بيرنز وبلينكن صحوة أميركية شرق أوسطية

بيرنز وبلينكن... صحوة أميركية شرق أوسطية

بيرنز وبلينكن... صحوة أميركية شرق أوسطية

 العرب اليوم -

بيرنز وبلينكن صحوة أميركية شرق أوسطية

بقلم:إميل أمين

منذ بداية مدة رئاسته، لم تبدِ إدارة الرئيس بايدن اهتماماً بمنطقة الشرق الأوسط، مثل الذي يظهر على السطح هذه الأيام، وتَمثل في زيارة كل من مدير الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، في توقيت واحد تقريباً، ما يفيد بأن هناك خطباً جللاً أو خطوباً، تجري بها المقادير، أدت بواشنطن للتعامل مع الحقائق على الأرض لا محاربتها .
ضمن سياق المشهد الدولي المضطرب، تبدو منطقة الشرق الأوسط مرشحة للعديد من التفاعلات، سلباً أو إيجاباً، والتي لا يمكن فصلها بحال من الأحوال عن السياقات الدولية المتشابكة والمتداخلة بصورة غير مسبوقة، بين ما هو سياسي، واقتصادي وعسكري، وقد أضحت المنطقة رقماً صعباً دون أدنى شك في الحسابات الجيوستراتيجية للأقطاب الأممية القائمة والقادمة .
باختصار غير مخلّ، لا شيء مجانياً في عالم السياسة الأميركية، واندفاعة إدارة بايدن أو صحوتها تجاه المنطقة وراءها منطلقات رسخت في ذهن الفاعلين في البيت الأبيض والخارجية الأميركية .
في مقدمة الحقائق، الأوزان النسبية لدول المنطقة، وقد أدركت الدولة الأميركية العميقة على سبيل المثال، الأهمية الفائقة للمملكة العربية السعودية، وهو ما اتضح في تصريحات بلينكن الأخيرة التي أكد خلالها أهمية تطور العلاقات بين واشنطن والرياض، كاستمرار لتوجه ماضٍ منذ عقود، وبما يعكس المصالح والقيم المشتركة بين البلدين .
وبمزيد من التفصيل، فإن بلينكن أشار إلى المواقف السعودية الدبلوماسية التي تتمحور حول مناصرة العدالة والسلام، والبحث عن الاستقرار العالمي، ما تبدى في تصويتها ضد الحرب الروسية في أوكرانيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والدعم الكبير الذي قدمته لأوكرانيا في العمليات العسكرية الدائرة .
عطفاً على ذلك، فإن إدارة بايدن التي تشددت كثيراً تجاه المشهد في اليمن، هي عينها اليوم التي تصرح على لسان وزير خارجيتها بأنها تعمل مع الرياض من أجل إنهاء هذه الحرب، ما يفيد بالاعتراف بالدور المهم والمتقدم للمملكة العربية السعودية في سياقها الإقليمي .
تصريحات بيرنز، تؤكد أن التحركات الأميركية ليست عشوائية، بل براغماتية مستنيرة، بمعنى أن لديها أولويات وتراتبية من حيث الأهمية، وغالب الظن أن تحركها تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية مُنْطَلَقُه التهدئة والتفرغ لما هو أهم وأشمل، وربما أخطر... ما الذي نعنيه بذلك؟
بلينكن يمضي يومين في القاهرة، ويتحدث عن تعميق وتعزيز الشراكة الاستراتيجية المصرية – الأميركية، وحسناً يفعل الرجل، إذ يعرف الدور المتوازن الذي تقوم به القاهرة على صعيد التهدئة في الأراضي المحتلة، والوساطة التي تسعى من خلالها مصر للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وإتاحة الفرصة للسلام في المنطقة، وعيش الأجيال القادمة بعيداً عن شبح الحروب وإراقة الدماء .
لم تتذكر واشنطن ملف الشرق الأوسط، غالب الأمر، إلا حين انفجر مشهد العنف الداخلي، من جراء توجهات حكومة نتنياهو، التي بدأت بملامح عنصرية، تسببت في المزيد من الاحتقان الداخلي، ما يؤكد الرغبة في العيش طويلاً على حد السيف، ومن غير رغبة حقيقية في التوصل إلى سلام عادل وشامل مع الفلسطينيين، يصل بهم في نهاية المشهد إلى حل الدولتين، الذي تقول إدارة بايدن إنها تؤمن به .
جولات بيرنز وبلينكن، في تقدير صاحب هذه السطور، ليست سوى مسكنات، للتفرغ لما هو أهم وأخطر بالنسبة لإدارة الرئيس بايدن، ونعني بذلك الملف الإيراني، الذي تتسارع وتيرة مخاطره في الأيام الأخيرة .
الذين تابعوا حديث بلينكن لقناة العربية، أدركوا أن الملالي مستمرون في استفزازاتهم، رافضون الطروحات التي تسعى لإنهاء الأزمة الخاصة ببرنامجهم النووي.
يدرك الجميع، وفي المقدمة مجمع الاستخبارات الأميركية، مقدار التصميم الإيراني للوصول إلى الغاية المتمثلة في الحصول على السلاح النووي .
وعلى الجانب الآخر يعلم البنتاغون، نوايا حكومة نتنياهو تجاه برامج إيران الصاروخية والنووية والسيبرانية، ما ظهر منها وما بطن .
أنهى بلينكن حالة التردد الأميركي من خلال قطعه بأن الرئيس الأميركي يرفض رفضاً تاماً حصول إيران على سلاح الدمار الشامل النووي، وأن كل الخيارات باتت موضوعة على الطاولة .
إشكالية إيران المستجدة، لم تعد تتعلق بالشرق الأوسط أو الخليج العربي فحسب، إذ باتت طرفاً مثيراً للمتاعب في تحدي القرن بالنسبة للعم سام المتمثل في الصراع الروسي – الأوكراني .
يدرك الأميركيون خطورة الدور التسليحي الذي تقوم به طهران في دعم موسكو بالطائرات المسيرة، التي أدت إلى اختلالات في موازين المواجهة مع كييف مؤخراً .
تجاوزت طهران إذن دورها الإقليمي، واندمجت في لعب دور الدولة العظمى القادرة على نقل بعض من معاركها خارج أراضيها، وهو الأمر الذي لن تسمح به واشنطن في الحال أو الاستقبال .
ليس سراً أن عجلة المواجهات المسلحة مع إيران قد بدأت بالفعل، والجميع ينتظر حسابات طهران، ورؤيتها لميزان الانتباه العسكري، وهل ستمضي في ردات أفعال جنونية تجاه الضربات الساحقة الماحقة التي تعرضت لها الأيام الماضية، ما يعجل بالقارعة، ودع عنك حديث بلينكن عن تفضيل الحل الدبلوماسي، فما من أحد يؤمن بأن الدبلوماسية قد باتت لها مساحة مع الإيرانيين .
صحوة واشنطن تمتد كذلك لمحاصرة يقظة الفينيق الروسي في الشرق الأوسط، وفي شمال أفريقيا وقلبها، لا سيما من خلال الذراع العسكرية المتمثلة في مجموعات فاغنر في ليبيا ومالي وأفريقيا الوسطى، عطفاً على الصين الساعية لملء مربعات نفوذ واشنطن التي تعاني من أزمة الدين وسقفه .
الخلاصة... واشنطن تحتاج لأصدقائها وحلفائها الرئيسيين في الشرق الأوسط من جديد حماية لمصالحها، أكثر من منفعة الآخرين .

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيرنز وبلينكن صحوة أميركية شرق أوسطية بيرنز وبلينكن صحوة أميركية شرق أوسطية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab