عن النهاية الحتمية للإردوغانية

عن النهاية الحتمية للإردوغانية

عن النهاية الحتمية للإردوغانية

 العرب اليوم -

عن النهاية الحتمية للإردوغانية

بقلم - إميل أمين

هل باتت نهاية الإردوغانية حتمية وعلى الأبواب؟ أغلب الظن أن ذلك كذلك قولاً وفعلاً، لا سيما بعد أن أضحى الرجل «ضد العالم» برمّته، من الشرق إلى الغرب، وما هو صانعه الآن ليس إلا صرخة الطائر الذبيح.والمثير أيضاً أنه هو بنفسه من سيكتب نهاية الإسلاموية السياسية، بعد أن خيّل له خياله الجامح أن على يديه ستعاد أمجاد الإمبراطورية العثمانية الظلامية البائدة.يحاول إردوغان تصدير صورة الخليفة المقاتل إلى شعبه، وهو يدرك أن شباب تركيا ينسلّون من حوله بعيداً، فيما الرهانات الخاسرة على «الإخوان» في تونس والأردن تكاد تُفقده صوابه.

الناظر إلى تونس الخضراء اليوم يزداد اندهاشاً من صحوة التونسيين الشرفاء، الرافضة لأن تَضحى بلادهم ملعباً خفياً لأعمال إردوغان السفلية، وبدا واضحاً كيف أنه يسعى إلى جعلها حاضنة للإرهابيين المنطلقين إلى ليبيا، ما جعل التيارات الآيديولوجية التونسية كافة تصب جام غضبها على الغنوشي وإخوانه، وقد ظهرت المرأة التونسية في أبهى حُللها من خلال رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي.

لطمة ثانية تلقاها إردوغان الأيام القليلة الماضية حين أقرت محكمة التمييز الأردنية الأربعاء الماضي، اعتبار جماعة «الإخوان المسلمين» منحلّة حكماً وفاقدة لشخصيتها القانونية والاعتبارية.
لقد أدرك الأردنيون أن إردوغان لا يسعى إلى صالح ومصالح المملكة الأردنية الهاشمية، وإنما إلى تسخيرها وشعبها الكريم، ضمن سيناريوهاته الكارثية.

الصفعات تتوالى لتكتب نهاية النرجسية الإردوغانية المريضة، ولعل الداخل التركي ستكون له الكلمة الفصل، ولا يغرنك شأن محاولاته الوهمية بافتعال معارك هنا أو هناك، فجلّها هروب إلى الأمام، لن يصد أو يرد عنه كف القدر.
هل أتاك حديث الـ«فورين بوليسي»، ورسالة الشباب التركي لإردوغان؟
باختصار غير مخلّ، حاول الرئيس التركي التلاعب بمشاعر الآلاف من الشباب التركي اليافع نهار السادس والعشرين من يونيو (حزيران) الماضي، وذلك من خلال نداء وجّهه عبر مؤتمر لحزب العدالة والتنمية، أخذ فيه يرغي ويزبد بنفس الأكاذيب، وفاته أنه يحادث أجيالاً باتت تقفز على الحدود وتتجاوز السدود، وشباباً يحلّقون في الفضاء السيبراني ويدركون الحد الفاصل بين القومية الوطنية، والقومية النازية والفاشية، إن جاز التعبير.

المجلة الأميركية الذائعة الصيت، والصادرة عن مجلس الشؤون الخارجية في نيويورك، أكثر جهة تشارك في تقديم النصيحة لصانع القرار الأميركي، قالت إن الشباب الذين استمعوا إلى إردوغان عبر الإنترنت، استخدموا خانة التعليقات لانتقاده، وضغط الآلاف منهم على زر «استياء» بدلاً من زر «لايك»، ليخبروه بأنه لن يحصل على أصواتهم في الدورة المقبلة.

الأغا غير المقبول من شباب بلاده لم يتوقف كثيراً ليدرك الانهيارات الحادثة على الصعيد الوطني المحلي، من اقتصاد، وتعليم، وبدا واضحاً أن الذين استمعوا إليه من طلاب المدارس والجامعات، قد اتخذوا قراراً بالانصراف عن دعمه لما لحق بهم من أذى جراء الاضطرابات التي شابت العام الدراسي، والقرارات المرتبكة من حكومته، إذ لا تركيز على الداخل، وجلّ التوجيه مقصود به تصدير الفوضى إلى العالم الخارجي.

نهاية الإردوغانية الحتمية معادلة طبيعية تفرزها قراءة أوراق رجل تخيل ذات ليلة صيف في كابوس وليس حلماً، أنه قادر على الاستيلاء على ليبيا، من خلال بضعة آلاف من المرتزقة والإرهابيين، وفي حالة أممية من غض البصر عنه تارة، أو تجنب الإشكاليات التي تنشأ عبر قطع الطرق عليه من جانب آخر، كما حال بعض القوى الأوروبية.

لكن فاته أن هناك «خير أجناد الأرض»، وحوش البر والبحر والجو، أبناء الكنانة، مصر المحروسة، على الحدود في انتظاره، وأن هناك إرادة عربية حاسمة وحازمة تقول له إن الهروب لا يفيد... ولا أصوات لك.

الجنون الذي يكتب به إردوغان نهايته تَمثل مرة أخرى في الدور السيئ السمعة الذي يلعبه في الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، ما دعا وزير الخارجية الأرمني زهراب مناتساكانيان للتصريح بأن ما تقوم به أنقرة خطوة جيوسياسية خطيرة، وأن الأمر لم يدهش الأرمن، فالأمر يتسق والسياسات العثمانية الجديدة التي تمتد إلى شرق آسيا.

خلال أربع سنوات، أي منذ الانقلاب المسرحي ضد إردوغان، شنت حكومته 99 ألف حملة أمنية، واحتجزت وأوقفت أكثر من 282 ألف شخص، وحكمت بالسجن على 25 ألف شخص، وتم اتخاذ إجراءات قانونية ضد 597 ألف شخص، كما تم فصل 15 ألف جندي وضابط بالجيش.
الأرقام على عهدة مركز استوكهولم الحقوقي في تقريره الصادر عام 2019.
من يشك في أن نهاية الإردوغانية على الأبواب؟

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن النهاية الحتمية للإردوغانية عن النهاية الحتمية للإردوغانية



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب
 العرب اليوم - أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 15:40 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

SpaceX تطلق 21 قمرًا صناعيًا من Starlink إلى المدار

GMT 05:56 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

حريق جديد في لوس أنجلوس وسط رياح سانتا آنا

GMT 15:41 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعرض 65 مليون يورو لضم كامبياسو موهبة يوفنتوس

GMT 03:25 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استمرار غياب تيك توك عن متجري أبل وغوغل في أميركا

GMT 03:02 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

زلزال بالقرب من سواحل تركيا بقوة 5 درجات

GMT 03:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

استشهاد مسؤول حزب الله في البقاع الغربي محمد حمادة

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 03:08 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع ضحايا حريق منتجع للتزلج في تركيا لـ76 قتيلًا

GMT 05:52 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

الصين تختبر صاروخاً فضائياً قابل لإعادة الاستخدام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab