السعودية وطريق التنوير والتغيير

السعودية وطريق التنوير والتغيير

السعودية وطريق التنوير والتغيير

 العرب اليوم -

السعودية وطريق التنوير والتغيير

بقلم - إميل أمين

الذين تابعوا تصريحات الأمير محمد بن سلمان ولي العهد قبل بضعة أيام، يمكنهم أن يجزموا بأن التنوير يقود إلى التغيير، وأن الذين يصنعون التاريخ، هم القابضون بأسنانهم وشكيمتهم القوية على مفاصل الزمن.
بقدر ما يتيح المسطح المتاح للكتابة يمكن للمرء أن يشير إلى نهضة خلاقة عاشتها المملكة طوال الأعوام من 2017 حتى الساعة، تبلورت في رؤية 2030. وحيث إعمار الحجر من أجل خدمة البشر ورقيهم، وما ترقية الشعوب إلا طريق الكبار، الخيرين والمغيرين.
حديث الأمير محمد بن سلمان تتبدى فيه بوضوح نظرة القيادة السعودية العليا للإنسان السعودي، بوصفه القضية والحل في ذات الوقت، وهي النظرة الكفيلة بتعبيد الطرق أمام مسارات ومساقات النهضة الحقيقية الخلاقة، وبعيداً كل البعد عن الشعارات الجوفاء المفرغة من كل تضامن وجداني وإيماني.
أشار الأمير محمد إلى أن ما تحقق خلال 3 أو 4 سنوات، تجاوز ما تم إنجازه خلال عقود، وللرجل أن يفاخر ويجاهر في هذا الإطار على الصعيد البنيوي والهيكلي الاقتصادي والمالي، من غير أن يشوب الكلام أي شك فالحال يغني عن السؤال.
غير أن القصة الحقيقية والتحدي الرئيس تمثل، وكما أشار، في مجابهة آيديولوجية عتيقة متكلسة، جثمت على صدر المملكة العربية السعودية 4 عقود من الزمن، ما تسبب في أكلاف بالغة الخطورة.
من حسن الطالع أن هناك من يؤمن بالمستقبل داخل المملكة، ومن لديه القوة والرغبة في توجيه دفة الحياة لجهة الغد المشرق، وذلك عبر الإيمان بأن جسر المودات هو من يبني، كما أن خطاب الكراهية يقود إلى الهدم والموت والدمار.
خيل للبعض ذات مرة أن قدر المملكة أن تحيا مع الإرهاب، أو تتعايش معه، وأنه لا فكاك منه، وفات الجميع أن الأقدار ستجود بمن هو قادر على وضع حد لهذا الانفلات العقلي والآيديولوجي، قبل أن يضع الخطط اللوجستية للمواجهة على الأرض، وعبر عقول تفكر، ومراكز تدبر وتتطلع إلى آليات مواجهة حقيقية، وقادر على الرد عن سر الرجاء الذي يدفعه في سياق رؤية 2030.
ولعله من بين أهم النقاط الفلسفية التي توقف أمامها ولي العهد في حديثه الأخير، تأتي جدلية العلاقة بين الكراهية والتطرف، وكلاهما يزيد حالة البؤس من حول العالم.
أما خطاب الكراهية المتدثر حرية الرأي غير الواعية، والمغرقة في الجفاف الروحي والإيماني، فحدث عنها ولا حرج، وما رآه العالم في أوروبا مؤخراً يدفعنا دفعاً للقطع بأن الأمر لا يستقيم على هذا النحو، بل يولد ردات أفعال كارثية تتجلى في العنف المضاد.
أحسن جداً الأمير محمد بن سلمان حين أشار إلى أن هذا الخطاب الفوقي غير التنويري، سوف يستولد ولا شك خطابات أصولية مغرقة في أصوليتها وظلاميتها، ومن أسف يمكنها أن تنتشر بأسرع مما للمرء أن يتوقع، ما يعني أن العالم بات لزاماً عليه السعي بين علمانيات جافة وأصوليات متطرفة.
أنفع وأرفع ما في حديث ولي العهد الأمير محمد هو المزج الرصين بين الأصالة والحداثة، والوقوف على الحقائق ومن غير لي أذرعها، وبخاصة حين يتصل الأمر بحقيقة الإسلام الذي تعرض لهجومات قاسية في الأشهر والأسابيع الأخيرة، ولا سيما بعد أحداث فرنسا والنمسا، وهو أمر كان متوقعاً ولا يصدم الباحث المحقق والمدقق في هذا الإطار.
حين يصدر الحديث عن ولي عهد المملكة العربية السعودية قبلة العالم الإسلامي حول الكرة الأرضية، فإن الأمر له أهميته ودلالاته، وهو إذ يشير إلى أن الإسلام يحرم مثل تلك العمليات الإرهابية، ويجرم إراقة الدماء، كما يمنع الغدر بالآمنين، وقتلهم من دون وجه حق، فإنه يغلق أي باب مزيف أو منحول يمكن أن يدلف منه المتطرفون فكرياً، وهذا أمر لو تعلمون عظيم القيمة والمردود في الحال والاستقبال.
يحفر الأمير محمد في الجذور الثقافية التراثية للمملكة، ويفتح الأبواب واسعة، مشرعة، في غير خجل أو وجل، في طريق التثاقف مع الآخرين، وهو يدرك تمام الإدراك أن تاريخاً وحضارة قامت على هذه الأرض، يحكي الزمن فصولاً منها، هذا جميعها يمكنها قبل أن تكون مورداً ومصدراً لدخل جديد خارج الإطار التقليدي الريعي، وهي في حد ذاتها ثراء معنوي كبير يعيد التركيز على حلقات ذهبية إنسانوية لجماعة بشرية نافحت العالم في أزمنة المد والفيض العقلاني، وتراجعت حين أصاب الجدب العقول قبل القلوب، وهو ما لن يعود مرة ثانية طالما وجدت قيادة حرة الإرادة على هذا النحو.
ولعل القارئ يتساءل؛ وماذا عمَّا جاء في الحديث من تطورات للمشهد الاقتصادي السعودي؟
حكماً الأمر في حاجة إلى قراءة مستقلة، غير أنه وفي عجالة نشير إلى أنه لولا الجهود التقدمية والخطط القومية الاقتصادية لربما شعر المواطن السعودي بالخوف في ظل جائحة كورونا، غير أن هذا لم يحدث.
الخلاصة... التغيير والتنوير إرادة سعودية لجهة الدولة المستقبلية.

 

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وطريق التنوير والتغيير السعودية وطريق التنوير والتغيير



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab