أميركا الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية

أميركا... الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية

أميركا... الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية

 العرب اليوم -

أميركا الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية

إميل أمين
بقلم - إميل أمين

بعد مرور أسبوع على تدهور الأوضاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومع احتمالات السيناريوات المفتوحة على كل الاتجاهات في منطقة أصبح الموت فيها عادة، تجد الولايات المتحدة الأميركية نفسها على المستويين الرسمي والشعبي، عواماً ونخباً، أمام تساؤلات مثيرة للقلق حول الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية، وخاصة في ضوء تحركات إدارة بايدن السريعة للغاية، التي تنحو لجهة الدعم العسكري المطلق لإسرائيل، ومن غير أدنى نية واضحة لتخفيض حدة الصراع، أو السعي لوقف إطلاق النار، واستنقاذ المدنيين من الجانبين من وهدة الهلاك السائر والدائر ككأس المنايا على الجانبين.

يمكن القطع بأن العنف الذي اندلع، من وراء الأجهزة الاستخبارية الأميركية كافة، ما فوق الأرض منها، وتحتها وما بينهما، قد وجّه لطمة قوية للقدرات الفائقة لمجمع القوى السرية والماورائية، ووضع إدارة بايدن خلف علامة استفهام حول القدرات الإمبراطورية الأميركية في هذا السياق.

تبدو الجزئية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بهجوم «حماس» على الداخل الإسرائيلي معقودة أول الأمر، وليس آخره، على الدور الإيراني في العملية برمتها، وهل هي من دربت وخططت لمثل هذه النقلة النوعية العسكرية المثيرة، أم لا؟

وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في تصريحاته الأولية قطع بأنه لا دليل مباشر على تورط إيران، غير أنه ترك الباب موارباً لأي استنتاجات استخبارية تميط اللثام عما جرى، إذ عدّ أن العلاقات بين «حماس» وطهران قرينة ودليل، تفتح المجال للربط بين الجانبين في العملية الأخيرة.

في المقابل، بدأت واشنطن الأخرى، الأكاديمية المتمثلة في مراكز الأبحاث، عطفاً على الأصوات الجمهورية، في توجيه اللوم والتقريع لإدارة بايدن، خصوصاً بعد الاتفاق الأخير مع طهران الخاص بالإفراج عن 5 أميركيين.

عدّ دينيس روس، الدبلوماسي الأميركي الشهير، صاحب الوظائف المتعددة، أن إسرائيل تحارب إيران حكماً، وليس «حماس».

مايك بنس نائب الرئيس السابق دونالد ترمب، من جهته، ربط سريعاً بين سياسات بايدن تجاه الملالي، والخنوع الذي أبداه الرئيس، وبين تشجيع الإيرانيين «حماس» على مثل هذا التدخل العسكري المفاجئ.

أما نيكي هايلي، السفيرة الأميركية السابقة في الأمم المتحدة، فاعتبرت أن مليارات إيران الستة التي أفرج عنها وبلغت الأيادي الإيرانية، قد جرى توزيعها بالفعل، على الأطراف التي تقوم بحروب الوكالة لصالح طهران، كما سبق أن حذرت أصوات عدة من خطورة المشهد.

الإعلام الأميركي، وفي المقدمة منه صحيفة «وول ستريت جورنال»، كان الأكثر مباشرة، وتكلم بأريحية عن لقاء مسؤولين أمنيين إيرانيين في بيروت مع عناصر «حماس»، الذين قاموا بإعطائهم الضوء الأخضر، كما أكد على أن عناصر من ضباط «الحرس الثوري الإيراني» كانوا يعملون مع «حماس» منذ أغسطس (آب) الماضي.

هنا تبدو قضية التورط الإيراني مسألة حيوية بالنسبة لإدارة بايدن، ذلك أنه حال ظهور معلومات استخبارية جديدة، عن دورهم في غزة، ستضحى إدارة بايدن في مهب الريح، بل إن أجهزة الاستخبارات الأميركية، على تنوعها وتعددها، ستضيف لإخفاقاتها إخفاقاً جديداً، يمتد من أكتوبر (تشرين الأول) 1973، مروراً بـ11 سبتمبر (أيلول)، وصولاً إلى 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ما يعزز رواية الكاتب الأميركي، تيم واينر، عنها في كتابه الرائع «إرث من الرماد».

لم تكن قضية الشرق الأوسط يوماً ما بالنسبة لإدارة بايدن قضية جوهرية، بل ثانوية، فالرجل ركّز اهتماماته على الملف الروسي – الأوكراني، حيث الحرب المشتعلة، ومن دون انكسار واضح للقيصر بوتين.

عطفاً على ذلك تبدو مواجهة الصين، سواء في منطقة الإندوباسيفيك، أو عند بحر الصين الجنوبي، إضافة إلى جزيرة تايوان، ثم السرقات التي تجري لآخر التقنيات العسكرية الأميركية، ومنها سرقة نموذج حاملة الطائرات «جيرالد فورد»، التي تحركت بالفعل إلى مياه البحر المتوسط، لردع أعداء إسرائيل المحتملين، وهي عبارة مطاطة، تبدو هذه المواجهة هي الأهم.

غير أن نوازل القدر وضعت في طريق بايدن تحدياً معاصراً، ولا سيما ما يخص الرهائن لدى «حماس»، الذين يحملون الجنسية الأميركية بنوع خاص.

لم يعد سراً أن البنتاغون أرسل المجموعة القتالية الخاصة، المعروفة باسم «قوة دلتا»، إلى الأراضي المحتلة، بهدف المساعدة في تحرير رهائن أميركا بنوع خاص.

هل نحن أمام عملية «مخلب النسر» جديدة، مع تبعاتها كافة؟ «مخلب النسر» هي العملية العسكرية التي حاولت خلالها إدارة الرئيس الديمقراطي كارتر تخليص رهائن السفارة الأميركية في طهران عام 1980، التي أخفقت بشكل ذريع.

هنا ترتفع علامات الاستفهام حول مقدرة «قوة دلتا» على الولوج في قلب مدن غزة والدخول في حرب مدن وشوارع لإنهاء مهمتها.

بالتبعية يبدو من الواضح أن هناك من هو مشغول بفكرة إرسال قوات أميركية برية على الأرض لمساندة إسرائيل في مواجهتها اليوم «حماس»، ولا أحد يعلم ما هو وضع الغد، وكيف ستمضي كرة النيران، فهل ستفعلها واشنطن من جديد وتقوم بإرسال قوات برية، وماذا سيكون مصيرها؟

المشهد الشرق أوسطي المتفجر، حكماً يلقي بظلاله على الوضع في أوكرانيا، حيث سيقلل من الاهتمام الكبير الذي أولته إدارة بايدن لها.

سأم الأميركيون من الدعم غير المسبوق بمليارات الدولارات لزيلينسكي، في حين تتردى أحوال نحو 40 مليون فقير في الداخل الأميركي، ومع تصريحات بايدن عن انتمائه ووفائه، بل ولائه لإسرائيل وحفاظه على أمنها القومي، ربما يجد سيد الكرملين مساقاته مفتوحة لتحقيق انتصارات تكتيكية في الأسابيع المقبلة.

قد يبدو مبكراً عقد مقاربة بين مصير بايدن، وما جرى لسلفه البعيد زمنياً جيمي كارتر، الذي كبدته أزمة الرهائن فرصة إعادة انتخابه لولاية ثانية، غير أنه بات في حكم المؤكد أن الجمهوريين لن يوفروا العزف على أوتار الأزمة للاستفادة من تطوراتها يوماً تلو آخر.

وفي المتابعة الأولية لأكلاف ما يجري في المنطقة، فسنجد قضية تأييد يهود أميركا للأحزاب السياسية الأميركية، فقد عُرف يهود أميركا بدعمهم المستمر والمستقر للديمقراطيين، فهل سيظل الوضع على هذا المنوال، أم سيضعف لصالح الجمهوريين؟

الخلاصة... أميركا في أول المخاض لأزمة شرق أوسطية عسيرة، إلا ما رحم ربك

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية أميركا الأكلاف الداخلية للأزمة الشرق أوسطية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab