«كايسيد» الحوار والسلام في عالم متغير

«كايسيد»... الحوار والسلام في عالم متغير

«كايسيد»... الحوار والسلام في عالم متغير

 العرب اليوم -

«كايسيد» الحوار والسلام في عالم متغير

بقلم:إميل أمين

على مدى ثلاثة أيام من 14 إلى 16 مايو (أيار) الحالي، انطلقت في العاصمة البرتغالية لشبونة أعمال المنتدى العالمي الأول لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، والذي حمل عنواناً دالاً على فحواه: «الحوار في سياق متحول... بناء التحالفات من أجل السلام في عالم سريع التغير».

انطلق «كايسيد» قبل أكثر من عقد من الزمن، ليكون جسراً بين البشر، وضوءاً في نفق طويل من الحوار، يضيء للقاصي والداني، ويلقي ظلالاً وارفة من السلام، كفيلة بتبديد مخاوف الحروب والظلام.

بدا واضحاً أن الهدف الرئيسي لهذا المنتدى هو السعي في طريق ترسيخ السلام في عالمنا المعاصر، حيث تئن إنسانيتنا المعذبة تحت وقع أسواط ملهبة من الحروب والصراعات، عطفاً على الانقسامات المجتمعية العميقة؛ ما يفتح، ومع أسف شديد، الأبواب واسعة للخوف وانعدام الثقة، ويجعل من خطابات الكراهية، خطيئة رابضة خلف الأبواب العالمية، تتشوق لأن تتسيد على الجنس البشري، فتحرمه من واحدة من أهم الهبات الإلهية، هبة السلام حالياً ومستقبلاً.

في كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر، أكد الأمين العام لـ«كايسيد» الدكتور زهير الحارثي، أن التحديات المعقدة في عالمنا المعاصر، تتطلب جهوداً مشتركة لبناء عالم يسوده السلام ويعمّه الوئام، عوضاً عن الحروب والخصام.

الحارثي أكد كذلك على أن «كايسيد» ملتزم بمستقبل يقوم على التصدي لجميع أشكال العنف والكراهية، والسعي في طريق تعزيز التسامح والوحدة، والدعوة إلى احترام التنوع بين جميع المجتمعات.

طوال سنوات عمل «كايسيد»، كان السلام هدفاً استراتيجياً في كل أنشطته وفعاليته، وبرامجه ودوراته، تلك التي شارك ويشارك فيها المئات من الشباب من أرجاء المسكونة كافة.

لا يبدأ السلام على طاولة المفاوضات، بل يأتي من علٍ، ويبدأ دائماً في قلب كل إنسان، ومن قلوب البشر ينتشر. على أن طريق السلام، لا بد لها أن تمر بدرب الحوار، فلا سلام من غير تعارف وتواد وائتلاف للقلوب ومن ثم يتولد سلام القلوب.

من هنا جاءت قناعات «كايسيد» الراسخة بالحوار كمنهج حياة لتكريس السلام والأمن فوق كوكبنا المأزوم، وعليه تبدو المعادلة على بساطتها جازمة وحاسمة: «من يُرِد الحوار يسكن في دروب السلام، ومن لا يتخذ الحوار طريقاً، يغاير إلى الجهة الأخرى المنافية والمجافية».

جمع منتدى «كايسيد» العالمي الأول، صفوة عالمية من الزعماء السياسيين والدينيين، ولفيفاً له كل الاحترام والتقدير من المسؤولين عن المنظمات الدولية، وهيئات المجتمع المدني. وبدت الروح المهيمنة على الكلمات والدعوات ماضية قدماً في طريق الحوار كمفتاح مؤكد، في حاضر أيامنا لتحديد القواعد المشتركة حول الدفاع عن الكرامة وحقوق الإنسان، باعتبارها ركائز المجتمعات المسالمة.

الذين تابعوا فعاليات المنتدى وما أثير من نقاشات عميقة ورؤيوية خلال جلساته، رسخ في يقينهم أنه جاء ليمثل فرصة خلاقة في طريق بناء الثقة وتوسيع الرؤى، لتجاوز الخطابات النظرية، إلى مسارات الإدراك والتحقيق، ولكي تتحول أحاديث القاعات المكيفة على أهميتها، برامج حياتية تطور المبادرات، وتخلق الفرص، وتفتح الأبواب واسعة أمام عوالم من سعة الصدور، تبدل ضيق الآيديولوجيات، بسعة من الإبستمولوجيات، وهذا وحده ما يعزز فرص حل النزاعات، وإنهاء الخصومات التي تنشأ في حنايا الأعين وخبايا الصدور أول الأمر، ومن ثم تفتك بسلام عالمنا الآني والمستقبلي على حد سواء.

أدرك ضيوف «كايسيد» في لشبونة، أنه ما من شفاء للعالم من أوجاع الأنانية وعبادة الذات، وما من طريق للقفز فوق الأصوليات الضارة، والشوفينيات والقوميات القاتلة، من دون سلام عميق، وما من سلام من غير فرح اللقاء بالآخر، عبر الحوار الأخوي الفاعل والناجز، ذلك الذي يعني أول الأمر وآخره، بناء أواصر الوحدة، وتجنّب أهواء العزلة، ومفارقة دوائر الاتهامات وغيرها من مظاهر الفردانية.

من منصة «منتدى الحوار في سياق متحول»، دعا «كايسيد» ويدعو أصحاب الإرادات الطيبة، والنوايا الصالحة، في العالم كله، إلى تضفير جهودهم مع مركز الحوار العالمي، لتطوير وتنمية سلاح السلام والعدالة عبر الحوار وحسن الجوار، وتربية الضمائر على السلام والمصالحة والوفاق بين جميع بني البشر، وهو ما تحتاج إليه إنسانيتنا المعاصرة في عالم سريع التغير.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كايسيد» الحوار والسلام في عالم متغير «كايسيد» الحوار والسلام في عالم متغير



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 05:50 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حقائق غامضة

GMT 18:20 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

إنستجرام يضيف ميزات جديدة للرسائل المباشرة

GMT 09:50 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

أنغام تتألق في حفل تكريم عبدالله الرويشد

GMT 08:09 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

كيف فكك المغرب خلية داعش؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab