السعودية وجهة سياحية عالمية

السعودية... وجهة سياحية عالمية

السعودية... وجهة سياحية عالمية

 العرب اليوم -

السعودية وجهة سياحية عالمية

بقلم - إميل أمين

يبدو الحديث عن مشروع البحر الأحمر السياحي - إحدى أهم ركائز المشروع الرؤيوي التنويري السعودي 2030 - مثيراً لأي باحث أو كاتب، لا سيما أنه يحمل في طياته ملامح ومعالم استراتيجية، قد تغيب عن الرصد غير المعمق.
والشاهد أن الحديث الذي أجرته «خضراء الأوراق» قبل بضعة أيام مع جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر، يستلفت النظر إلى إرادة سعودية حقيقية، تمضي وراء نسق عالمي جديد خاص بريادة أفكار الابتكار والإبداع، وبعيداً عن النماذج المقولبة والمعلبة، لا سيما الاقتصاد الريعي.
ولعله من المقطوع به أنه وإن كانت الجغرافيا هي ظل الخالق على الأرض، فإن التاريخ هو ظل الإنسان على البسيطة، وهو مدعو لتسخيرها في الحال والاستقبال من أجل صالح ومصالح النوع البشري، براً وبحراً وجواً.
يشكل مشروع البحر الأحمر منطلقاً جديداً لاقتصاد السياحة، وإعادة اكتشاف لمكنونات المملكة الثرية بشراً وحجراً، لا سيما أنه إلى جانبه تقع آثار مدائن صالح المتميزة بجمالها العمراني وأهميتها التاريخية الكبيرة، عطفاً على المحميات الطبيعية التي تتيح للزوار من كل صوب وحدب استكشاف تنوع الحياة النباتية والحيوانية في المنطقة.
قبل أربع سنوات، وتحديداً في 2016، تحدث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن رصد تريليوني دولار لمشروعات استثمارية جديدة تكفل اقتصاداً مستقراً وتنمية مستمرة. وقد كان حديثه عن الابتكار الجذري الذي ينقل السعودية إلى مصاف الدول القائمة على هذا المنحى الاقتصادي العالمي الجديد.
اليوم، وبعد هذه الفترة الزمنية الوجيزة، تبدو المشروعات التي تتضمنها «رؤية 2030» قريبة من التحقق، بما يحمله ذلك من تغيرات جوهرية تولِّد القيمة وتمنح الحلول، كما تشبع الاحتياجات، جارفة إلى أعماق الذاكرة الأفكار والمنتجات والخدمات والآليات السابقة، البدائية مقارنة بما هو قادم.
على أن هناك علامة استفهام عميقة تختبئ وراء حنايا وثنايا مشروع البحر الأحمر. هل من هدف استراتيجي أبعد في ذهن صانع القرار السعودي يبغي إدراكه لتحقيق المصلحة العامة للمعاصرين والقادمين من الأجيال السعودية؟
تعلمنا الفيزياء أن الطبيعة تمقت الفراغ، وفي العلوم الاستراتيجية تبقى المربعات الخالية دافعاً للآخرين لملئها بشكل أو بآخر.
هنا يمكن النظر إلى ما تقوم به المملكة من مشروعات سياحية في البحر الأحمر، بوصفه أمراً يتجاوز الاقتصاد، وتتشابك خيوطه وتتقاطع خطوطه مع الأوضاع السياسية المرتبكة في هذا الإقليم المضطرب، لا سيما أن هناك قوة إقليمية بعينها، تضع نصب أعينها الهيمنة على المياه الإقليمية لهذا البحر الكبير، وجعله مساحة نفوذ لها، تمارس عبره كافة آليات التهديد والترويع للملاحة، وتعمد إلى استغلال ثرواته، وحرمان أصحابها من حقهم الطبيعي في الاستفادة منها.
ضمن نقاط الذكاء الاقتصادي الابتكاري في مشروع البحر الأحمر، أنه يفتح الباب للتكامل وليس للتنافس بين الدول العربية المشاطئة، وفي المقدمة منها مصر والأردن، كما يفتح الطريق إلى عُمان والإمارات، ويجعل إمكانية تنقل السياح والزوار أمراً متاحاً؛ بل محبوباً مرغوباً، ما يبدل العناء والشدة الاقتصادية إلى رخاء ووفرة.
دائماً وأبداً كان الذكاء في العقول وليس في الجيوب، والأفكار والمعلومات هي بضاعة العصر الحديث وأدواته، والمتابع للمملكة في حاضرات أيامها يرى ويدرك كيف أنها تدفع بنيها في سياقات ومساقات التفكير الناضج، بالبحث عن كل ما هو جديد ومفيد ونافع وسديد.
القيادة السعودية القابضة على «رؤية 2030» بأسنانها من أجل حياة أفضل لمواطنيها، تضع في حساباتها أن أفضل طريق للتنبؤ بالمستقبل هو صناعته، وأن أفسح طريق يقود بعيداً عن التطرف والتشدد هو إتاحة فرص العمل الجيدة للشباب الناشئ، كي يتحدى الطبيعة ويجبرها على أن تستجيب لرغباته المشروعة والخلاقة، وهذا ما يقطع الطريق على الإرهاب وعلى من يروجون له متخذين ضيق الآيديولوجيات ذريعة تارة، وحنق الأصوليات تارة أخرى.
الأرقام - بحسب باغانو - لا تكذب ولا تتجمل، فالمشروع سيوفر نحو 70 ألف فرصة عمل، وسيسهم أثناء مرحلة البناء بما قيمته 27 مليار دولار، ويدر نحو 6 مليارات دولار سنوياً بعد تشغيله بالكامل، وقبل عامين من بدء توافد الزوار عليه، هناك عقود تفوق قيمتها حتى الآن 3.7 مليار دولار، ما يعني أن زمن الاقتصاد الريعي الذي عرفته المملكة طوال سبعة عقود، ربما آن له أن يتوارى قليلاً، ليفسح المجال لرؤى تحلق في آفاق اقتصادات متنوعة تمثل ثراء تراكمياً.
حين تحدثت المملكة خلال قمة العشرين التي عقدت في الرياض افتراضياً مؤخراً، عن دورها الريادي على الصعيد الأيكولوجي، واستنقاذ العالم من التدهور المناخي، فإنها كانت صادقة إلى أبعد حد ومد فيما تقول، وقد واكب فعلها قولها، ومشروع البحر الأحمر خير دليل على ذلك؛ حيث إنه مشروع صديق للبيئة، يمنع نصف طن انبعاثات كربونية باعتماده الطاقة المتجددة.
لم يمنع «كوفيد- 19» وجائحته المملكة من المضي قدماً في طريق «رؤية 2030».
القيادة والإبداع أمر له رجاله ودولته.

 

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية وجهة سياحية عالمية السعودية وجهة سياحية عالمية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab