقلة عن «دار النهار»، ويكون هنالك تعاون معها في مجال الطباعة والترويج والتسويق، نصح غسان تويني بأن تكون التسمية «دار القضايا» بدل «دار القضية»؛ لأن التسمية الأخيرة من جانبي تعني حصراً الاهتمام بما هو متعارف عليه أي القضية الفلسطينية.

خلاصة الأمر، تم إنشاء الدار بالتسمية إياها (دار القضايا)، وبدأت سلسلة «أفكار ونظريات العصر» بكتاب صدر عن مؤسسة نشْر عريقة في الولايات المتحدة ومؤلفه ج. وإرن يحمل عنوان «مخطط كيسنجر» تولى الزميل نبيل أبو حمد تصميم غلافه، وأحد زملاء حقبة الستينات في الصحافة باللغة الإنجليزية جهاد الخازن ترجمته، وتولى مراجعته الزميل يوسف صباغ أحد الزملاء الضليعين باللغة الإنجليزية والمتابع الدقيق في صحيفة «الأهرام» للسياسة الدولية. وبحُكم علاقتي الطيبة بمؤسسة «الأهرام» من كبيرها محمد حسنين هيكل إلى عشرات الزملاء والكتاب الذين أعتز بهم، تولى الدكتور سعد الدين إبراهيم كتابة تقديم استثنائي من حيث العمق والإحاطة الفكرية والأكاديمية برؤى كيسنجر.

ما جمعني بالزملاء الثلاثة جهاد الخازن ويوسف صباغ وسعد الدين إبراهيم إلى جانب تزكية غسان تويني هو ضرورة استكشاف كيسنجر المفكر السياسي والاستراتيجي الذي أمكنه، ومن وراء أستار أصحاب القرار الأميركي – المصري – الإسرائيلي، تحقيق التسوية الأولى في الصراع العربي - الإسرائيلي بدءاً بالحلقة الأعلى مصر تمدداً إلى سائر الحلقات. وها هو كيسنجر وقد أنجز قرناً من العمر يتأمل فيما فعله. كما ها أنا أروي كيف اكتشفْنا للمرة الأُولى «مخطط كيسنجر» من خلال عباراته التي تعكس أفكاره ورؤاه التي أسجل في الآتي ومن الكتاب إياه بعضها:

_ «الدبلوماسية يستعاض عنها إما بالحرب أو بالسباق على التسلح».

_ «لا تقتصر مسؤولياتنا على رفْع مستوى معيشة الدول الحديثة العهد، بل تتناول اعتقادنا بالحرية والكرامة الإنسانية مرتبطاً بالظروف الخاصة لهذه الدول».

_ «إن التصنيع بدلاً من أن يولِّد الديمقراطية فقد يزيل الحافز الاقتصادي لها».

_ «لا يمكن تسوية الخلافات بين الدول ذات السيادة إلا عن طريق التفاوض أو القوة بالحلول الوسط أو بفرض الحل فرْضاً».

_ «لم يكن محض مصادفة أن تنظر عدة دول بما فيها دولتنا إلى الساحة الدولية وكأنها منتدى تُنسف فيه الفضائل بأساليب المكر من قِبَل الأجانب».

_ «إذا كان العالم أفضل من مخاوفنا فإنه لا يزال أدنى بكثير من أملنا فيه».

_ «الزعماء الباهرون في الدول الجديدة هم أشبه شيء بالبهلوان الذي يسير فوق حبل مشدود، إذا أخطأ في نقلة واحدة سقط ودُقت عنقه».

- «علينا أن نشيد نظاماً دولياً قبل أن تُفرض علينا أزمة ما كأمر محتم».

- «الاستخدام السياسي للقدْر المتوفر من القوة مهما بلغ قد تغيَّر».

- «إن السلام يجب أن يكون أكثر من مجرد غياب الصدام».

- «نقطة الضعف الرئيسية في دبلوماسية الولايات المتحدة هي عدم إعارة الاهتمام الكافي للناحية الرمزية في السياسة الخارجية».

_ «إذا كان السلام يعتمد في نهاية المطاف على الشخصيات، فيبدو أن النية الحسنة المجردة أهم من البرنامج المحسوس. والحقيقة هي أن محاولة إحراز تسويات معيَّنة تظهر وكأنها تعوق السلام ولا تساعده».

- «إن محك الحنكة السياسية هو كفاية تقييمها قبل وقوع الحادث».

- «رجل السياسة الذي يفرِّط في التغاضي عن خبرة شعبه يفشل في تحقيق الإجماع المحلي مهما بلغت حكمته وسياساته».

- «على مخطط السياسة أن يهتم بأفضل ما يمكن تحقيقه. ويجب أن يعلم أنه مسؤول عن عواقب الكارثة وعن فوائد النجاح، وقد يكون عليه تعديل بعض الأهداف، لا لأنها قد تكون غير مرغوبة إذا ما تم التوصل إليها، بل لأن مخاطر الفشل تطغى على المكاسب المحتملة...»... (انتهت أقوال كيسنجر).

خلاصة القول إن هذه المقالة هي محاولة لظروف اكتشاف أفكار رمز استثنائي من رموز العمل السياسي والدبلوماسي الدولي، الذي له أثره المباشر وغير المباشر في قضايا عشنا محاذيرها في العالم العربي.

وإذا جاز النصح أو فلنقل الاقتراح فهو أن يقرأ أصحاب القرار العرب وأهل الدبلوماسية والسياسة العرب بعمق، وبالكثير من التأمل، ما كان يدور في خاطر كيسنجر قبل عقود من بلوغه المحطة الماسية من العمر. ففي القراءة إفادة... وفي إعادة القراءة إفادة أكثر.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاركة لبنانية مصرية لاستكشاف كيسنجر 2 مشاركة لبنانية مصرية لاستكشاف كيسنجر 2



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab