ماذا عن مستقبل بايدن الرئاسي

ماذا عن مستقبل بايدن الرئاسي؟

ماذا عن مستقبل بايدن الرئاسي؟

 العرب اليوم -

ماذا عن مستقبل بايدن الرئاسي

بقلم - إميل أمين

 

ضمن كثير من الأسئلة التي تشغل الساحة الأميركية، لا سيما بعد أحداث غزة، الحديث عن مستقبل الرئيس بايدن الرئاسي، وتحديداً فرص فوزه أو إخفاقاته في الانتخابات الرئاسية القادمة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

ينطلق التساؤل من نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة التي جرت في الداخل الأميركي، ومنها استطلاع صحيفة «نيويورك تايمز» الذي بيّن تقدم المرشح الجمهوري دونالد ترمب على بايدن في عدة ولايات، واستطلاع شبكة «CBS» للأخبار المشابه.

حكماً كانت الأسابيع الأربعة التي أعقبت السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مؤثرة بشكل أو بآخر في تحديد اتجاهات كثيرين لجهة الرئيس ومستقبله السياسي.

لم يدارِ ولم يوارِ الرئيس بايدن ولاءه لإسرائيل، وكأن الأمر مطبوع في حمضه النووي السياسي، إن جاز التعبير. فقد ذهب إلى القول إنه ليس على المرء أن يكون يهودياً ليصبح صهيونياً، وهو من غرس فيه والده: «عدالة تأسيس إسرائيل كوطن يهودي عام 1948».

هل كان هذا الموقف أحد أسباب تعرض بايدن لضغوط في الوقت الحاضر، مع احتمالات مفتوحة للخصم من شعبيته في الوسط الديمقراطي عينه؟

المؤكد أنه هناك -ليس خارج أميركا فقط- من يعتبر بايدن منحازاً وبشكل غير موضوعي لإسرائيل؛ بل في الداخل الأميركي وتحديداً في صفوف حزبه، وبخاصة بعد رفضه الانضمام للداعين إلى وقف إطلاق النار.

المعروف أن هناك تياراً يسارياً ديمقراطياً، يكاد يصل عدده إلى 4 ملايين أميركي، باتوا منزهين عن الإيمان بأن إسرائيل معرضة للخطر وأنها ملاذ آمن لليهود، وأضحت لديهم قناعة واضحة تربط بين بقاء دولة إسرائيل وإحقاق حقوق الشعب الفلسطيني، والتعاطي معه بإنسانية لا بوحشية.

يوماً تلو الآخر تتراجع نسب التأييد لإسرائيل التي كانت سائدة في وسط الشباب الأميركي، وقد بلغت اليوم مع الصراع الدموي في غزة نحو 48 في المائة فقط، وهي أقل نسبة منذ إعلان دولة إسرائيل.

هنا يبرز تساؤل: «هل بضعة ملايين من أصوات الديمقراطيين قادرة على قطع الطريق الرئاسي على بايدن عام 2024، لا سيما أن الرجل لا تدعمه حظوظه الصحية، ولا الظروف السياسية الخارجية الموضوعية؟».

حسب نتائج استطلاع «معهد غالوب»، فإن نسبة القبول ببايدن في صفوف الديمقراطيين تراجعت بنسبة 11 في المائة الشهر الماضي، لتصل إلى 75 في المائة، وهذا هو التقييم الأسوأ للحزب حيال الرئيس منذ وصوله إلى البيت الأبيض.

ولعله من نقاط الضعف والعجز في ملفات بايدن، الاقتصاد الأميركي، الذي يغرق في العبث والديون يوماً وراء الآخر. فقد بلغ العجز في السنة المالية الحالية 1.7 تريليون دولار، بزيادة 23 في المائة في عام واحد، ورغم استخدام وزارة الخزانة 879 مليار دولار لخدمة الدين الفيدرالي، فإن الاقتصاد الأميركي الكلي يشير إلى أن الأسوأ لم يأتِ بعد.

يبدو أكثر من ثلثي الأميركيين اليوم غير موافقين على مسيرة الاقتصاد في عهد بايدن. فمنذ أن تولى منصبه، خسرت الأسرة الأميركية النموذجية 7300 دولار سنوياً، وتضاعفت أقساط الرهن العقاري الشهرية على منزل متوسط السعر، ويتوقع أن ترتفع تكلفة التدفئة مع حلول الشتاء بنسبة 25 في المائة، بينما يغرق الأميركيون في أكثر من تريليون دولار من ديون بطاقات الائتمان.

هنا يتساءل الأميركيون، ولهم الحق ألف مرة، سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين: «كيف يدفع بايدن الكونغرس لتخصيص 100 مليار دولار مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل، إذ تم إقرار 14 ملياراً منها بالفعل على عجل لتل أبيب بصورة رسمية، بينما الدعم المالي الماورائي لا يدري به أحد، إلا أطراف أو أطياف من الدولة الأميركية العميقة، على الرغم من الأوضاع الاقتصادية المتردية على هذا النحو؟

يبدو بايدن كذلك أمام معضلة قد تستدعي تذكر الماضي الأليم في الداخل الأميركي، ذلك أن وجود أكثر من مائتي رهينة لدى «حماس»، بينهم نسبة مؤكدة من الأميركيين، يظل كما سيف «ديموقليس» مسلطاً على رقبة بايدن.

حكماً لن تفرج «حماس» عن هؤلاء وأولئك، إلا في حال أفرجت إسرائيل عن نحو 6 آلاف معتقل في سجونها، وهو ما ترفضه حكومة نتنياهو جملة وتفصيلاً.

ما يهم بايدن في الداخل هو الظهور بمظهر الرئيس المقدام الذي استطاع الإفراج عن مواطنيه، أما طول الأزمة، أو سقوط ضحايا من بينهم، فهو أمر سيقوده إلى مصير سلفه الديمقراطي جيمي كارتر الذي خسر سباق الرئاسة أمام الجمهوري رونالد ريغان، عام 1980، بعدما أظهرت أزمة احتجاز الرهائن في طهران ضعفه وقلة حيلته.

تبدو الفخاخ منصوبة للولايات المتحدة الأميركية في عهد بايدن بشكل غير مسبوق، ومنها فخ استخدام القوة في مواجهة الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية في المنطقة، لا سيما في سوريا والعراق. وقد ذكرت صحيفة «بوليتيكو» الشهيرة إصابة أكثر من 21 عنصراً، فهل هناك من يود إغراق أميركا في مستنقع عسكري شرق أوسطي جديد، سوف يدفع بايدن ثمنه لا محالة؟

تبدو مواقف بايدن كذلك داعمة للعرب والمسلمين من الأميركيين، لتغيُّر مواقفهم الداعمة له، لا سيما بين الديمقراطيين، وقد كانوا سبباً في فوزه ببعض الولايات في انتخابات 2020 كما كانت الحال في ولاية ميشيغان.

الخلاصة: المسار التطوري الرئاسي لبايدن بات محملاً بأوزار إسرائيلية عديدة، إن لم يبادر إلى تصحيح المسار، وإعادة التوازنات للسياسة الأميركية الخارجية.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا عن مستقبل بايدن الرئاسي ماذا عن مستقبل بايدن الرئاسي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab