المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم

المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم

المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم

 العرب اليوم -

المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم

بقلم -خالد منتصر

عندما قرأت دفاعات بنات كثيرات عن الدعاة وذوى المزاج السلفى من الذين يتهمون البنت بأنها هى السبب فى التحرش وإثارة الذكور بملابسها، تأكدت من أن بعض النساء المصريات يعانين بالفعل من متلازمة ستوكهولم، تعرّف متلازمة ستوكهولم على أنّها حالة نفسية تدفع المصاب بها إلى التعاطف أو التعاون مع الشخص المضطِهد، أو المختطِف، أو الذى ضربه بشكل مبرح، أو اغتصبه، فيُبدى الشخص ولاءه للمعتدى، تم اشتقاق اسم هذه المتلازمة من عملية سرقة بنك حدثت فى ستوكهولم فى السويد عام 1973م، تم فيها احتجاز أربع رهائن، هم رجل وثلاث سيّدات، لستة أيام متواصلة، وخلال فترة الاحتجاز وفى ظلّ ما كانوا يشعرون به من ضغط، أخذ الرهائن فى الدفاع عن تصرّفات اللصوص، واللوم على الجهود المبذولة من قِبَل الحكومة فى سبيل إنقاذهم، وبعد مرور أشهر على انتهاء المحنة، استمرّ الرهائن فى إعلان الولاء لخاطفيهم، لدرجة أنّهم رفضوا الشهادة ضدّهم، بل ساعدوا المجرمين فى جمع الأموال اللازمة للدفاع القانونى عنهم، فعندما أجد صفحات على الإنترنت تدعو لتعدد الزوجات، هذه الصفحات تحت إشراف بنات وسيدات!!، وعندما أعرف بالإحصاءات أن أكثر من تجر البنت وتسحلها وتجبرها على إجراء الختان هى الأم أو الجدة التى عانت من ويلات هذا السلوك البربرى!!، عندما أسمع البنات يقلن نعم نحن السبب فى التحرش بملابسنا المثيرة لهرمونات وذكورة الرجل!، عندما أرى الجارة هى التى تضرب طفلتها لإجبارها على الحجاب، وعندما أجد المدرسة تقص شعر طفلة فى الفصل، لأنها لم ترتده!!، عندما أرى وأسمع فنانات يشتمن الفن ويعلنّ أنهن يعرفن جيداً أنهن يشتغلن فى مهنة حرام وأنهن فى انتظار الهداية.. إلخ، عندما أقرأ وأسمع كل هذه الأفكار، أجد نفسى أمام مازوخية نسائية، وكأنهن يمارسن طقس عاشوراء، يضربن أنفسهن بالسكاكين حتى النزف وأحياناً الموت،غسلوا دماغ المرأة حتى صارت مدافعة عن قيودها، مقاتلة فى سبيل مهانتها، شوهوا وجدانها وعقلها وسمموا روحها حتى باتت تدعو لتزويج زوجها امرأة ثانية وثالثة ورابعة وبكل فخر وسعادة!!، أفقدوها حتى إحساس الغيرة!!! أقنعوها بأن تكون مجرد جارية ضمن حريم!! كل هذا بدعوى أنها هكذا تدافع عن الدين وتطبق الشرع!! أقنعوا الأم التى تحمل جرح الختان الذى أهدر أنوثتها وكرامتها، أقنعوها بأن طفلتها عار ولا بد من أن تختنها حتى تطفئ نار شهوتها الجامحة!، زيفوا وعى الأمهات بأن البنت فى مصر «بتفور» بسرعة وكأنها حلة لبن، ومن الضرورى تزويجها وهى طفلة، وقد أفتى الشيخ علان بأنها تستطيع احتمال الوطء، «ويا ريت فى أى حفل فرح قريب تخليها ترقص حبتين يمكن تلقط لها عريس قبل ما القطر يفوتها»!!، وفى الزواج تظل الأم تدين ابنتها فى كل خلاف مهما كان ظلم الزوج لها وتعنته، فتهمس لها بأن من تتمنع تظل الملائكة تلعنها حتى الصباح!، أما لو تم الطلاق فراراً من الجحيم فهذه هى المصيبة الكبرى، تجلدها الأم ونساء الأسرة بسياط منقوعة فى زيت الكراهية، فتصبح ملفوظة منبوذة لأنها فقدت الظل والحماية و«تبطرت» على النعمة، لم أتخيل فى يوم من الأيام أن تطالب امرأة وتلح فى طلبها بأن تدخل زنزانة وتصر على أن تلقى بمفتاحها فى المحيط وترفض معرفة باسوورد باب النجاة!

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم المرأة المصرية ومتلازمة ستوكهولم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab