«شريك» رؤية اقتصادية بملامح إبداعية

«شريك»... رؤية اقتصادية بملامح إبداعية

«شريك»... رؤية اقتصادية بملامح إبداعية

 العرب اليوم -

«شريك» رؤية اقتصادية بملامح إبداعية

إميل أمين
بقلم إميل أمين

مع بداية مارس (آذار) الحالي، تم الإعلان عن الحزمة الأولى من مشروعات الشركات الكبرى المنضمة إلى برنامج تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية «شريك».
دشَّن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عام 2021 برنامج شريك، أحد روافد تحقيق الأهداف الاقتصادية والتنموية لرؤية المملكة 2030، التي تستهدف بناء قطاع خاص حيوي ومزدهر، وذلك عبر منظومة تنموية شاملة تحقق طموح الوطن، من خلال تمكين أبنائه من إطلاق قدراتهم وطاقاتهم، وخلق اقتصاد متنوع ومزدهر، وبناء مجتمع حيوي ينعم فيه الجميع بحياة عامرة وصحية، ليكون الوطن نموذجاً رائداً في العالم.
لم يكن «شريك» هو البرنامج الأول من نوعه، فقد أطلقت المملكة كثيراً من المبادرات التي تدعم القطاع الخاص، مثل المبادرات الوطنية للاستثمار، واستراتيجية صندوق الاستثمارات العامة.
كذلك، فإنه تمهيداً لانطلاقة «شريك»، كان هناك عمل دؤوب مسبق، جرى من خلاله إجراء التغييرات والإصلاحات المطلوبة للاقتصاد السعودي، سواء على مستوى التنظيمات أو التشريعات وهيكلة البنى التحتية للقطاع الخاص.
ما الذي يستهدفه برنامج «شريك» أول الأمر؟ وما الآليات التي يتم تنفيذه من خلالها؟
يبدو من الواضح جداً أن الهدف هو تفعيل دور القطاع الخاص في المملكة، من خلال تنمية استثمارات تصل إلى 5 تريليونات دولار.
لم تعد مشاركة القطاع الخاص في الحياة الاقتصادية ترفاً أو رفاهية، ولا سيما أن الاقتصاد المختلط الجديد يبحث عن تآزر بين القطاعين العام والخاص، على حد تعبير عالم الاجتماع الإنجليزي الشهير أنتوني جيدينز.
فيما يرى تيم سكوت، السياسي ورجل الأعمال الأميركي المعروف، أن العالم بحاجة إلى القطاع الخاص لخلق فرص العمل، إذ الحكومات وحدها قاصرة عن ذلك، ولو كان لها أن تفعل، لكانت الشيوعية أنجح نظام اقتصادي عالمي، غير أن هذا لم يحدث.
تبدو خطة «شريك»، التي حوّلته إلى مركز ناهض وبازغ، بمثابة إضافة خلاقة في طريق تنويع الاقتصاد السعودي، وتأتي منسجمة مع التوجه العالمي الذي يقضي بضرورة تعدد مسارات الاقتصاد وزيادة مساربه. الأمر الذي بدأ يلقى رواجاً في كبرى الدول المنتجة للسلع الأساسية، بسبب فوائده الكثيرة.
ويبلغ عدد الشركات في الحزمة الأولى لبرنامج «شريك» نحو 28 شركة، من بينها 8 شركات تعمل على 12 مشروعاً بتكلفة 192 مليار ريال.
فلسفة «شريك» تقوم على مساعدة برامج الشركات التي تستوفي معايير التأهيل على رفع حجم استثماراتها والتسريع من وتيرة تنفيذ مشروعاتها واستكشاف فرص استثمارية جديدة من خلال تقديم الدعم الحكومي لها.
لن يتأخر حساب الحصاد. ففي المدى المنظور، سوف تحمل هذه الحزمة أثراً اقتصادياً واستراتيجياً، يطول جملة من القطاعات الاقتصادية في المملكة، بالإضافة إلى توفير 65 ألف فرصة عمل جديدة.
تلفت الانتباه في عالم الاقتصاد السعودي، تلك الخطوات الواثقة والوثابة، التي تتجاوز أزمات الاقتصاد العالمي، من ركود وتضخم، خصوصاً بعد أعوام جائحة «كوفيد 19» من جهة، أو تلك التي خلقتها أزمة الحرب الروسية الأوكرانية من جهة ثانية.
مرد الأمر وضوح الرؤية في أعين صانعها، والقرارات القابضة على الجمر، تلك التي صدرت لتيسير شؤون التواصل بين قطاعات الدولة المختلفة التي تخدم الاقتصاد الكلي برمته.
منذ انطلاقها، سعت «رؤية 2030» ولا تزال في طريق معرفة التحديات التي تواجه القطاع الخاص، وبذلت جهوداً مشتركة لإزالة العقبات من أمامه، لتضمن للقطاع الخاص لعب دوره الحيوي في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في المملكة.
لا تكذب الأرقام ولا تتجمل، بل تعطي الانطباع السديد، الذي يتجاوز الكلمات. وفي شأن ما يجري على أرض المملكة، نجد اليوم القطاع الخاص مساهماً بنسبة تصل إلى 43 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.
الحلم السعودي الصاعد لا يتوقف، بل يحلم بالأمل والعمل، للوصول إلى مشاركة تصل إلى 65 في المائة من الناتج المحلي بحلول 2030.
الذين يتابعون أحوال الاقتصادين الأميركي والصيني حول العالم، يدركون الأهمية التي توليها حكومات القطبين الكبيرين للقطاع الخاص.
فعلى الصعيد الأميركي تعمل أميركا جاهدة لتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار وتعزيز جهود التصنيع المحلي، والاستفادة منه في خلق مزيد من فرص العمل، وقد ساعدت بالفعل قوانين الاستثمار في البنية التحتية على تنشيط حركة السوق الأميركية.
فيما أعلنت الصين قبل أيام عزمها على تقوية وتطوير القطاع الخاص، والشركات الأهلية، والمساهمة في تنميتها وتوسعها، ونيتها المشاركة في تعضيد الشركات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والأفراد العاملين لحسابهم الخاص.
الذين يتساءلون عن السر وراء ازدهار الاقتصاد السعودي مؤخراً، سيجدون الجواب عند العقول التي ترسم خطط المملكة الاقتصادية، والتي تحرز نجاحات هائلة يوماً تلو آخر في قطاعات خارج سياقات الاقتصاد الريعي المعتمد على النفط فحسب، وكما جرت المقادير في العقود الأخيرة.
مؤخراً، أظهر مسح أن نشاط قطاع الأعمال غير النفطي في السعودية ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ 8 سنوات في فبراير (شباط) الماضي، معتمداً على زيادة قوية في الطلب، وتوقعات اقتصادية متفائلة.
وبحسب تقارير «بلومبرغ»، فقد نما الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في المملكة بأسرع وتيرة منذ عام 2021.
في هذا الإطار، كان من الطبيعي أن تعدل وكالة موديز للتصنيف الائتماني توقعاتها لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في السعودية بالزيادة في 2023 و2024.

   

 

     
arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شريك» رؤية اقتصادية بملامح إبداعية «شريك» رؤية اقتصادية بملامح إبداعية



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab