حديث العزل ومشروعية الرئيس بايدن

حديث العزل ومشروعية الرئيس بايدن

حديث العزل ومشروعية الرئيس بايدن

 العرب اليوم -

حديث العزل ومشروعية الرئيس بايدن

بقلم - إميل أمين

ضمن استطلاعات الرأي الكثيرة، التي أعقبت المناظرة الأولى، بين الجمهوريين الساعيين للترشح للرئاسة الأميركية، ظهرت خلاصة مؤدها أن هناك رغبة تجتاح 30% من عامة الشعب لجهة إزاحة بايدن وترمب دفعة واحدة من طريق السباق الرئاسي 2024.

يمكن للمرء أن يتفهم الإشكاليات التي تحوم من حول الرئيس السابق ترمب، والقضايا المرفوعة ضده، والتي قد يصل بعضها حد الاتهامات الجنائية.

غير أن الأكثر إثارة في المشهد الأميركي اليوم باتت موصولة بالرئيس بايدن عينه، والذي كثرت من حوله بدوره الشكوك، فيما يبدو أن الديمقراطيين ساعون نحو حديث العزل، وجميعها تقود إلى التشكيك في مشروعيته الرئاسية الحالية من جهة، فما بالنا بفكرة إعادة الترشح لولاية رئاسية ثانية.

يوما تلو الآخر تتكاثر السحب السوداء فوق المكتب البيضاوي، وربما كان آخرها وأخطرها، اعتراف إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية بأن في حوزتها ما يقرب من 5400 رسالة من بريد إلكتروني وسجلات إلكترونية، تظهر الرئيس جو بايدن يستخدم اسما مستعارا خلال فترة توليه منصب نائب الرئيس، والعهدة هنا على صحيفة نيويورك بوست الأميركية.

هل ارتكب بايدن مخالفات يمكن أن تصل إلى حد الخيانة لبلاده، حين كان نائبا لمدة ثماني سنوات للرئيس أوباما في البيت الأبيض؟

بحسب إدارة المحفوظات، فإن بايدن استخدم أسماء مستعارة، مثل روبن وير، روبرت إل بيترز، جي آر بي وير، مرر معلومات حكومية وناقش الأعمال الحكومية مع ابنه هانتر بايدن وشخصيات أخرى.

ترى لو كانت هذه المعلومات متوافرة لعموم الشعب الأميركي، في زمن إنتخابات الرئاسة 2020، هل كان لبايدن أن يجد موطئ قدم في البيت الأبيض؟

ما كشفت عنه إدارة المحفوظات، إنما جاء بطلب من مؤسسة تعرف باسم، "المؤسسة القانونية الجنوبية الشرقية"، وهي مجموعة قانونية دستورية غير ربحية، والتي قالت في بيان لها: "في كثير من الأحيان يسيء المسؤولون العموميون استخدام سلطتهم من خلال استخدامها لمصلحتهم الشخصية أو السياسية. وعندما يفعلون ذلك، يسعى الكثيرُ إلى إخفاء ذلك. الطريقة الوحيدة للحفاظ على النزاهة الحكومية هي أن تقوم إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية بنشر ما يقرب من 5400 رسالة بريد إلكتروني أرسلها بايدن بأسماء مختلفة".

هل تبدو هذه التهمة أشد وقعا من الاتهامات الموجهة إلى الرئيس السابق ترمب؟

المؤكد أن ترمب عبر عن رأيه في أن انتخابات 2020 كانت مزورة، وأنه تم حرمانه من الفوز بطرق ملتوية، وفي كل الأحوال فإن الأمر يظل عند كثير من الفقهاء القانونيين الأميركيين، ضمن دائرة حرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور الأميركي ، وهناك مرات عديدة قام فيها الديمقراطيون بإبداء توجهات مماثلة، وهو ما فعلته هيلاري كلينتون بعد انتخابات 2016، حين وجهت هي وحزبها اتهامات صارخة لترمب بالتلاعب بتلك الانتخابات من خلال الاتصال بالحكومة الروسية.

ورغم فداحة الاتهامات التي طاردت تامب طويلا، وظلت ترافقه حتى بعد أن دخل البيت الأبيض، إلا أنه لم يقم برفع دعاوى على النحو الذي نراه.

لكن فكرة أن يمرر بايدن معلومات لابنه هانتر، والذي حصد من ورائها بالفعل عدة ملايين من الدولارات، وبطرق غير مشروعة، تبدو بالفعل مسألة جسيمة، وتستدعي أن يعرف الشعب الأميركي ما جرى من حولها، وهل في الأمر ما يستوجب ليس عزل بايدن فقط، بل محاكمته بصورة ربما أقسى مما يتعرض له ترمب.

هل سنرى في الساعات والأيام القليلة القادمة تحركا من قبل الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب، بهدف عزل الرئيس جو بايدن؟

عند رئيس المجلس "كيفن مكارثي"، أنه لن يفتح تحقيقا رسميا لعزل الرئيس إلا من خلال تصويت كامل في مجلس النواب.

يعتبر الجمهوريون وعلى رأسهم مكارثي أن التحقيق في قضية المساءلة، "خطوة طبيعية إلى الأمام"، لابد من القيام بها لمعرفة الأبعاد الخفية في تعاملات بايدن التجارية الخارجية العائلية.

يبدو الجمهوريون حذرين جدا، في طريقة تعاطيهم مع أزمات بايدن، لسببين:

أولا: درء لأي شبهات تربط بين محاولة عزل بايدن، حال اكتملت أركانها، وبين ما جرى للرئيس ترمب من جانب الديمقراطيين الذين بسطوا سيطرتهم على مجلس النواب في نهابة فترة ترمب، وقد تابع العالم المعاملة الخشنة جدا، التي تعاملت بها نانسي بيلوسي مع القضية.

ثانيا: الابتعاد عن مساحات الشك التي تربط بين عموم الجمهوريين وبين المرشح القادم دونالد ترمب، وحتى لا يختصم الأمر من مصداقية أركان الحزب الجمهوري الرافضين لترمب في الظل.

مهما يكن من أمر قضية العزل الدائرة، وما ستنحو إليه، فإنه من دون أدنى شك، باتت مشروعية الرئيس بايدن مشكوكا فيها.

هل هناك ما هو أسوأ من حديث المعاملات التجارية لبايدن وابنه هانتر؟

في أوائل شهر أغطس الماضي، كشف النائب الجمهوري "غريغ ستيوب" عن نيته تقديم مشروع قرار لعزل بايدن بتهم عدة منها "تورطه في المخدرات والدعارة" وقال النائب في مقابلة له عرضت عبر قناة "نيوز ماكس" إن هناك طائفة من الاتهامات تلاحق الرئيس، منها الرشوة، والابتزاز، وعرقلة العدالة، والاحتيال، والتورط المالي في المخدرات والدعارة".

ليس بالأمر اليسير أن يوجه نائب جمهوري مثل هذه الاتهامات لرئيس الولايات المتحدة، إن لم يكن في حوزته ما يؤكد به اتهاماته، والإ فإنه يعرض نفسه للمساءلة القانونية الكفيلة بأن تنهي مسيرته السياسية من جهة، ومن جهة ثانية تختصم من رصيد حزبه.

لم يكن بايدن في حاجة لأن يوجه الفتى الألمعي، والشاب العبقري، "إيلون ماسك" نيران مدافعه ضده، فعلى مدى يومي الأول والثاني من سبتمبر أيلول الجاري، واصل ماسك مهاجمة بايدن، مؤكدا ما حذر منه الكاتب الأميركي "مايكل شيلينبرجر" من أن بايدن سيدمر الشرعية في الولايات المتحدة، قد حدث.

ماسك وافق على أطروحة شيلينبرجر، القائلة، إن وزارة العدل الأميركية "تمنع بشكل فعال محاكمة نجل الرئيس، هانتر بايدن، بينما تمضي قدما في طريق سعيها لسجن منافس بايدن السياسي، الرئيس السابق ترمب".

هل تخلى الديمقراطيون عن بايدن، وقريبا كذلك سيجد ترمب نفسه في العراء الجمهوري؟

ربما سنرى لاحقا صفقة ما بمقتضاها ينسحب بايدن وترامب معا، من دائرة الحياة السياسية الأميركية برمتها، مع ضمانات بالعفو من الرئيس أو الرئيسة القادمة للبلاد، لكي تتفرغ أميركا لمتابعة شؤونها الجدية بعيدا عن العبث الدائر مؤخرا؟

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حديث العزل ومشروعية الرئيس بايدن حديث العزل ومشروعية الرئيس بايدن



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab