الجهاد بالتنمر الإلكترونى

الجهاد بالتنمر الإلكترونى

الجهاد بالتنمر الإلكترونى

 العرب اليوم -

الجهاد بالتنمر الإلكترونى

بقلم -خالد منتصر

ما حدث لبنات الفنان شريف منير من تنمر إلكترونى وسباب فاحش على موقع الفيس بوك هو حلقة فى سلسلة وضاعة وسفالة لم تعد فردية بل صارت تياراً لا بد أن يدعو للقلق والانزعاج وأيضاً التحليل والدراسة، ليس هذا من أجل شريف منير كفنان أو فرد، فالقصة تتكرر كل ساعة مع شخصيات عامة وشخصيات عادية، ومشاهير ومغمورين، مع كتاب ومفكرين، ومع أناس يضعون صورهم وصور عائلاتهم لمجرد البهجة والفرح، وملاحظاتى حول هذا الموضوع جمعتها من خلال خبرة شخصية لأننى وببساطة من أكثر الكتاب تعرضاً لهذا التنمر والسباب كل يوم، وللأسف ممن يسمون أنفسهم المتدينين الإسلاميين!!، أواجه كل هذا باللامبالاة و«الطناش» وأحياناً بالضحك والشفقة على هؤلاء، لكننى وبما أننى أكتب فى الشأن العام وليس الشأن الشخصى، كان واجباً علىّ أن أدون تلك الملاحظات ولا أجعلها لنفسى فقط، أولاً الظاهرة تنم عن كبت جنسى حاد بين هؤلاء الشباب المتنمر، فهو غارق فى الاهتمام بالنصف الأسفل، فى نفس الوقت الذى يدعى فيه الورع والتقوى، مستعد للتحرش بأى بنت فى الشارع أو فى الفضاء الإلكترونى، فى نفس الوقت الذى يبكى فيه على إغلاق المساجد بسبب الكورونا!! الجنس عند هؤلاء الشباب مفهومه ملتبس ومرتبك، فهو ليس تتويجاً لحب، وإنما إثبات لسلطة، وتوكيد لتفوق، وترميم لتصدع نفسى، وتعبير عن عقد ذكورية مدفونة، والمرأه لديه «حتة لحمة» عليه التهامها وافتراسها، لا كيان لها ولا وجود إلا فى دائرة الجنس.

ثانياً بالاطلاع على صفحات هؤلاء المتنمرين المتحرشين، وبجولة سريعة على بوستاتهم واهتماماتهم، تجد الأذكار والدعوات وصورة الكعبة، وتجد أيضاً صورة لاعبى الكرة والفرق الرياضية التى يشجعونها وعبارات التعصب المليئة بالسباب والردح، هم كوكتيل عجيب من الألتراس الدينى والرياضى، تعصب يضم الجلباب واللحية والتيشيرت والشورت!! عبارات من هتافات المدرجات، واقتباسات من المتطرفين والمتطرفات، ثالثاً: هذا الهجوم وتلك السفالات تكون عادة على شكل لجان إلكترونية منظمة وفى أغلب الأحيان تكون شديدة التجريح على الشخصيات المرتبطة بالدولة أو الكارهة للإخوان أو المشتركة فى أعمال درامية وطنية أو تتقلد مناصب تنفيذية أو التى كان لها مواقف حادة ضد الإخوان أثناء حكمهم، وإذا صدر نفس التصرف من إخوانى أو ذى هوى إخوانى أو مش منهم ولكن أو تروتسكاوى ثورى على مذهب المرشد.. إلخ، فإن الانتقاد يكون هادئاً مليئاً بالطبطبة والحنان!!، وغالباً الطناش هو سيد الموقف، رابعاً: المتنمر إلكترونياً من باب الكبت الجنسى عادة ما تكون دائرة تنمره أوسع، فيها تنمر على البشرة مثلما حدث مع اللاعب شيكابالا ومع شقيقة الفنان محمد رمضان، وفيها تنمر على البدانة والشكل والاختلاف الدينى والاختلاف الفكرى.. إلخ، فالسلوك المتنمر لا يتجزأ، ومرض التحرش الإلكترونى هو سيندروم لا بد أن تجتمع كل أعراضه لا يغيب عرض منها حتى تكتسب تلك الصفة السيكوباتية الوضيعة، ما يحدث على الإنترنت من تنمر وسفالة وشتائم وقباحة فضح فاشية مجتمعية تتطلب الاعتراف والتحليل لا التبرير والتجميل.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجهاد بالتنمر الإلكترونى الجهاد بالتنمر الإلكترونى



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab