قمة بين حلمين أفريقي وأميركي

قمة بين حلمين... أفريقي وأميركي

قمة بين حلمين... أفريقي وأميركي

 العرب اليوم -

قمة بين حلمين أفريقي وأميركي

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

على مدى ثلاثة أيام، بدءاً من الثالث عشر وحتى الخامس عشر من هذا الأسبوع، يستضيف الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، قمة للدول الأفريقية، يشارك فيها عدد كبير من زعماء القارة، وبهدف إظهار التزام الويات المتحدة الأميركية تجاه مستقبل شعوب القارة المقهورة، والتأكيد على أهمية العلاقات الثنائية، وزيادة التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة.
الرئيس بايدن وفي وقت سابق أكد على أنه يتطلع إلى العمل مع الحكومات الأفريقية؛ من أجل مواصلة تعزيز الرؤية المشتركة لمستقبل العلاقات بين الجانبين.
تبدو أهمية القارة السمراء في تصاعد بالنسبة لواضعي السياسات الأميركية؛ ولهذا خرجت علينا في أغسطس (آب) الماضي، وثيقة استراتيجية تجاه أفريقيا جنوب الصحراء، تشتمل على أهداف عدة تمتد لخمسة أعوام، في مقدمها، دعم المجتمعات المنفتحة، وتعزيز مكاسب الديمقراطية، بالإضافة إلى العمل على الانتعاش بعد الجائحة وإتاحة الفرص الاقتصادية، ثم دعم الحفاظ على المناخ والتكيف معه، وصولاً إلى التحول المنصف للطاقة في القارة السمراء.
على أن التساؤل المطروح على طاولة النقاش «هل هذه أهداف حقيقية طهرانية أميركية تجاه القارة المغدورة على مدى عقود، من قِبل القوى الدولية، أم أنها ميكانيزمات لغوية وبلاغة كلامية، لاستغلال أفريقيا كبيدق على خريطة المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة؟
قبل الجواب، ربما ينبغي أن نشير إلى التنافس الأممي القائم والقادم في أفريقيا، لا سيما بين روسيا والصين من جهة، وأوروبا التي يأفل نجمها رويداً رويداً، في حين العم سام يراقب ويتحين اللحظة المناسبة لاقتناص الفرص عبر القوى الناعمة، بعد أن أيقن أن القوة الخشنة، لم تعد تجدي، وخير مثال على ذلك إخفاق سياسة مكافحة الإرهاب بالطرق التقليدية الأمنية والعسكرية.
تنظر روسيا إلى أفريقيا بمنظار آخر هي الأخرى، وكما هو ملاحظ من مجموعة فاغنر التي أثبتت حضوراً واضحاً، في المواقع والمواضع التي فشلت فيها القوات الأوروبية، وتحديداً الفرنسية مثلما جرى في مالي والسودان وليبيا، وتكاد موسكو أن تنشئ لها ممراً يتوسط القارة من الشرق إلى الغرب.
وعلى الجانب المقابل، نرى الصين، والتي تتبنى سياسة القوة الناعمة، وتستخدم مروحة واسعة من الاستثمارات، مستعينة بفوائضها المالية للحصول على أكبر قدر من المزايا في القارة البكر، وبخاصة المواد الخام، وعلى رأسها النفط والمعادن الثمينة، ولا يغيب عن أعين الناظرين من المراقبين، مشروع الحزام والطريق، كأداة لبسط استثماراتها، على عموم أرجاء القارة «السمراء التي أحببتها»، على حد وصف الراحل الدكتور بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة.
لماذا يسارع الرئيس بايدن بدعوة القادة الأفارقة؟
من البدهي القول، أن أفريقيا باتت «ساحة لتحديات وصراعات النظام الدولي»، وموقعاً لمقاصصة ومحاصصة جيوسياسية، تسعى واشنطن من خلالها لتعزيز مصالحها التجارية، ولقطع طريق القطبية على الصين بنوع خاص.
الأهمية الاستراتيجية لأفريقيا في الأعين الأميركية، تنطلق من كونها القارة الأسرع نمواً في العالم؛ إذ يقدر أن يصل عدد سكانها في العام 2030 نحو 1.7 مليار نسمة، وبذلك تضحى موطناً لخمس سكان العالم.
عطفاً على ذلك، أنها وفي حين القارة الأوروبية شمالها، تعاني من نقص ديموغرافي حاد، تزدهر بشبابها وبنسب خصوبة عالية، تجعل منها سوقاً مثالية للرأسمالية الأميركية، حيث تتزايد الحاجة إلى الخدمات المختلفة، بدءاً من الغذاء، مروراً بالصحة، والتعليم والتكنولوجيا والبنية التحتية.
تبدو أفريقيا سوقاً نموذجية لكبريات الشركات العملاقة عابرة الحدود، حيث الفرص ممتدة لمائتي عام قادمة من التنمية والبناء والتشييد، في حين تقلصت المساحات المشابهة في القارة الأوروبية بدرجة واضحة، وربما في بقية قارات العالم الأول، إن جاز التعبير.
وبالنظر بعمق إلى مرحلة الاقتصاد الأخضر، والتي تخطط الولايات المتحدة للمضي قدماً فيها، فإن واشنطن تحتاج إلى الكثير من ثروات القارة الأفريقية من المعادن، واللازمة لصناعات حيوية مثل السيارات الكهربائية، والهواتف المحمولة، وأجهزة الكومبيوتر، عصب الأسلحة الدفاعية التي تعتمد على الذكاء الصناعي.
هل الأفارقة واعون جيداً لما تمتلكه بلادهم من قدرات في البشر والحجر؟
غالب الظن نعم، وهذا ما دعا، فرانك موجيني، كبير مستشاري التجارة والصناعة بالاتحاد الأفريقي، للتصريح قبل القمة بالقول «إن القارة الأفريقية أصبحت قادرة على إحداث فرق في معظم التحديات التي يواجهها العالم الآن، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية التي تسبب بها وباء (كوفيد – 19)، والحرب الروسية الأوكرانية».
في واشنطن تبدو هناك مواجهة بين الحلم الأميركي، الذي يقضى الآلاف كل عام من الشباب الأفريقي نحبه سعياً للوصول إليه، عبر الصحاري القاتلة والبحار المغرقة، وبين الحلم الأفريقي الممكن تحقيقه من خلال منظومة أفريقية وطنية للأفارقة من الإسكندرية شمالاً إلى كيب تاون جنوباً، منظومة تتطلب استثمارات حقيقية، لخلق فرص عمل، تستغل فيها خيرات الأرض وعقول المبدعين الأفارقة المهجرين قسراً من بلادهم، وبعيداً عن دوائر صندوق النقد الدولي، والذي ما دخل دولة إلا وزاد من إفقارها وتسبب في مآسي شعبها.
علو صوت القادة الأفارقة يبلغ مسامع العم بايدن، مطالبين بتمثيل للقارة في النظام الدولي، يتسق واستشرافات مستقبلها، ويسعى نحو إصلاح النظام الدولي الذي يهمشها ويجعل منها تخوماً على حافة المراكز الإمبريالية عتيقها وحديثها، والحق في التنمية المتساوية، وما عدا ذلك يضحى قمة براغماتية لاستغلال الأفارقة من جديد.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة بين حلمين أفريقي وأميركي قمة بين حلمين أفريقي وأميركي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab