كي لا يعطش العرب مستقبلاً

كي لا يعطش العرب مستقبلاً

كي لا يعطش العرب مستقبلاً

 العرب اليوم -

كي لا يعطش العرب مستقبلاً

بقلم - إميل أمين

هل بات العالم العربي على شفا أزمة خطيرة جدا، تتعلق بمصادر المياه العذبة اللازمة لحياة البشر؟

المؤكد أن الأزمة أوسع من أن تشمل العالم العربي فحسب، وباتت تهدد العالم بأسره، سيما أن المعلومات المتوافرة من هيئات الأمم المتحدة للتنمية تفيد بأنه من بين كل 1.4 مليار كيلومتر مكعب من المياه على سطح كوكب الأرض، لا يوجد سوى واحد بالمائة فقط، صالح للاستهلاك البشري.

تبدو أزمة المياه العذبة مرشحة للتصاعد خلال العقدين القادمين، وبوصول سكان البسيطة إلى ما نحوه 10 مليارات نسمة عام 2050، فإن الطلب العالمي على المياه سوف يرتفع من 4600 مليار متر مكعب سنويا إلى 6000 مليار مكعب.

تبدو العلاقة بين السكان وموارد المياه ماضية في طريق نظرية مالتوس، حيث موارد الأرض تتصاعد بمتوالية عددية، بينما أعداد البشر تتزايد بمتوالية هندسية.

ليس سرا القول إن أجهزة الاستخبارات العالمية، وفي مقدمها الأميركية، تمسح جغرافيا الكرة الأرضية، بحثا عن مصادر مياه عذبة جديدة، وباتت عملية اكتشافات مصادر متجددة منها تفوق الاهتمام بالبحث عن النفط والغاز.

هنا نتذكر التقرير الذي صدر عن وزارة الدفاع الأميركية عام 2008، بشأن أحوال المياه حول العالم، والمعلومات المثيرة للقلق حول معاناة قادمة، تجعل 3 مليارات نسمة تعيش في ذلك الوقت نقصا واضحا من المصادر الطبيعية، الأمر الذي يفتح الأبواب واسعة لصراعات وحروب ما أنزل الله بها من سلطان.

من بين المعلومات التي تحصلنا عليها من وكالة الفضاء الأميركية ناسا، والتي جادت بها أقمارها الاصطناعية الخاصة بالمسح الجيولوجي، لأراضي وصحاري العالم العربي، ما هو صادم، لا سيما المعلومات الخاصة بالمياه الجوفية، تلك التي تمد نحو 60 مليون عربي بما يحتاجونه، وتفيد بأنها ماضية نحو الجفاف.

لماذا العودة وفتح هذا الملف المثير للقلق مرة أخرى هذه الأيام؟

في نهاية مارس الماضي، كانت الأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الاسكوا"، تؤكد خلال فعالية نظمتها بالتعاون مع جامعة الدول العربية، وعلى هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمياه في نيويورك، أن هناك قرابة 50 مليون شخص من المنطقة العربية، يفتقرون في الحال إلى مياه الشرب الأساسية، فيما يعيش 390 مليون شخص في المنطقة، أي ما يقرب من 90 في المئة من إجمالي عدد السكان، في بلدان تعاني من ندرة المياه.

ترى المسؤولة الأممية أن المنطقة العربية، ليست على المسار الصحيح فيما يتعلق بتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، ذلك المتعلق بتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.

تقطع بيانات "الاسكوا " بأن المنطقة العربية هي الأكثر ندرة في المياه بين جميع مناطق العالم، حيث تقع 19 من بين 22 دولة عربية في نطاق شح المياه. وتحصل 21 من 22 دولة عربية على مواردها المائية الأساسية من مياه عابرة للحدود.

هل أزمات المياه عالميا وعربيا مرشحة لمزيد من الانتكاسات في العقود القادمة، خاصة في ضوء التطورات الإيكولوجية السيئة، وحالة المناخ العالمي المتدهورة، سيما في ظل قصور قادة الدول الصناعية الكبرى، والتي كانت سببا رئيسا في أزمة الاحتباس الحراري عن الالتزام بمناهج ومقررات لاستنقاذ الكرة الأرضية؟

قبل أن ينصرم الشهر الماضي أيضا، كان خبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي Giec، يحذرون من أن الاحترار العالمي الناجم عن النشاط البشري سيصل إلى 1.5 درجة مئوية، مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، اعتبارا من السنوات 2030-2035.

بيانات الهيئة السابق الإشارة إليها، تؤكد على أن فرص الحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5درجة مئوية، هي مرهونة بتقليل انبعاثات غازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري بحوالي 45% بحلول 2030 مقارنة باليوم.

هل من أمل لبلوغ هذا المستوى؟

أثبتت الحرب الروسية الأوكرانية، أنه ما نوايا حقيقية لاستنقاذ عالمنا المعاصر، من وهدة الاحتباس الحراري، سيما بعد أزمات الطاقة التقليدية من نفط وغاز والعودة إلى الفحم الكربوني مرة جديدة.

يعني المزيد من الاحتباس الحراري، المزيد كذلك من التصحر، ومن الجفاف، ومن قلة الأمطار، ما يعمق كارثة نقص المياه العذبة الصالحة للاستخدام الآدمي عالميا وعربيا.

هنا يبدو التساؤل واجب الوجود: "ما هي الحلول المقترحة حتى لا يعطش العرب؟".

المؤكد بداية أنه لابد من استراتيجية جماعية لمواجهة الأزمة التي دونها خرط القتاد كما يقال، والخطوات الرئيسة تنطلق من الحفاظ على الموارد التقليدية للمياه العذبة في العالم العربي، والبحث في ذات الوقت عن مصادر جديدة.

المواجهة هنا هي شكل من أشكال الحروب، لكن من غير أسلحة هجومية بل من خلال المزيد من التعاون الخلاق لبلورة خريطة مائية مشتركة يتم من خلالها تنظيم ما هو متاح من مصادر مياه عذبة، وترشيد استهلاكها.

أحد أهم السياقات التي يتوجب الاهتمام بها لمجابهة أزمة العطش في عالمنا المعاصر، فكر التوعية، لا سيما من خلال المؤسسات التعليمية والإعلامية، فقد باتت كل قطرة مياه تساوي ثمنها ذهبا وأكثر، وكل هدر يعد بمثابة انتحار بيئي.

في الوقت ذاته تبدو المؤسسات العلمية في حاجة إلى المزيد من الدعم، بهدف تكثيف الأبحاث اللازمة للكشف عن المزيد من المياه الجوفية، والتي تعد كنوزا مخفية تتجاوز في أهميتها في المستقبل القريب مصادر الوقود الأحفوري.

ومن جهة أخرى، تبدو هناك حاجة ماسة للمزيد من المشروعات العملاقة الخاصة بتحلية مياه البحار، خاصة في ظل وجود تجارب ناجحة للغاية لدى عدد من دول المنطقة المجاورة، والتي أبدعت في ذلك الحصول على مصادر واسعة من مياه البحار، تغلبت بها على بيئتها الجغرافية المنبتة الصلة عن مصادر المياه الطبيعية.

عطفا على ذلك، هناك حاجة للمزيد من إعادة تدوير مياه الصرف الصحي والزارعي، والاستخدام الأكثر أمانا للمياه الجوفية والمياه شبه المالحة وحصاد مياه الأمطار.

هل من خلاصة؟

معركة العرب مع مصادر المياه العذبة معركة مصيرية... فانظر ماذا ترى.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كي لا يعطش العرب مستقبلاً كي لا يعطش العرب مستقبلاً



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab