هشام سليم يرفع «الراية البيضا»

هشام سليم يرفع «الراية البيضا»

هشام سليم يرفع «الراية البيضا»

 العرب اليوم -

هشام سليم يرفع «الراية البيضا»

بقلم: خالد منتصر

وُلدنا فى اليوم نفسه ٢٧ يناير، برغم اختلاف السنين فإنه قد شكّل ركناً هاماً فى وجدانى، محطاته الفنية بصمات على جدران الروح لجيلى الذى أنهكته تقلبات الزمن والسياسة، جمعتنى لقاءات مع مكتشفه الفنى المخرج الكبير حسين كمال الذى منحه دور الانطلاقة فى إمبراطورية ميم، وكان الفيلم بداية حماتى كوثر هيكل فى الكتابة السينمائية.

كانت نبوءة حسين كمال منذ البداية أن هذا الاسم سيلمع نجمه، وظلت كوثر هيكل حتى رحيلها حريصة على متابعة أعماله ومكالمته هاتفياً لتهنئته، لكن هشام سليم بالنسبة لى ولجيلى مشوار وتاريخ لا يُنسى. عشت معه الحلم فى عودة الابن الضال، غنيت معه ومع ماجدة الرومى: «نبص قدامنا على شمس أحلامنا»، كانت الصالة تضحك بسذاجة على صوت ماجدة الأوبرالى وتعتبره صراخاً، لكنى كنت مأخوذاً بنظرة التصميم والتحدى عند هشام سليم، وهو يترك خلفه أسرة قتلت بعضها بعضاً، وبطلاً منهزماً، وبيتاً محترقاً، مؤكداً أن الشارع لنا إحنا لوحدنا والناس التانيين دول مش مننا، هشام سليم فى ليالى الحلمية المحب الحائر عادل سليم البدرى الذى يعشق «قمر»، كان هو وشقيقه ممدوح عبدالعليم أيقونتين لجيل الآمال المؤجلة والأحلام المجهضة، الفنان التشكيلى «هشام» فى الراية البيضا ابن المحامى أنيس البسيط العفوى، ابن زمن قصر الثقافة المقاتل ابن الطبقة الوسطى الذى يقف فى مواجهة فضة المعداوى، تلك المعلمة فى زمن الانفتاح الاستهلاكى القبيح.

تتخيل أنها تستطيع شراء كل شىء حتى التاريخ، حتى مفيد أبوالغار راهنت على الفيلا التاريخية التى يسكنها وتسكنه، وقف «هشام» ضد بلدوزر الخراب، لكن فى المشهد الأخير اقترب البلدوزر ولم نعرف هل دهس «هشام» ورفاقه أم تراجع عن سحق الوجدان المصرى؟ السؤال: لماذا شاهدنا كل تلك الدموع التى غمرت مصر كالفيضان حزناً على هذا الفنان؟ هشام سليم كان صريحاً مواجهاً لا يخشى لومة لائم فى الحق، كرامته فوق كل شىء، ابن أصول فعلاً، تربية رجل صارم جداً وفنان جداً، وأم شيك وراقية وهانم فعلاً.

جمع بين حكمة وهدوء دوره فى مسلسل الجاسوسية، والشقاوة فى مسرحية شارع محمد على، أما موقفه مع ابنه «نور» العابر جنسياً من بنت إلى ولد، ودعمه نفسياً ومواجهة المجتمع بكل شجاعة، فهذا موقف إنسان مثقف متحضر وفنان يمتلك من الوعى ما لا يمتلكه الكثيرون ممن يمتهنون الفن الآن.

وداعاً صاحب القلب الأبيض. رحلت جسداً بعد أن رفعت الراية البيضا أمام المرض القاسى، لكنك لم ترحل عن وجداننا.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هشام سليم يرفع «الراية البيضا» هشام سليم يرفع «الراية البيضا»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 العرب اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab