الإمبراطورية الأميركية وتجديد الديناميكية الوطنية

الإمبراطورية الأميركية وتجديد الديناميكية الوطنية

الإمبراطورية الأميركية وتجديد الديناميكية الوطنية

 العرب اليوم -

الإمبراطورية الأميركية وتجديد الديناميكية الوطنية

بقلم - إميل أمين

رغم ما يبدو من خلاف ظاهر على سطح الأحداث الأميركية، وتسارع وتصارع، من جراء الانتخابات الرئاسية، فإنَّ عقل الدولة الأميركية العميقة لا ينفك يبحث عن مقدرات القوة التي تكفل لها البقاء 100 عام فوق القمة.

هل أميركا قادرة على التعافي الوطني وتجنب الانحدار الإمبراطوري التقليدي؟

تبقى قصة التدهور الوطني الكبير أمراً شائعاً وذائعاً عبر حياة الأمم والشعوب، وبالقدر نفسه تضحى قضية التعافي من هذا التراجع طويل الأمد أمراً نادراً، ويصعب اكتشافه. والمعروف أنَّه عندما انزلقت القوى العظمى بداية من الفرس والروم، وصولاً إلى الإسبان الهابسبورغيين والعثمانيين، حتى الاتحاد السوفياتي، من موقع التفوق بسبب عوامل داخلية وخارجية، فإنها نادراً ما عكست هذا الاتجاه.

كلف «البنتاغون» مؤخراً مؤسسة «راند» عقله المفكر القيام بإعداد سلسلة من التقارير حول: «مصادر الديناميكية الوطنية المتجددة»، وصدر قبل أسابيع قليلة التقرير الأول منها.

يستكشف مؤلفو التقرير التحديات التي تقابل سطوة أميركا وقدرتها التنافسية حول الكرة الأرضية، ويدرسون الأنماط الشائعة للتجديد الوطني، والصفات التي تحدد قدرة المجتمع على التجديد، ومن هذا التحليل يستمدون الدروس النافعة والملهمة لصناع القرار، لا سيما الساعون لمعالجة التهديدات المحلية والدولية، وكل ما يزعزع المكانة التنافسية للولايات المتحدة الأميركية.

ماذا عن أهم التحديات أمام أميركا وما يقطع الطريق على مقارعتها من لدن أي قوة كونية أخرى؟

في واقع الأمر يظهر التقرير 7 تحديات داخلية وخارجية:

التحديات الداخلية تبدأ من أزمة نمو الإنتاجية، وقد بلغت مداها بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، إلى حد أنَّها استنقذت أوروبا من خلال مشروع مارشال الاقتصادي.

تبدو كذلك أزمة الشتاء الديموغرافي المحلق فوق سماوات سكان أميركا مهدِّداً خطيراً، فتراجع معدل المواليد يعني بالضرورة تناقص الأيدي العاملة في المدى الزمني المنظور.

كما تطفو على السطح قضية النظام السياسي المستقطب، وليس الأريحيات السياسية التي تفرز أجيالاً متنافسة في رحابة فكرية، ومن غير عداوات آيديولوجية، كما الحال في سياق الانتخابات الرئاسية القائمة.

عطفاً على ذلك، تبدو هناك إشكالية البيئة المعلوماتية الفاسدة على نحو متنامٍ، وما يضاعف وقعها السيئ انفجار آليات الذكاء الاصطناعي، وما ينجم عنه من قدرة هائلة على الخلط بين ما هو حقيقي أو مزيف.

ماذا عن التحديات الخارجية؟

البداية نجدها من طرف ارتفاع حجم الاستثمارات الخارجية المباشرة، الأمر الذي يعني تراجع الاستثمار الوطني الداخلي لصالح نظيره الأجنبي، بينما التحدي الأكبر والأخطر يتمثل في الصعود الصاروخي للصين على كل المستويات الاقتصادية، وتالياً العسكرية، وصولاً إلى اختصام الصين لكثير من مربعات النفوذ السياسي للولايات المتحدة يوماً تلو آخر.

وأخيراً، تتضح الخسارة الحقيقية للإمبراطورية الأميركية من خلال تراجع تقدير العشرات من الدول النامية لقوتها، أما الدول متوسطة الحجم، وتلك الصاعدة في مسارات ومدارات العالم متعدد الأقطاب فلم تعد تواري أو تداري شكوكها في مصداقية أميركا بوصفها حليفاً موثوقاً به مرة وإلى الأبد.

عطفاً على ما تقدم، فإنَّ هناك طائفة من السياقات تتراقص في سماوات الولايات المتحدة، لا سيما في العقود الثلاثة الأخيرة، تلك التي عدَّت فيها نفسها القطب المنفرد بمقدرات العالم.

من تلك العلامات، إدمانها على الترف الذي يقود إلى الانحطاط، ونجد صداه عند إدوارد غيبون وحديث سقوط الإمبراطورية الرومانية خصوصاً.

يمكن للمرء أيضاً أن يرصد الفشل في مواكبة المتطلبات التكنولوجية، والبيروقراطية المتحجرة، بجانب ما يسميه التقرير فقدان الفضيلة المدنية، بينما التوسع العسكري المفرط ماضٍ قدماً؛ ما أدخل البلاد في مرحلة الإرهاق العسكري.

الإشكالية الكبرى في البحث عن ديناميكية جديدة تتمثل في أنه رغم اتفاق اليمين واليسار على أنَّ شيئاً ما معطل في أميركا، فإنَّ الجانبين يختلفان إلى أقصى حد في كثير من الأحيان حول ما يتوجب القيام به حيال ذلك.

ويبقى حجر الزاوية في البحث عن أميركا جديدة موصولاً بالتزام النخبة حول الصالح العام، والتخلي عن الأنانيات المفرطة.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإمبراطورية الأميركية وتجديد الديناميكية الوطنية الإمبراطورية الأميركية وتجديد الديناميكية الوطنية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab