ديمقراطيو أميركا إلى أين

ديمقراطيو أميركا إلى أين؟

ديمقراطيو أميركا إلى أين؟

 العرب اليوم -

ديمقراطيو أميركا إلى أين

إميل أمين
بقلم - إميل أمين


انطلقت الانتخابات الأولية الخاصة بالحزب الديمقراطي الأميركي استعداداً لاختيار المرشح الذي يقارع الجمهوريين، ومن متابعة قريبة ولصيقة يمكن القطع بأن حظوظ الحزب الديمقراطي ضعيفة إذا ظل المشهد التنافسي الداخلي على هذا الحال والمنوال، واستمرت المكائد الداخلية بين الديمقراطيين أنفسهم.

الذين قدر لهم متابعة ما جرى في ولاية أيوا ذات الرمزية الشهيرة، يقطعون بأن هناك خللاً بنيوياً في هيكلية الحزب الديمقراطي، ولا سيما أن المرشحين الأربعة الأوفر حظاً طاعنون في السن، إذا استثنينا المرشح الخامس الصاعد بيت بوتدجيج.

ما جرى في أيوا كان لافتاً بشكل كبير، وربما يعيد سيرة انتخابات الرئاسة 2016 بالنسبة للديمقراطيين، من تعثر وإلقاء تبعات الأمر على اختراقات خارجية، فقد فشلت الشركة - التي أوكل إليها الحزب، وتسمى «شادوز» أي الظلال - في فرز الأصوات بشكل تقني، ما أجبر لجان الحزب على الفرز اليدوي بعد تشكك الجمهور في النتيجة، ما يعني أن هناك شرخاً ما في جدار الثقة بين المصوتين وإدارة الحزب.

في انتخابات الرئاسة لعام 2016، ومهما كان من أمر الاختراق الذي حدث للديمقراطيين، فقد جاءت النتيجة لتؤكد أنهم هم أنفسهم الذين تآمروا فيما بينهم لإقصاء ساندرز... فهل يعيد الغد قصة الأمس؟

يبدو أن ذلك كذلك، ولا سيما أن عدداً كبيراً من قيادات الحزب الديمقراطي وصل بها مستوى المكايدة السياسية إلى قناعة باتت تفضل معها فوز دونالد ترمب من جديد، على أن يحصل ساندرز على مقعد الرئيس، ولا يبدو واضحاً السبب الرئيسي في هذا التوجه، هل هو الخوف من قناعات ساندرز الاشتراكية، خاصة في ظل تجلي موجة من الاشتراكية الديمقراطية في الداخل الأميركي مؤخراً، أم رفضاً لجذوره العقائدية، إذ لو فاز فسيضحى أول يهودي أميركي يدخل البيت الأبيض، رغم أن علاقته مع إسرائيل ليست على ما يرام، كما أن أوضاعه الصحية لا تغري الناخبين الأميركيين الشباب للاقتراع له.

يكاد المرشح الذي كان أوفر حظاً، أي جوزيف بايدن، أن يتوارى، ففي أيوا فاز بيت بوتدجيج، وفي نيوهامبشير جاء بايدن في المرتبة الخامسة بأقل من 10 في المائة من الأصوات، وفاز ساندرز.
ويبدو أن ردات فعل أزمة أوكرانيا وعلاقات ابنه مع كارتلات النفط هناك، عطفاً على هجوم ترمب عليه ووصفه بـ«جو النائم»، قد أضعفت حظوظه.

الظاهرة الديمقراطية الجديدة في الانتخابات الأولية للديمقراطيين هذه المرة تتمثل في المرشح الشاب بوتدجيج المالطي الأصل (38 سنة)، والذي يعتبر من «الإنتلجنسيا» الأميركية، فمن جامعة هارفارد العريقة، إلى أوكسفورد البريطانية الأشهر، ورصيد من عدة لغات يتحدثها، عطفاً على امتلاكه رؤية سياسية محدثة، ما يمكن أن يعد جسراً بين أميركا القرن العشرين والأجيال اللاحقة.
غير أن خبرته السياسية لا تتجاوز عمدة مدينة «ساوث بيند»، في ولاية إنديانا لفترتين، كما أنه يجاهر بكونه مثلي الجنسية، الأمر الذي يشك معه في أن يسمح له الجناح المحافظ في الحزب بالمرور.

عرف الحزب الديمقراطي طوال تاريخه بأنه الأكثر عوناً ودعماً لدولة إسرائيل، غير أنه من المثير جداً هذه المرة أن نجد مؤسسة «الأيباك» التي تحتوي في طياتها على جميع الجماعات المؤيدة لإسرائيل تبدي خلافاً علنياً في بيان رسمي مع 3 من المرشحين الديمقراطيين، ساندرز، وبوتدجيج، وإليزابيث وارن.

وفي البيان الذي نشرته وسائط التواصل الاجتماعي أن «المتطرفين في الحزب الديمقراطي يحاولون فرض سياساتهم المعادية للسامية والمعادية لإسرائيل على الشعب الأميركي، وأنه يجب ألا تتخلى أميركا أبداً عن حليفها الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط»!

ساندرز بالفعل يرى أن المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل يجب أن تكون مشروطة بتغيير السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، وقد صرح ذات مرة بأنه سيكون على استعداد مطلق لاستخدام المساعدات كوسيلة ضغط في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، وخاصة من أجل ما أطلق عليه «العنصرية التي نراها في إسرائيل».

أما بوتدجيج فعندما سئل عن الأمر نفسه أجاب بأن الضم الإسرائيلي للمستوطنات، وهو الأمر المزمع أن يقوم به بنيامين نتنياهو بعد الانتخابات الإسرائيلية، يمكن أن يؤدي إلى تخفيض المساعدات الأمنية الأميركية.

فيما السيناتورة إليزابيث وارن فقد وجّه إليها التساؤل عينه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الخاص بحجب المساعدات عن إسرائيل، إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية في بناء المستوطنات في الضفة الغربية والابتعاد عن حل الدولتين، فأجابت بأن «جميع الخيارات مطروحة على الطاولة».

هل أضحى الديمقراطيون بالفعل البيتَ المنقسمَ على ذاته؟ أغلب الظن أن ذلك كذلك، ومع إضافة الصراع المتقدم مع «الأيباك»، وغياب «الجواد الديمقراطي الرابح»، تكاد تكون فرص الديمقراطيين ضعيفة في منافسة الرئيس ترمب الذي يكتسب أرضاً جديدة كل نهار.

وفي كل الأحوال يبقى هناك نحو 4 أشهر من الآن إلى حين عقد الحزب الديمقراطي مؤتمره الوطني الذي سيختار فيه مرشحيه لمنصبي الرئيس ولنائب الرئيس في 13 و16 يوليو (تموز) المقبل، ولهذا بات حكماء الديمقراطيين يرون استدعاء ورقة ديمقراطية قد تكون رابحة ومنقذة، تدعى هيلاري كلينتون؟ فماذا عن ذلك... إلى قراءة قادمة بإذن الله.

 

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ديمقراطيو أميركا إلى أين ديمقراطيو أميركا إلى أين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 العرب اليوم - الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab