البرتقالي والعنف ضد المرأة

البرتقالي والعنف ضد المرأة

البرتقالي والعنف ضد المرأة

 العرب اليوم -

البرتقالي والعنف ضد المرأة

بقلم - خالد منتصر

تقرير الأمم المتحدة الأخير الذى صدر تزامناً مع اليوم العالمى للعنف ضد المرأة، والذى امتد من نهاية نوفمبر إلى منتصف هذا الشهر، يقول إن ثلث نساء العالم تتعرض للإيذاء، وفى أوقات الأزمات يرتفع عدد تلك النسوة فى أثناء الأزمات الإنسانية والصراعات والكوارث المناخية كما رأينا فى جائحة كورونا، وأظهر التقرير المستند إلى بيانات قُدمت من 13 دولة منذ بدء الجائحة، أن اثنتين من كل ثلاث نساء أبلغن عن تعرضهن (أو امرأة يعرفنها) لشكل ما من أشكال العنف، فضلاً عن أنهن أكثر عرضة لمواجهة غياب الأمن الغذائى، وقالت واحدة فقط من كل 10 ضحايا إنها ستبلغ الشرطة طلباً للمساعدة، ولإذكاء الوعى، فإن موضوع هذا العام كان شعاره هو «لوّن العالم برتقالى: فلننهِ العنف ضد المرأة الآن! فالبرتقالى هو لوننا لتمثيل مستقبل أكثر إشراقاً وخالٍ من العنف ضد النساء والفتيات، فكونوا جزءاً من الحركة البرتقالية»، وليست صدفة أن يكون أول كتاب لى فى مكتبة الأسرة منذ أكثر من خمسة عشر عاماً كان موضوعه العنف ضد المرأة والختان، وقلت إن المرأة فى مجتمعنا هى أسهل لوحة تنشين نغرس فيها كل سهام كبتنا الجنسى ورصاص عقدنا النفسية وتشوهات هلاوسنا وضلالاتنا المرضية، شمّاعة جاهزة نعلّق عليها كل خيباتنا وخطايانا وفشلنا المزمن، غلاء أسعار سببه عدم انصياعها لشعار النقاب قبل الحساب، انحرافات الشباب نتيجة ملابسها المثيرة، البطالة هى نتيجة خروجها للعمل، انتشار المخدرات، لأنها صارت طموحة وتريد الالتحاق بالجامعة، مع أن مكانها البيت.. إلخ لذلك نمارس ضدها العنف، ولكن الخطورة أن عنفنا يبررون له، ويضعون لتشريعه قوانين وقرارات، ويجرون له عمليات تجميل وحقن بوتوكس! يخرج علينا رجل دين كبير كان يشغل منصباً دينياً مهماً، فيقول على الملأ وأمام الشاشات إن المرأة المتحرش بها هى التى استباحت نفسها بملابسها التى تثير الفتنة! وفجأة تناسى غض البصر، حاكَم الفريسة، ولم يحاكم الذئب، داعية آخر شاب له جمهور بالملايين يسبّ أمهات الستينات ويتهمهن بالفجور بسبب ملابسهن.

إنها شرعنة العنف ضد المرأة، فضربها حلال بالشرع، واغتصابها على فراش الزوجية حلال إذا رفضت وإلا لعنتها الملائكة، رضوخها للتعدد حتى يسعد الزوج، أما هى فإلى قعر الجحيم، زرعنا فى أذهان الشباب أنها مجرد قطعة لحم مستباحة، هو عندما يتحرش لا يتحرش للذة جنسية، وإنما لإثبات تفوّق مزعوم أقنعه به مجتمع مريض، نرى تحرشاً جماعياً فى جامعة، ونراه فى أعياد دينية، ونراه فى مهرجانات أو تجمعات، تحرشاً باللمس واللفظ، نرى امرأة تُضرب وتُسحل فى الشارع، وعندما نعرف أن من يضربها هو زوجها نشترى دماغنا ونهمهم مالناش دعوة ونكتفى بالجملة التى نرضى بها ضميرنا ونخدّره «كان يؤدبها»!!! نتاجر بمعنى الشرف ونزيّفه ونحصره فى النصف الأسفل للمرأة ما زلنا نطلق عليها الحُرمة، ما زلنا نتفاخر بابننا الذكر اللى مقطّع السمكة وديلها فى نفس الوقت الذى نذبح بنتنا الأنثى، لأنها كلّمت ولداً أو كشفت خصلة شعر! نكافئ قاتل زوجته المدافع عن شرفه، لأن كرامته لا تحتمل، لكن العكس غير صحيح، فالزوجة عليها أن تكظم غيظها وتضع أعصابها فى ثلاجة عند رؤية جريمة الزنا من بعلها المصون! العنف لدينا مختلف، فهو عنف مجتمعى لا فردى، له جذور ضاربة فى عمق التربة الاجتماعية، وللأسف تحميه ترسانة قوانين مجحفة، والأخطر أن هناك سيدات يستعذبن ويستمتعن بهذا القهر، يتصورن أن قيود الفولاذ هى غوايش الزفاف، لذلك فالشيزوفرينيا تجاه المرأة نحتاج معها إلى صدمة كهربائية، وليس مجرد قرص مُسكن.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البرتقالي والعنف ضد المرأة البرتقالي والعنف ضد المرأة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab